إسقاط السنة الدراسية
الدكتور رشيد عبّاس
–
بقلم / الدكتور: رشيد عبّاس
تصريح وزارة التربية والتعليم مؤخراً والقائل: أن نحو(100) ألف طالب وطالبة لم ينخرطوا بالتعليم عن بعد! وذلك لعدم امتلاكهم التجهيزات وأدوات التعليم عن بعد من جهة, وما طالب به طالب وزير الصحة الأسبق ورئيس لجنة تقييم الوضع الوبائي الدكتور سعد الخرابشة المحترم بإسقاط السنة الدراسية للطلبة في الأردن والذين تم تدريسهم عن طريق الـ(اونلاين) على منصة درسك من جهة أخرى,..ذلك التصريح وذلك المطلب يضعان المواطن الأردني أمام تساؤلات كبيرة لعل من ابرزها, كيف سيتم ترفيع ألـ(100) ألف طالب وطالبة الذين لم ينخرطوا بالتعليم عن بعد إلى صف أعلى؟ وفي المقابل ما ذنب الطلبة الذين انخرطوا بالتعليم عن بعد, إذا ما تم إسقاط السنة الدراسية للطلبة؟
كان على وزارة التربية والتعليم ومنذً البداية أن تحصر ألـ(100) ألف طالب وطالبة, وأن تجد لهم حل واقعي, فبالرغم من أن التكنولوجيا مُربكة احياناً إلا أن حلولها سهلة وسهلة للغاية,..وزارة التربية والتعليم تمتلك طرق وأساليب يمكن التغلب من خلالها على مسألة عدم امتلاكهم بعض الطلبة للتجهيزات والأدوات اللازمة للتعليم عن بعد, اقل هذه الطرق والأساليب أن جميع مدارسنا مزوّدة بمختبرات حاسوب, وكان بالإمكان توجيه هؤلاء الطلبة لها ضمن برنامج معد, لكن المسألة كانت تحتاج إلى (إدارة).., وهذا بكل صراحة ما ينقصنا في وزارة التربية والتعليم اليوم.
مصير ألـ(100) ألف طالب وطالبة الذين لم ينخرطوا بالتعليم عن بعد في اعناقنا جميعاً, فان ترفّعوا إلى صف اعلى سنضعهم أمام مشكلة بناءهم المعرفي, وأن تم إسقاط عامهم الدراسي سنضعهم أمام مشكلة نفسية صعبة للغاية, وهنا يمكن لوزارة التربية والتعليم أن تستفيد من العطلة الصيفية القادمة من خلال حصر أسماء ألـ(100) ألف طالب وطالبة, وحصر مناطقهم الجغرافية, ثم العمل على فتح مختبرات الحاسوب في المدارس القريبة من أماكن سكنهم, للعمل على إعادة ما فاتهم من تعلم, ضمن برنامج حقيقي تشرف عليه الوزارة والمديريات المعنية, وذلك من خلال زيارات ميدانية حقيقية, وليس زيارات كرتونية على الورق.
أما في مسألة إسقاط السنة الدراسية للطلبة, فأقول للدكتور سعد الخرابشة المحترم, أن إسقاط السنة الدراسية للطلبة ذات كلف عالية للدولة, وذات كلف لأولياء الامور ايضاً, ناهيك عن الاثار النفسية للطلبة المترتبة على ذلك, ثم أن عوامل إسقاط السنة الدراسية للطلبة لم تتوفر عندنا بعد كمعايير دولية لأسقاط السنة الدراسية, فتدريسهم الطلبة عن طريق الـ(اونلاين) على منصة درسك لا تقع ضمن المعايير الدولية لأسقاط السنة الدراسية للطلبة, وعدد الطلبة والبالغ أن نحو الـ(100) ألف طالب وطالبة والذين لم ينخرطوا بالتعليم عن بعد من مجمل عدد الطلبة الكلي, لا يقع ضمن المعايير الدولية لأسقاط السنة الدراسية للطلبة,..معظم دول العالم في ضوء جائحة كورونا درس طلبتها عن طريق الـ(اونلاين) ولم يفكروا ولو للحظة واحدة بإسقاط السنة الدراسة.
وبعد,
اعتقد جازما يا دكتور سعد الخرابشة المحترم انه إذا ما توفرت جميع عوامل المعايير الدولية لإسقاط السنة الدراسية للطلبة في الأردن, فان ذلك يحتاج أيضاً إلى تصويت (مجلس النواب) والذي ينبغي أن يمثل المجتمع الأردني تمثيلاً حقيقياً..