كازاخستان والعالم يحتفلون باليوم العالمي لمناهضة التجارب النووية
احتفلت كازاخستان والعالم أمس … باليوم العالمي لمناهضة التجارب النووية، استنادا الى القرار التاريخي الذي اتخذه الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف بإغلاق المفاعل النووية في بلاده في العام 1991، فيما اعتبر يوم 29 آب / أغسطس يوما عالميا للاحتفال بذلك والوقوف دقيقة صمت وحداد على أرواح ضحايا التفجيرات النووية، التي حصدت أروع الملايين من البشر، حيث أجريت أول تجربة نووية في 16 تموز/يوليو 1945، من ضمن ألفي تجربة.
وقد تخلت كازاخستان عن الترسانة النووية عبر أغلاق أكبر موقع للتجارب النووية في مدينة “سيمي” الكازاخية التي شهدت خلال أربعين عاماً إجراء 450 تجربة نووية عانى منها مليون ونصف المليون نسمة في كازاخستان، وقد أقرت الأمم المتحدة اقتراح كازاخستان اعتبار يوم 29 أغسطس يوماً عالمياً لمكافحة الأسلحة النووية، وفي نفس اليوم من عام 2010 وبمبادرة من كازاخستان وبدعم من الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة جرى الاحتفال للمرة الأولى عالميا بهذه المناسبة”.
وقد بدأ هذا القرار بمبادرة من جمهورية كازاخستان، إلى جانب عدد كبير من الراعين والمشاركين، بهدف إحياء ذكرى إغلاق موقع سيميبالاتينسك للتجارب النووية في 29 آب/أغسطس 1991. ويهدف اليوم إلى تحفيز الأمم المتحدة، والدول الأعضاء، والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الأكاديمية، والشبكات الشبابية، والوسائط الإعلامية للقيام بالتعريف والتثقيف بشأن ضرورة حظر تجارب الأسلحة النووية، والدعوة إلى ذلك بوصفه خطوة قيمة نحو تحقيق عالم أكثر أمناً.
كما يشهد العالم اليوم 29 أغسطس الذكرى الثانية لافتتاح أول بنك دولي للوقود النووي بقيمة 150 مليون دولار أمريكي، وهو مرفق لأغراض غير عسكرية تستضيفه كازاخستان نيابة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقد استخدمت هذه الأموال لشراء ما بين 60 و 80 طنا من اليورانيوم المنخفض التخصيب التي تم تخزينها في البنك من تبرعات مقدمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية من عدد من الدول والمنظمات بما فيها دولة الإمارات العربية المتحدة التي مولت 10 ملايين دولار أمريكي.
يهدف البنك هو إيجاد الآلية التي تضمن إمدادات الوقود النووي الدولي للدول التي تفي بالتزاماتها بعدم الانتشار، في حين أن الدول التي لا تملك ولا تريد امتلاك تكنولوجيات تصنيع الوقود النووي هي أيضا مضمونة للإمدادات من خلال البنك.
وكانت الدورة الرابعة والستون للجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت بالإجماع اعتبار 29 آب / أغسطس اليوم العالمي للعمل ضد التجارب النووية، وذلك في أعقاب حدوث 456 تفجيراً نووي، فيما أجرى الاتحاد السوفياتي أول اختبار للأسلحة النووية في 29 أغسطس 1949.
إن المآسي البشرية والبيئية الناجمة عن التجارب النووية هي أسباب مقنعة للحاجة إلى الاحتفال باليوم الدولي لمكافحة التجارب النووية – وهو اليوم الذي تقام فيه مناسبات وأنشطة ورسائل تثقيفية تهدف إلى لفت اهتمام العالم وتأكيد الحاجة إلى وجود محاولة موحدة لمنع المزيد من تجارب الأسلحة النووية.
وفي 2 كانون الأول/ديسمبر 2009، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والستين، من خلال قرارها 64/35 الذي اتخذ بالإجماع، يوم 29 آب/أغسطس يوما دوليا لمناهضة التجارب النووية.
ويدعو القرار إلى زيادة الوعي والتثقيف بشأن آثار التفجيرات التجريبية للأسلحة النووية أو أي تفجيرات نووية أخرى وضرورة وقفها باعتباره من الوسائل الكفيلة بتحقيق هدف إيجاد عالم خال من الأسلحة النووية”.
وشهد عام 2010 الاحتفال الافتتاحي باليوم الدولي لمكافحة التجارب النووية. ومنذ ذلك الحين وفي كل عام، يشهد اليوم تنسيق أنشطة في جميع أنحاء العالم، مثل الندوات والمؤتمرات والمعارض والمسابقات والمنشورات والمحاضرات في المؤسسات الأكاديمية والبث الإذاعي وغير ذلك من المبادرات.
د. عبدالرحيم عبدالواحد
التعليقات مغلقة.