بوتين: عزل روسيا مستحيل وسنتجه نحو آسيا والشرق الأوسط
فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه من المستحيل عزل روسيا، وأن بلاده ستعزز علاقاتها مع آسيا والشرق الأوسط، كشف تقرير استخباراتي أميركي أن روسيا بصدد شراء ذخائر عسكرية من كوريا الشمالية، في مؤشر لاثر العقوبات الغربية على قدرة روسيا للاستمرار في حربها على أوكرانيا.
بوتين حمل في خطاب أمام منتدى الشرق الاقتصادي في مدينة فلاديفوستوك الروسية المطلة على المحيط الهادي الغرب مسؤولية تقويض الاقتصاد العالمي وتفاقم الأزمة الغذائية.
وقال إن روسيا نجحت في مواجهة العدوان الاقتصادي الغربي، فيما وصل الغرب إلى طريق مسدود في أزماته الاقتصادية والاجتماعية، مضيفا أنه “بغض النظر عن مدى رغبة البعض في عزل روسيا فإنه من المستحيل تحقيق ذلك”.
وأعتبر أن عقوبات الغرب تنم عن قصر نظر وتشكل خطرا على العالم بأسره، وأن الغرب قوض الاقتصاد العالمي بمحاولة “شرسة” لفرض هيمنته على العالم.
كما ندد بسياسة الغرب المستمرة منذ عقود في العقوبات، متهما الولايات المتحدة برغبتها في استمرار هيمنتها على العالم، ورأى أن قرارات القيادات الغربية تتعارض مع مصالح شعوبها.
وأضاف أن “دور دول منطقة آسيا والمحيط الهادي شهد نموا متزايدا”، مشيرا إلى أن روسيا ترى أن هناك مزيدا من الفرص لدخول أسواق الشرق الأوسط وإيران.
وقال بوتين أيضا “اتخذنا قرارا مع الصين بتبادل البضائع بالروبل الروسي واليوان الصيني”.
وانتقد بوتين سياسات الغرب الاقتصادية، مشيرا إلى أن الدول الغربية تواصل التصرف بنهج استعماري فيما يخص موضوع تصدير الحبوب الأوكرانية، وأن 3 % فقط من كميات القمح التي خرجت من أوكرانيا ذهبت إلى الدول الفقيرة والبقية إلى الدول الأوروبية.
وأعلن الرئيس الروسي أنه سيبحث مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان تقييد وجهة صادرات الغذاء من أوكرانيا إلى الدول الغربية، مضيفا أن “الأزمة الغذائية في العالم ستتضاعف، وهذا أمر مؤسف”.
كما وعد بوتين بالعمل على تمديد الممر البحري عبر القطب الشمالي الذي يعتبر ممرا آمنا لسفن الشحن.
وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا قال بوتين إن “عمليتنا العسكرية في أوكرانيا وكل تحركاتنا كانت بهدف تعزيز سيادتنا وحماية مصالح شعبنا”، مضيفا أن بلاده قررت بكل وعي الرد العسكري على التهديدات المحتملة القادمة من أوكرانيا.
إلى ذلك قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر إن لدى بلاده مؤشرات على أن روسيا لجأت إلى كوريا الشمالية للحصول على ذخائر لم يحدد طبيعتها، فيما تبادلت روسيا والمجموعة الدولية الاتهامات بشأن المسؤولية عن مخاطر “كارثية” يمكن أن تقع بسبب الحرب في محيط محطة زاباروجيا النووية.
وأضاف رايدر أن الأمر يشير إلى التحديات التي تواجهها روسيا في حربها على أوكرانيا.
وكان تقرير استخباراتي أميركي كشف أن روسيا بصدد شراء ذخائر عسكرية من كوريا الشمالية، في مؤشر على تأثير العقوبات الغربية في قدرة روسيا على الاستمرار في حربها على أوكرانيا.
وسبق أن أكدت تقارير أميركية أن موسكو تسلمت قبل نحو أسبوع الدفعة الأولى من مسيرات إيرانية بغرض استخدامها في عملياتها المتواصلة في الأراضي الأوكرانية.
في سياق مواز، أكدت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس في اتصال هاتفي بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعمها الكامل له.
وقالت إن أوكرانيا يمكن أن تعتمد على مساعدة المملكة المتحدة على المدى الطويل ودعمها الثابت لحريتها وديمقراطيتها.
