حجاج أردنيون: شركات معتمدة تبيع “الهدي” بضعف الوكلاء
مكة المكرمة – في الوقت الذي بدأ فيه الحجاج الأردنيون بالسؤال والبحث عن أسعار بيع الهدي، ليتم حجزها عن طريق الدفع المسبق، وجدوا أن أسعارها لدى الشركات المعتمدة تبلغ هذا الموسم زهاء 180 دينارا، في حين يعرضها عليهم وكلاء وأشخاص أردنيون بأسعار منخفضة تصل إلى نصف المبلغ.
وأدخل هذا التباين في الأسعار الريبة والتخوف لدى الكثير من الحجاج، رغم أن هؤلاء الوكلاء تعهدوا لهم بأن يكون البيع موثقا بالإيصالات، كما أن بإمكانهم أن يشهدوا عملية ذبح الهدي بأنفسهم.
أحد الوكلاء، أكد أن انخفاض أسعار الأضاحي مرده إلى أنهم يتعاملون مع المزارعين ومربي المواشي أنفسهم، موضحا أن الذبائح المتوفرة جميعها، وحتى لدى الشركات المعتمدة هي من الماعز، ومؤكدا أنه ليس من هدفهم الربح بقدر التخفيف على الحجاج الأردنيين، بسبب الظروف الاقتصادية للكثيرين منهم.
إلا أن مرافقين في بعثات الحج الرسمية ومن خبرات سابقة، يفضلون اللجوء للشركات المعتمدة، تجنبا للوقوع في عمليات بيع قد تكون وهمية، داعين في هذه الحالة إلى تحري الأشخاص الثقات.
إلى ذلك، وبعد اكتمال تفويجهم إلى مكة المكرمة، بانتظار موعد المبيت بمنى والصعود إلى عرفة الركن الأساس من أركان الحج يوم الجمعة المقبل، يغتنم الحجاج الأردنيون وغيرهم من مختلف الجنسيات هذه الأيام بأداء الصلوات والطاعات والابتهالات في الحرم المكي، والتجول في ساعات المساء في أسواق مكة للتبضع وشراء الهدايا لذويهم والقادمين لتهنئتهم حال عودتهم للوطن.
ورغم أعمال التوسعة الجارية في محيط الحرم، واضطرار السلطات السعودية لإغلاق بعض الأنفاق المؤدية إلى بلاط الحرم، وكذلك عدد من الأبواب المؤدية إلى الكعبة المشرفة، ما زاد من طول المسافة التي يحتاجها الحاج للوصول إليها، إلا أن الحجاج يحرصون على الوصول لأداء الصلوات الخمس في الحرم، بل ويضطرهم هذا الحال للبقاء لفترات طويلة، وتأدية الصلوات وعيش الأجواء الروحانية من دون المغادرة حتى صلاة العشاء.
كما يغتنم كثير من الحجاج هذه الأيام الفرصة لتأدية العمرة عن ذويهم المتوفين كوالديهم وإخواتهم.
ومصداقا لقوله تعالى: “لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ”، فإن هذا يتجلى في أسواق مكة، لاسيما في ساعات المساء، نظرا للانخفاض النسبي على درجات الحرارة، وبعد الانتهاء من صلاة العشاء، حيث يجوب حجاج أسواقها باحثين عن مبتغاهم من البضائع المختلفة، فمنهم من يتجول في أسواق التمور والبخور والعطور والبهارات، وآخرون في أسواق القماش ومحال بيع المسابح والسجاد والمسواك وهدايا الأطفال.
إلى ذلك، قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية رئيس بعثات الحج الأردنية وفلسطيني 48 للديار المقدسة الدكتور محمد الخلايلة، إن عملية تفويج الحجاج إلى جبل عرفة ستكون مساء بعد غد “يوم التروية”، وذلك للوقوف به يوم الجمعة.
جاء ذلك خلال جولة تفقدية للوزير على مساكن الحجاج الأردنيين في مكة المكرمة أمس، يرافقه مدير عام دائرة الحج والعمرة المهندس مجدي البطوش، ورئيس واعضاء البعثة الإعلامية الأردنية وعدد من المسؤولين.
وأضاف الخلايلة أن كوادر بعثة الحج الأردنية عملت على إعداد كافة الترتيبات المتعلقة باستضافة الحجاج في مشاعر عرفة ومنى من حيث المبيت والخدمات المختلفة، بحيث يتم التيسير عليهم لأداء فريضة الحج، إضافة إلى الدور المهم الذي تقوم به البعثة الإعلامية.
كما أشار إلى أن العمل متواصل على مدار الساعة من قبل طواقم بعثات الحج الإدارية والوعظ والارشاد والطبية، لتقديم الخدمات للحجاج، ومعالجة ملاحظاتهم أولا بأول.
وفيما يتعلق بالحالة الصحية للحجاج، بين الخلايلة أن جميعهم بخير، حيث يتم تقديم الخدمات العلاجية من خلال البعثة الطبية المرافقة.
واستمع وزير الأوقاف إلى ملاحظات الحجاج، ووجه المعنيين في بعثة الحج بالعمل على معالجتها.
كما زار الخلايلة أمس بعثة الحج لدولة فلسطين للديار المقدسة، والتقى بنظيره وزير الأوقاف والشؤون الدينية في دولة فلسطين رئيس بعثات الحج الفلسطينية حاتم البكري، بحضور مدير عام دائرة الحج والعمرة المهندس مجدي البطوش، ورئيس البعثة الإعلامية المرافقة للحجاج الأردنيين الزميل جميل البرماوي، وعدد من المسؤولين في البعثات الأردنية.
وأكد الخلايلة عمق العلاقات الثنائية بين المملكة ودولة فلسطين، مشددا على أن القضية الفلسطينية هي قضية الأردن، كما يؤكد ذلك جلالة الملك في جميع المناسبات المحلية والمحافل العربية والدولية.
وأشار إلى أن وزارة الأوقاف الأردنية تولي حجاج عرب 48 اهتماما كبيرا، تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك، ومواصلة مكرمة جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
وأكد جاهزية بعثة الحج الأردنية لتقديم كل ما يحتاجه الحجاج الفلسطينيون، متمنيا لهم قبول فريضة الحج وعودتهم إلى وطنهم سالمين.
من جانبه، رحب الوزير الفلسطيني بنظيره الخلايلة والوفد المرافق له، مشيرا إلى أن هذا اللقاء البناء يأتي في ظل علاقات تاريخية ثنائية بين الشعبين الشقيقين.
وأضاف البكري أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، يؤكد دائما على هذه العلاقات ودعم القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، إضافة إلى علاقة الأخوة بين أبناء الشعبين الأردني والفلسطيني، والتي وصفها جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه بأنها كعلاقة المهاجرين والأنصار.
وأكد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوجهنا دائما للتعاون والتنسيق في مختلف الجوانب مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، مثمنا الجهود الأردنية الداعمة للشعب الفلسطيني.
واستعرض البكري عمل بعثة الحج الفلسطينية والخدمات التي تقدمها لحجاج دولة فلسطين، للتيسير عليهم في أداء الفريضة.
عامر خطاطبة/ الغد
التعليقات مغلقة.