انتشار أمني ببغداد وأنصار الصدر يواصلـون اعتصـامهـم بالبـرلمـان
– عززت القوات الأمنية العراقية، الليلة الماضية بوحدات إضافية، أمن المنطقة الخضراء ومحيطها في قلب العاصمة بغداد، وذلك عقب اعتصام أنصار الصدر الذين واصلوا اعتصامهم داخل مبنى البرلمان. في تصاعد لافت للأزمة السياسية في البلاد.
وانتشرت ً وحدات من الجيش العراقي وأخرى من جهاز مكافحة الإرهاب قرب مداخل المنطقة الخضراء، وبدأت عمليات تفتيش وقيّدت حركة السير والمرور.
ويأتي الانتشار الأمني في ظل تسارع الأحداث واتساع موجة التظاهرات الصدرية الرافضة لمضي تحالف «الإطار التنسيقي» بحراك تشكيل الحكومة.
ووصلت قيادات التيار الصدري فجر اليوم، إلى مبنى البرلمان لتفقد المحتجين، والتقى رئيس الكتلة البرلمانية الصدرية سابقا، حسن العذاري، والمسؤول العام لـ»سرايا السلام»، الفصيل المسلح التابع للصدر، أبو مصطفى الحميداوي، المعتصمين، ونقلوا لهم رسالة زعيم التيار مقتدى الصدر بـ»التزام سلمية التظاهر».
من جهته، قال أحد أنصار الصدر، ممن اعتصموا داخل البرلمان، ويدعى حسن الساعدي، إن «اعتصامنا مستمر ولن نخرج من البرلمان إلا بأمر من الصدر»، مبيناً لـ»العربي الجديد» أن «أعداد المعتصمين تزايدت كثيراً في الليل، وقد وصل المئات من بغداد والمحافظات الأخرى». وأضاف «ملتزمون سلمية التظاهر، ولا تراجع حتى التخلص من الفساد والفاسدين، والتوجه نحو الإصلاح».
وعقب ذلك، أعلن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، تعليق الجلسات حتى إشعار آخر بعد اقتحام التيار الصدري مبنى البرلمان للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع. ودعا الحلبوسي القائد العام للقوات المسلحة -في بيانه- إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المؤسسات، وحماية المتظاهرين، كما طلب من المحتجين الحفاظ على سلميتهم وحفظ ممتلكات الدولة.
بدوره، وجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، القوات الأمنية بحماية المتظاهرين، وحماية المؤسسات الرسمية، واتخاذ كل الإجراءات القانونية لحفظ النظام.
وأكد الرئيس العراقي برهم صالح، الحاجة الملحة لعقد حوار وطني صادق وحريص على مصلحة الوطن والمواطنين، حسب وكالة الأنباء العراقية. وقال صالح إن «الظرف الدقيق الذي يمر ببلدنا اليوم يستدعي من الجميع التزام التهدئة، وتغليب لغة العقل والحوار، وتقديم المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار، وحماية الوطن بسواعد كل أبنائه ليظل قويا ومنيعا وعصيا لا تفرقهم خلافات داخلية». وشهدت العاصمة ساعات هادئة مشوبة بحذر، ولم تسجل أي أعمال عنف أو تحركات غير طبيعية لأي جهة.
ووفقا لضابط في قيادة عمليات بغداد، فإن «القوات الأمنية دخلت ليل أمس حالة إنذار، واستنفرت أغلب الوحدات الأمنية التي انتشرت ضمن خطة معدة مسبقاً داخل المنطقة الخضراء وخارجها، بهدف حماية الاعتصام، وشمل الانتشار الأمني أغلب مناطق العاصمة، وفُعِّل الجهد الاستخباري لمنع أي تحركات مريبة، ومحاولات استغلال الوضع لتنفيذ أعمال عنف».
وأكد أن «القيادات الأمنية كانت على تواصل مباشر ومتابعة ميدانية للانتشار الأمني وتنفيذ الخطة»، مشيراً إلى أنه «لم يُسجَّل أي عمل عنف أو تحركات غير طبيعية طوال الليل». واقتحام أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، المنطقة الخضراء هو الثاني من نوعه خلال 72 ساعة، في رسالة تؤشر على خطورة دخول ورقة الشارع في الخصومات السياسية، وما له من تداعيات خطيرة، إذ يضغط أنصار الصدر على مجلس القضاء الأعلى، الذي يرون أنه متواطئ مع الأحزاب والكيانات ضمن تحالف «قوى الإطار التنسيقي». وكالات
التعليقات مغلقة.