تباين أسعار كتب معرض عمان الدولي للكتاب.. والمترجمة الأعلى ثمنا
تباينت آراء الزوار، حول ارتفاع أسعار الكتب في معرض عمان الدولي للكتاب في دورته “21” للعام الحالي، فالبعض رأى أن الأسعار مناسبة، وهناك من يعتبرها مرتفعة قليلا قياسا بالأسعار خلال المعارض السابقة، وآخرون يرون أنها ذات الأسعار في دور النشر خارج المعرض.
ويتفق بعض مرتادي المعرض، على أن طبيعة الكتب المترجمة بالعادة يكون سعرها مرتفعا، كما أن دور النشر التي تشارك من خارج الأردن عندها مصاريف عديدة، لذلك ترفع قليلا في الأسعار، ويعتقد آخرون أن الوضع المالي “ضعيف”، لكن الناس لا تستطيع أن تشتري الكتاب، رغم أن الأسعار في المعرض العام الحالي شبه عادية، وليس فيها ارتفاعا يذكر.
فداء طه قالت: “اشتريت من المعرض ما أحتاجه من الكتب، ولاحظت أن الأسعار عادية وليس فيها ارتفاعا، ولكن المشكلة تكمن في الوضع المادي، وهو سيء، فالبعض لا يتمكن من شراء كل الكتب التي يرغب بالحصول عليها”. فيما اعتبر معن القيسي، أن الأسعار مرتفعة، ولكن من يحتاج الكتاب يستطيع أن يشتريه، قائلا: “فأنا اشتريت ما أحتاجه من كتب لدراستي”، معتقدا أن سبب الارتفاع يعود إلى الغلاء الذي يجتاح العالم، وليس الكتاب فقط.
جناح وزارة الثقافة في الأردن يلقى إقبالا كبيرا على الشراء، بسبب الأسعار المنخفضة، فالكتاب في هذا الجناح يبدأ من 25 قرشا وينتهي بـ دينار فقط، أحد الزوار قال: “اشتريت بعشرة دنانير أكثر من “15” كتابا، وأعتقد أن هذا المبلغ هو شبه رمزي بالنسبة لي ولمن يرغب بشراء كتاب، خصوصا أن وزارة الثقافة عادت لنشر بعض كتب الأدب العالمية وبعض الكتب الأردنية المهمة، لذا يستطيع محبو القراءة الحصول عليها”.
إحدى زوار المعرض قالت: “الأسعار في دور النشر، وفي المعرض ذاتها، ولكن كان يفترض أن يكون في المعرض تخفيضات حتى يستطيع الزوار شراء ما يحتاجونه من كتب، موضحة أنها اشترت كتبا من المعرض بسعر بـ”7″ دنانير”.
صاحب دار الفارس للنشر والتوزيع ماهر الكيالي، رأى أن هناك بعض دور نشر عربية مشاركة في المعرض رفعت الأسعار قليلا العام الحالي، ودور النشر هذه تتحمل مصاريف كثيرة، من أجور الشحن، واستئجار المكان، وتذاكر سفر وغيرها من المصاريف، لذلك ترفع الأسعار قليلا، ولكن دور النشر في الأردن لم ترفع الأسعار، ولكن عندما يتم الشراء من دور النشر بشكل مباشر يكون هناك خصما. ولكن في المعرض لا يستطيع الناشر الأردني أن يقدم خصما بسبب المصاريف.
وأوضح الكيالي، نعم هناك ارتفاع في الأسعار في المواد الأولية في صناعة الكتاب مثل الورق، وهو أهم عنصر في صناعة الكتاب ثم الحبر، ولكن هناك جهات مثل وزارة الثقافة تبيع الكتاب بمبلغ رمزي، لا يتجاوز الدينار الواحد.
أما كتب الأطفال، فهناك من رأى أنها مناسبة جدا فهي ما بين “3-4” دنانير، تقول أم حضرت مع أطفالها: “هذا السعر ليس مرتفعا لمن يريد أن يشتري الكتاب، فنحن نصرف كثيرا في اليوم الواحد”. فيما اعتبرت أم أخرى أن كتب الأطفال مرتفعة قليلا لمن يريد أن يشتري أكثر من كتاب لأكثر من طفل، “نعم الكتاب مكلف من ناحية الطباعة والورق المزخرف، فالزخارف تجذب الأطفال، وأنا كأم لا أستطيع السيطرة في شراء الكتب، لأنهم يرغبون بشراء القصص”.
طلبة الجامعة الأردنية رأووا أن هناك ارتفاعا في الأسعار، خصوصا الكتب المترجمة، سواء كانت من دور النشر العربية أو المحلية، فبعض الكتب خارج المعرض يكون سعرها أقل من داخل المعرض، وهناك من رأى أن الأسعار العام الحالي مرتفعة قياسا بالدورات السابقة لمعرض عمان، أي قبل عامين، وقبل جائحة “كورونا”، إذ كانت الأسعار معقولة، والكل يمكنه شراء الكتب المفضلة لديه.
رئيس اتحاد الناشرين جبر أبو فارس قال: “لا يوجد ارتفاع في أسعار الكتب في معرض عمان الدولي، رغم الارتفاع الملحوظ في كل مناحي الحياة، وإن كان هناك ارتفاعا فذلك بسبب ارتفاع تكلفة المواد الأولية في صناعة الكتب، فقد ارتفعت بما نسبته “35 %”، من تكلفة الكتب، إذ ارتفع “طن الورق” الذي كان في الماضي سعره “900” دينار، فأصبح الطن الآن “1400” دينار أردني.
ورأى أبو فارس أنه إذا حصل ارتفاع فهو لا يتجاوز نسبة “10 %”، رغم أن تكلفة الكتاب ارتفعت على الناشر بنسبة “35 %”، فإذا كان هناك ناشرون رفعوا السعر فهو لا يتجاوز “10 %”، كما أن هناك بعض دور نشر قدمت خصومات على كتبها من أجل تشجيع الناس على الشراء، وتعويض ما خسرته في الأعوام السابقة، مبينا أن صناعة الكتاب الآن في وضع ليس سهلا، فالكتاب أصبح دون تسويقا، وبالتالي الناشر لا يستطيع أن يدفع ثمن الكلفة التي وصلت إلى “35 %”.
وأكد أبو فارس أنه رغم ما يقال عن ارتفاع الأسعار إلا أن هناك إقبالا كبيرا على المعرض العام الحالي، مبينا أنه قام بجولة على الأجنحة المشاركة في المعرض، ولاحظ أن الإقبال ممتاز، حيث أبدى بعض الناشرين ارتياحا لهذا الإقبال.
عزيزة علي/ الغد
التعليقات مغلقة.