الأمل الضّائع // مارلين طعيمه حدّاد

سبحان الخالق! أشقر الشّعر، أبيض الوجه، كحيل العينين، لهذا  كله كان الآمر الناهي في البيت. ذلك البيت الذي انتظره عشر سنوات، وفرح به الأهل والأصحاب.

مرت الأيام، ودخل المدرسة، وزاد تعلق والديه به، وزادت الأوامر والطّلبات مجابة، المهم أن لا ينقصه شيء؛ فهو الولد الوحيد لوالديه. كان مميزا بطلته وهندامه، وفي الوقت نفسه كان ذلك المتقاعس المهمل بواجباته ومدرسته. بلغ الخامسة عشرة، وما زال في المرحلة الأساسية الدّنيا، فقرر والداه أن يلتحق في مدرسة داخلية، ووفروا له سيارة، ولكنه لم يتحسن، وعمل الوالدان على دفع أموال طائلة لينهي تعليمه، ويصل إلى الجامعة، وتحقق ما رغب به الوالدان.

وكما كان في المدرسة متقاعسا، زاد لهوه ولعبه في الجامعة، ولا من حسيب ولا رقيب، وأكمل دراسته الجامعية بعد جهد وعناء، باع فيها والده الأراضي لتامين نفقات الوحيد.

وبعد وصول الأهل إلى حافة الهاوية والافلاس، قرر الأب منعه من المصروف، ولكن الأم كانت تحشو الأموال في جيوبه دون علم الأب، وزاد تورطه بأمور كثيرة، وعلم بها الأب من أحاديث الجيران، وحاول سؤال الابن عنها لكنه رفض الإجابة بحجة أنه الابن الوحيد، وعلا الصراخ، وغضب الابن، وخرج مسرعا من البيت مستقلا سيارته في حالة جنون وغضب… وهنا كانت الفاجعة عندما علم الأهل بدخوله المشفى بعد إصابته بحادث أودى بحياته.

ودفن الوحيد… وضاع أمل الوالدين… وراحوا في حسرة لا تنتهي.

 

كاتبة القصة: مارلين طعيمه عطالله حدّاد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة