بيع الفواكه على طرقات الكرك.. تسويق ملاحق وبدائل مفقودة
لا يجد مزارعون بمختلف مناطق محافظة الكرك سبيلا لتصريف منتجاتهم من الخضار والفواكه الموسمية، سوى عرضها على جوانب الطرق ووسط الشوارع والأحياء رغم خطورة ذلك، وملاحقتهم من قبل كوادر البلديات في ظل غياب البدائل كالأسواق الشعبية.
ويحرص العديد من مزارعي المساحات الصغيرة في بلدات محافظة الكرك والمزروعة بالفواكة الصيفية كالعنب والتين والخضار كالبندورة البلدية والباميا وأصناف اخرى، الى التواجد مبكرا في شوارع مدينة الكرك لبيع انتاجهم اليومي والحصول على مردود مالي لتحسين دخل اسرهم.
وغالبا ما تكون منتجات المزارعين البلدية مرغوبة من المواطنين كونها منتجات بلدية ولم يتم استخدام الاسمدة في زراعتها، اضافة الى اسعارها المقبولة قياسا بأسعار الخضار والفواكه في المحال التجارية.
ويعمل شبان وكبار السن في هذا العمل الموسمي في بيع الخضار والفواكه بعد احضارها بمركباتهم من مناطق سكناهم الى شوارع المدينة التي يتواجد بها اعداد كبيرة من المواطنين بشكل يومي.
ووفق مزارعين، فإنهم يعرضون منتجاتهم البلدية في أماكن بعيدة ولا تشكل اعاقة لحركة السير والمشاة او ضررا على الأسواق والمحال التجارية، التي تشتكي منهم، مؤكدين انهم يقدمون خدمة للمواطنين بقربهم من أماكن العمل الرئيسة بالمحافظة وفي الأحياء البعيدة عن الأسواق.
وكانت بلديات الكرك المختلفة قد بحثت في أكثر من مناسبة مشكلة غياب اسواق شعبية، فيما تعهدت بإنشاء هذه الاسواق دون ان يتم تنفيذ أي من تلك المشاريع.
ويؤكد احمد الطبور من سكان بلدة عراق الكرك بلواء المزار الجنوبي انه لم يجد بدا من عرض منتجاته من البندورة والعنب والتين يوميا في منطقة السوق التجاري وعلى الشارع الرئيس بوسط بلدة مؤتة التي تشكل احدى اهم الاسواق التجارية بلواء المزار الجنوبي، لافتا الى انه لا يستيطع نقل منتجاته الى الاسواق المركزية للخضار لبعد المسافة وعدم رضاه عن السعر المنخفض الذي يتم شراء منتجاته فيه من تجار الخضار.
ولفت الى ان عرض البضائع وهي قليلة في العادة من الانتاج اليومي للبستان الذي يملكه اسهل على الطرقات ومن دون كلفة وخصوصا في ظل غياب الأسواق الشعبية التي كانت من الممكن ان توفر حلا لصغار المنتجين من الفواكه والخضار، وغيرهم من المواطنين كمربي الماشية.
واشار الى انه يحضر يوميا الى منطقة مؤتة التي يؤمها المواطنون باعداد كبيرة، ما يوفر له ولغيره من المزارعين وفي نهاية اليوم مبلغا ماليا يسهم في تلبية مستلزمات المنزل والأسرة.
ورغم اوضاعهم الصعبة وبحثهم عن لقمة العيش بالعمل على الطرقات في موسم تساقط الامطار والبرد، الا انهم يشكون أن الجهات الرقابية بالبلديات لا تتركهم في حالهم، وتقوم من فترة لأخرى بالعمل على مصادرة بضائعهم واتلافها أو منعهم من العمل على الطرقات والشوارع، مع انها لا تشكل اذى للمشاة أو المركبات.
وتنظم بلديات المحافظة المختلفة حملات دائمة لإزالة بسطات الخضار والفواكه على الطرقات، وتقوم باتلاف ممتلكات الباعة ومصادرتها ومخالفتهم.
ويؤكد الشاب علي احمد البالغ من العمر 35 عاما من سكان بلدة منشية ابو حمور شمالي الكرك، انه وشقيقه يحضران ما تنتجه اشجار ومزروعات البستان لديهم من الخضار والفواكه خلال موسم الصيف، ويقومان بعرضها على الشارع العام بعيدا عن حركة السير، لافتا الى ان العديد من المواطنين يقبلون على شراء منتجاتهم والتي تعتبر بلدية ولا تحوي اي سماد او مبيدات.
وبين ان هذا العمل يعد فرصة بعد تعطل طويل، وهي فترة انتاج الخضار والفواكه الصيفية وخصوصا ثمار العنب والتين وغيرها من الفواكه التي يقطفونها من اشجار مزروعة بمنزلهم، لافتا الى ان هذا العمل يوفر دخلا مناسبا لأسرنا في ظل هذه الظروف الصعبة.
واشار الى ان كوادر البلديات تقوم بمنعهم من عرض المنتجات على الطرقات رغم انها غير معيقة للحركة، مطالبا الجهات المعنية بتوفير سوق شعبي لعرض منتجات المواطنين يومين او يوما واحدا بالاسبوع في منطقة محددة.
ولفت بأن على البلديات ان تحدد مواقع يسمح من خلالها بعرض بضائع المواطنين والمزارعين، وعدم مصادرتها واتلافها.
من جهته، اكد رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطه ان بلدية الكرك ستعمل قريبا على إنشاء سوق شعبي يضم كافة صغار الباعة والمنتجين الزراعيين والباعة المتجولين واصحاب البسطات، لافتا الى ان السوق الشعبي بالكرك سيعمل على إنهاء مشكلة البسطات والباعة المتجولين، وبكلفة مالية تبلغ حوالي 200 الف دينار وهو سوق يوفر مساحة مناسبة لكل من يريد عرض منتجاته او بضائعه بالسوق.
هشال العضايلة/ الغد
التعليقات مغلقة.