بطول 200 متر.. الاحتلال يبني “جسرا” بسلوان لتسهيل اقتحام “الأقصى”
القدس المحتلة- شرعت بلدية الاحتلال الإسرائيلي بالتعاون مع شركة هندسية إسرائيلية بالعمل على بناء “جسر سياحي معلق للمشاة” بطول 200 متر فوق أراضي حي وادي الربابة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، بدعوى تسهيل وصول المستوطنين المتطرفين إلى منطقة حائط البراق وباب المغاربة.
وقبل عدة سنوات، بدأت بلدية الاحتلال وما تسمى “سلطة الطبيعة” الإسرائيلية بأعمال حفر في عدة مناطق بأراضي وادي الربابة، لفحص التربة، إلا أن أصحاب الأراضي وأهالي سلوان تصدوا لهم ومنعوهم من استكمال الحفر.
لكن في عام 2020، وافقت “اللجان المحلية واللوائية” في بلدية الاحتلال على البدء بتنفيذ المشروع التهويدي، بعدما رفضت كل الاعتراضات التي قدمها أصحاب الأراضي والمؤسسات المعنية في سلوان لمحاكم الاحتلال والبلدية.
تفاصيل المشروع
عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب يقول إن بلدية الاحتلال بدأت فعليًا بأعمال الحفر وتهيئة البنية التحتية، ووضع وتثبيت أساسات وأعمدة الجسر الهوائي الذي سيقام فوق أراضي وادي الربابة.
ويوضح أن الجسر التهويدي يربط بين حي الثوري ومنطقة النبي داود قرب باب المغاربة، مرورا بحي وادي الربابة، على ارتفاع 30 مترا عن سطح الأرض.
وتشرف جمعية “العاد” الاستيطانية وما تسمى “سلطة تطوير القدس” و”وزارة القدس” على إقامة الجسر التهويدي، وقد خصصت ميزانية مليون و300 ألف شيكل لتنفيذه.
ويشير إلى أن الاحتلال استولى على آلاف الدونمات من أراضي المقدسيين في وادي الربابة، لأجل إقامة الجسر الهوائي، وهي مزروعة بأشجار الزيتون الذي يزيد عمرها على 800 عام.
ويبين أبو دياب أن إقامة هذا الجسر يهدف إلى تسهيل وصول المستوطنين إلى حائط البراق وباب المغاربة، خاصة أنه يقع في منطقة قريبة من محطة القطار العثماني التاريخي القديم، والذي لا يبعد سوى 100 متر عن غربي القدس.
وتمنع سلطات الاحتلال أهالي وادي الربابة من استخدام أراضيهم أو القيام بأي أعمال ترميم أو زراعة، في المقابل تسمح لموظفي “سلطة الطبيعة” باقتحامها وتجريفها وإجراء حفريات فيها، تمهيدا لإقامة “حدائق وطنية”.
تكريس السيادة
ويضيف أبو دياب أن سلطات الاحتلال تسعى إلى مزيد من الاقتحامات للمسجد الأقصى والبلدة القديمة، وتغيير الوجه الحضاري والمشهد العام في المدينة المقدسة، لتثبيت أطماعها فيها من خلال تنفيذ مثل هذه المشاريع التهويدية.
وبحسبه، فإن الاحتلال أقام فوق الأرض “حدائق تلمودية ووطنية” لصالح المستوطنين، ومن ضمنها حدائق ما يسمى بـ”الحوض التاريخي المقدس”.
ويلفت إلى أن سلطات الاحتلال منعت أصحاب الأراضي من استخدامها للبناء، في المقابل أقامت مشاريع استيطانية وتهويدية عليها، بهدف تكريس سيطرتها وسيادتها الكاملة على المدينة المحتلة، وتغيير الواقع واستبداله بواقع يهودي جديد.
وخلال العام 2022، بدأت سلطات الاحتلال بتفعيل وترجمة عشرات المشاريع التهويدية التي صادقت عليها سابقًا، على أرض الواقع في مدينة القدس، مستغلة الظروف المحلية والدولية.
ويؤكد الباحث المقدسي أن الاحتلال يريد أن تكون “القدس عاصمته الموحدة”، لذلك يعمل على عدة مسارات لتحقيق أهدافه، وفرض هيمنته وسيادته.
وتدّعي سلطات الاحتلال أن وادي الربابة أقيم على أنقاض مقبرة يهودية، وأنه بأكمله يعد “منطقة حدائق وطنية تعود للجمهور العام”، لكن سكان الحي أكدوا ملكيتهم للأراضي عبر الأوراق الثبوتية التي يملكونها.
وفي عام 2018، قدمت حركة “السلام الآن”، ومؤسسة “عيمق شفيه” الإسرائيليتان التماسًا قضائيا إلى “لجنة الاستئناف اللوائية للتنظيم والبناء” في القدس المحتلة، لإبطال مخطط لبناء جسر معلق جنوب المسجد الأقصى.
وجاء في الالتماس أن المخطط حرك بالخفية ودون علم الجمهور، وأن المشروع هو لأغراض سياسية تخدم الاستيطان في القدس على حساب الأحياء الفلسطينية والقيم الدينية والتاريخية المهمة للقدس.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.