لا يزال لدينا مساحة للحوار
نسيم العنيزات
لا يزال لدينا مساحة للحوار والعمل وانهاء حالة الجدل الشعبي والانقسام المجتمعي حيال العديد من الملفات والقضايا التي تهم الجميع ويتحدث عنها الكل.
ملفات تراها كل فئة بعينها دون الآخرين وينظر لها البعض حسب معتقداته او رؤيته للحاضر والمستقبل، وبنفس الوقت فان الاغلبية تهدف الى الصالح العام ومصلحة الدولة استنادا لرؤيتها ومن منظورها وقدرتها على التعامل مع الواقع وتقديرا للمواقف.
وبعيدا عن التشكيك والتخوين فالجميع مطالب اليوم بالانخراط في تشكيل مستقبل الدولة التي تدخل مئويتها الثانية لنحافظ على انجازاتنا واستقرارنا واستغلال المساحة الموجودة والمهيأة لذلك والتي تسمح لنا بالعمل وفق برنامج وطني شامل يعالج الاصلاح السياسي والاقتصادي ويضع حلولا عملية وخطة واقعية قابلة للتنفيذ و قادرة على الاقناع واعادة الثقة للشارع.
هذه الثقة التي لا تحتاج الى شعارات او اقوال بقدر ما تحتاج الى ترجمة عملية و واقعية تدخل في جميع التفاصيل الحياتية دون مواربة او دغدغة للمشاعر والعواطف مدعمة بالمصارحة والشفافية.
وقبل ذلك كله علينا ان نقرر هل نحن جادون في الاصلاح والمضي قدما نحو العمل والنهوض الحقيقي بالدولة التي لا نختلف عليها لنقطع الطريق امام المتربصين ونضع جدارا قويا وحصنا فولاذيا امام التحديات او المفاجآت.
وعلينا ان ندرك ايضا ان الوقت يسرقنا والعمر يضيع من بين ايدينا والخيارات تضيق امامنا في حال استمررنا بالانتظار او المراهنة على القادم الذي نجهل ما يخفي لنا.
ومع ادراكنا باننا نمر بظروف وتحديات صعبة في كل الاتجاهات وعلى كل الجبهات تعمقها الحالة النفسية للمجتمع،وخيارات الحكومة الصعبة التي نعترف بانها ورثت تركة معقدة وغاية في الصعوبة، الا انها ليست عصية على فك خيوطها وحلحلة عقدها اذا وجدت الارادة الحقيقية والنية الصادقة لمستقبل جديد لنا وللاجيال القادمة خال من الخوف والاحباط واليأس.
مستقبل نشعر معه بالامان والبعد عن المجهول بعيدا عن التلاوم والتفكير وتحميل بعضنا مسؤولية اوضاعنا او تاخرنا لان جميع الخيوط والبداية بيد الحكومة التي تستطيع ان تجمع الكل ضمن حوار وطني شامل للتوافق على الإصلاحات ونبذ الخلافات وشرذمة الافكار للوقوف بوجه السموم التي يبثها البعض لاغراض وثارات شخصية.