قلعــة مكــاور…أهميـــة تـاريخيـــة ودينيــة استثنـائيــة
قلعة مكاور حصن روماني قديم، وتقع وسط المملكة على بعد 32 كم جنوب غرب مدينة مادبا بالقرب من قرية مكاور في لواء ذيبان، بناها الملك هيرودوس لتكون حصنًا أمام هجمات مملكة الأنباط، تتربع القلعة على قمة جبل مرتفع يبلغ ارتفاعه أكثر من 730 مترًا عن سطح البحر.
وتقع مكاور على بعد 35 كم إلى الجنوب الغربي من مدينة مادبا وعلى بعد 70 كم من العاصمة عمان وهي محاطة بالأودية والكهوف وتقع بين وادي زرقاء ماعين، ووادي الهيدان وتشرف على البحر الميت وعلى الضفة الغربية.
أما جبل مكاور فيقع ضمن منطقة قضاء العريض في لواء ذيبان على قمة جبل مخروطي الشكل اطلق عليه الساميون اسم مكاور وذلك لاستدارته، واليونان قاربوا بين هذا الاسم وبين كلمة يونانية تشبهه لفظا وهي مكايروس ومعناها السيف وفي الفترة البيزنطية عرفت مكاور باسم ماكابيروس ومنها لفظة مكاور العربية، إما قرية مكاور ذاتها فهي مبنية على أنقاض الموقع الأثري حيث تحتوي عل العديد من الكنائس البيزنطية ومن أهمها كنيسة ملاخيوس والتي تقع ضمن البيوت التراثية المنتشرة في القرية.
تاريخ القلعة
وفقا للروايات التاريخية، فقد بنيت قلعة مكاور عام 90 قبل الميلاد على يد القائد الحشموني الاسكندر جانيوس لتكون مركزا لمقاومة الرومان، إلا ان الرومان استولوا عليها عام 57 قبل الميلاد ودُمرت على يد القائد الروماني «بومبي». لكن هيرودس الكبير أعاد السيطرة على القلعة خلال الفترة 25- 13 قبل الميلاد وأعاد بناءها وبنى عليها سورًا ضخمًا يحيط بها من جميع الاتجاهات، وبعد ذلك آلت القلعة إلى ابنه هيرودوس انتيباس الذي تسلم مقاليد الحكم، ثم دخلتها الجيوش الرومانية بقيادة لوسيوس باسوس في عام 71م ميلادية، إلا انه لم يتبق منها إلا بعض الآثار مثل بقايا القصر والأبراج والأقنية والساحات والبرك والأعمدة.
أهمية دينية
وبقدر أهمية القلعة التاريخية والاثريه فأن اهميتها الدينية أكبر شأنا؛ إذ تشير بعض المصادر الدينية أن النبي يحيى (يوحنا المعمدان في المصادر المسيحية) قد سُجن في القلعة، وفيها قام الملك هيرودوس بقطع رأسه، وتشير روايات إلى أن رأسه نقل إلى دمشق حيث دفن في موضع ضمن الجامع الأموي، كما تؤكد العديد من الروايات التارخية والدينية أن النبي يحيى كان يقيم في منطقة بيت عنيا على الجانب الشرقي من نهر الأردن ضمن منطقة لواء الشونة الجنوبية في وادي الخرار.
زار القلعة العديد من الرحالة والمستشرقين، منهم الرحالة الألماني زيتسن عام 1807 م، والرحالة تراسترام عام 1872م، وكذلك زارها الرحالة ايبل عام 1909 ووصف أثار الموقع، وزارها البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000م واعتبرت منذ ذلك التاريخ أحد مواقع الحج المسيحي الخمسة في الأردن.
ومن أجل كشف آثار الموقع، قام فريق اثري مشترك من معهد الآباء الفرنسيسكان ودائرة الاثار العامة بإجراء العديد من الحفريات في الموقع كان أولها في عام 1978م وذلك من أجل الكشف عن البقايا الأثرية في الموقع.
الدستور
التعليقات مغلقة.