وأشار مكتب تراس في بيان صحفي إلى أنها أشادت بنضال الأوكرانيين من أجل السيادة وتقرير المصير، وقالت إنه من الضروري أن تنجح أوكرانيا وأن تفشل روسيا.
وشددت تراس على أهمية ضمان استمرار المملكة المتحدة وحلفائها في بناء الاستقلال في مجال الطاقة.
وقد استنكر الجانبان محاولات بوتين استخدام الطاقة كسلاح، وناقشا الحاجة إلى تعزيز الأمن العالمي والإجراءات اللازمة لقطع الأموال التي تغذي آلة بوتين الحربية، وفق البيان.
وحول الجهود الدولية لتأمين محطة زاباروجيا النووية، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن أي ضرر، سواء كان متعمدا أو غير مقصود، للمحطة النووية أو أي منشأة نووية أخرى في أوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى كارثة.
وفي كلمة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بحثت الأوضاع في المحطة، اعتبر غوتيريش أن أي عمل من شأنه أن يعرض السلامة المادية أو الأمنية للمحطة النووية للخطر غير مقبول ويجب اتخاذ جميع الخطوات لتجنب مثل هذا السيناريو، وعبر عن قلقه البالغ بشأن التقارير عن القصف الأخير.
كما شدد غوتيريش على ألا تكون منشأة زاباروجيا والمناطق المحيطة بها هدفا أو منصة للعمليات العسكرية.
ودعا إلى ضرورة تأمين اتفاق حول محيط منزوع السلاح على وجه التحديد، يشمل التزام القوات الروسية بسحب جميع الأفراد والمعدات العسكرية من ذلك المحيط والتزام القوات الأوكرانية بعدم الدخول فيه.
من جهته، طالب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بوقف فوري لجميع الأنشطة العسكرية التي قد تؤثر على إمدادات الطاقة لمحطة زاباروجيا.
واقترح غروسي في إحاطة له أمام مجلس الأمن إنشاء منطقة محمية تقتصر على محيط المحطة لمنع حصول شيء كارثي للغاية، بحسب تعبيره.
كما شدد غروسي على التداعيات الخطيرة لأي انقطاع لإمدادات الطاقة عن المحطة النووية لأن ذلك سيتسبب في خلل كبير في عملها، لا سيما فيما تعلق بتبريد المفاعلات، مضيفا أن انقطاع الطاقة يمكن أن يعرض المنطقة لحادث نووي خطير للغاية.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد طالبت بإقامة منطقة أمنية لتجنب أي حادث نووي في محطة زاباروجيا.
وقالت الوكالة في تقرير لها إنها لا تزال قلقة للغاية بسبب الوضع في المحطة النووية، وإن مراقبيها رصدوا وجود قوات ومعدات ومركبات عسكرية روسية فيها.
وجاء التقرير بعد أيام من زيارة فريق الوكالة لمحطة زاباروجيا التي تتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بالمسؤولية عن استهدافها.
من جانبه، قال المندوب الروسي في مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبينزيا إن التهديدات الوحيدة لمحطة الطاقة النووية ناجمة عن القصف والتخريب من جانب القوات المسلحة الأوكرانية، على حد وصفه.
وأضاف المندوب الروسي أنه حتى الآن فإن الوضع الإشعاعي في المحطة طبيعي، ولكن إذا استمرت ما وصفها باستفزازات نظام كييف، فقد تكون هناك عواقب وخيمة، وأن المسؤولية عن ذلك بالكامل ستقع على عاتق كييف وداعميها الغربيين.
وقال إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يذكر الجهة المسؤولة عن القصف، داعيا الى تسمية الأشياء بمسمياتها.
في المقابل، قال نائب المندوبة الأميركية إن كل يوم تسيطر فيه روسيا على المحطة يزيد من مخاطر وقوع حوادث نووية.
أما مندوب أوكرانيا لدى الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسيا، فقد قال إن الطريقة الوحيدة لإزالة التهديدات النووية الناجمة عن الوجود الروسي غير القانوني في محطة زاباروجيا هي سحب الأسلحة والقوات الروسية، وعودة المحطة إلى السيطرة الكاملة المشروعة لأوكرانيا.
وأضاف كيسليتسيا أن كييف مستعدة لإجراء مشاورات موضوعية فورية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن مسألة استمرار وجود الوكالة في محطة الطاقة النووية بهدف استقرار الوضع الحرج في المنشأة وتجنب المزيد من التدهور. – (وكالات)
التعليقات مغلقة.