المدينة الإدارية
نسيم العنيزات
لن نعود الى ايام حكومة الرئيس هاني الملقي التي خلفت حكومة عبد الله النسور، حيث اعلنت الاولى عن نيتها انشاء عاصمة او ما عرف حينها بعمان الجديدة ،في إحدى المناطق القريبة من العاصمة عمان .
وقد انشغل الناس حينها في المكان او الاسم ، ونسوا جوهر المشروع واهميته.
وعلى مدار عام ونصف التي قضتهم حكومة الملقي في الدوار الرابع استمرت الامور بين النفي والتأكيد والبحث عن المكان الذي بقي طي الكتمان حتى لا يستغل من قبل البعض، بشراء الأراضي ورفع اسعارها التي قد تحمل تفسيرات وتحليلات واتهامات كثيرة .
وعلى اهمية المشروع الذي يسجل للملقي اولا ، فانه قد يحقق اهدافا كثيرة وعديدة سناتي عليها لاحقا ، الا ان حكومة الدكتور عمر الرزاز لم تتعامل مع المشروع ولم تتطرق له اطلاقا واعتبرته غير موجود.
اعلنت الحكومة الحالية بانها ستعيد دراسة المشروع الذي سيعلن عن تفاصيله قريبا حسب تصريحات حكومية التي تعاملت بوضوح وشفافية، معلنة عن مكانه واسمه ، لا عمان الجديدة او العاصمة، حاسمة الجدل والتأويل حول الاسم الذي قد يشغل الناس كالعادة.
لكن الاهم هل الحكومة جاهزة فعلا للتنفيذ ؟ ولديها المخصصات الكافية وكذلك الرؤية حول الاهداف والآليات والخطط والنتائج؟
ام ان الموضوع سيبقى مجرد فكرة وطموح ، سرعان ما يزول او يأتى من ينسفها ويضعها في ادراج مكتبه.
وهل لدينا التمويل الكافي لإنجازه او تم التواصل مع القطاع الخاص وجهات معينة لتوفير الاموال الكافية لإنجاز واستكماله عبر مراحل مخطط لها ودراسات واضحة وشفافة .
ان مثل هذا المشروع الذي تحتاج له الدولة لما له من فوائد وأهداف ستنعكس ايجابا على الجميع خاصة فيما يتعلق بإعادة الحياة الى القطاع الاقتصادي الذي سيتفاعل مع ضخامة هذا المشروع حسب ما نتخيله ونتوقعه.
كما انه سيعيد الحياة الى منطقة خالية وجرداء ويخفف الضغط عن العاصمة عمان التي تضيق باهلها الذي زاد تعدادهم عن 4 ملايين نسمة ضمن مساحة محصورة وما يسببه هذه العدد من فوضى وازدحام .
وكذلك التخلص من عدد من المباني المستأجرة لبعض الوزارات والدوائر الحكومية التي يجب ان تنقل الى المنطقة الجديدة مما يخفف على خزينة الدولة تكلفة الاستئجار .
فاذا ما نجحت في تنفيذ المشروع ضمن مواصفات وخصائص مميزة ومعايير هندسية عالية ضمن أطار او رسم معين تتوفر فيه البنية التحتية اللازمة وجميع الامكانيات والسبل الكفيلة في حياة سهلة وميسرة فإنها ستحقق انجازا وطنيا غير مسبوق يرسم بخيوط من ذهب في سجلها.
لأنها ستساعد الكثيرين من طبقة الموظفين على الانتقال والعيش في منطقة اقل كلفة تناسب امكانياتهم وتحقق حلمهم في عيش كريم ، وتحرك العجلة الاقتصادية وتوفر فرص عمل اضافة الى ضخ اموال في سوق يتعطش لها .