مدارس بلا عنف
د. عزت جرادات
–
بقلم /د. عزت جرادات
*أبناؤنا الطلبة يستحقون الإحترام
– لا أدري ما الذي دفعني للكتابة عن أهمية إحترام شخصيات أبنائنا وبناتنا على مقاعد التمدرس. فقد بدأ عام دراسي جديد دون أن يحتفل به المجتمع الأردني بهدف إيجاد مناخ إجتماعي يغمر الطلبة بالود والإحترام.
-كما لم ترتفع الأصوات من أجل القضاء على العنف ضد الطلبة، ونقل مدارسنا إلى ما تطلق عليه (مدارس بلا عنف)، ذلك أن طلبتنا يستحقون أن ينشأوا بلا عنف، وتحديداً بلا عقوبات جسدية أو نفسية أو أجتماعية في البيت والمدرسة.
*خطورة العقاب الجسدي
تشير دراسات تربوية عديدة إلى أن العقاب الجسدي يقود إلى ظهور سلوكيات عدوانية ويترك آثار سلبية على شخصية الطلبة، كما أنه يتناقض مع رسالة المدرسة ودور المعلم في تكوين شخصية الطلبة، إتجاهات وسلوكيات وعادات سليمة ثم إيصالهم إلى درجة عالية من النضج، ومن ثمَّ إعادة صوغ شخصياتهم بمعنويات عالية، وتقدير للذات، وبسلوكيات متوازنة.
*واقع العقاب الجسدي
من المعلوم أن العقاب الجسدي الذي يتعرض له الطلبة بشكل عام يأتي من الأسرة أو المدرسة إدارة ومعلمين، وكلاهما أشدّ خطراً من الآخر فكيف تكون نفسية الطلبة الذي يخرجون من البيت وقد تلقوا أي نوع من أنواع العقاب؛ وكيف تكون هذه النفسية اذا عادت من المدرسة إلى البيت وقد تعرّضت لعقاب آخر… فهل تبقى له شخصية؟ من وجهة نظرية فجميع بلدان العالم تحظر العقاب الجسدي للطلبة، باستثناء عشرين بلداً، حسب تقديرات الأمم المتحدة (الشراكة العالمية من أجل القضاء على العنف ضد الطلبة -2016)، وممارسة العقاب الجسدي يعتبر خروجاً عن القيم الإنسانية.
*العقاب الجسدي أردنياً
-لدى دراستي لتاريخ التربية في الأردن والكتابة حولها، يمكنني أن الخَّص ذلك.
فقد كانت العصا رفيقاً للمعلم حتى منتصف الخمسينيات ثم أصبحت مقتصرة على المناوب اليومي ومدير المدرسة حتى مطلع الستينات…. حيث صدر أول بلاغ أو تعميم رسمي بتوقيع المرحوم الاستاذ بشير الصباغ بمنع العقاب الجسدي بشكل مطلق، وهو ما يسمى (الضرب في المدارس).
*وأخذ المعلم ومربي الصف والمرشد التربوي الدور بأساليب الإرشاد والتوجيه والحوار. ونجح المعلم والمدرسة نجاحاً مشهوداً في القضاء على العقاب الجسدي. وما يحدث من حالات العنف لا تعبر عن الدور المنتظر للمدرسة والمعلم الأردني.
*وأخيراً، أنقل صورة عن مشاهد عملية في السلوك الصفي والإنضباط المدرسي عشتها في مدارس نيويورك التي أتيحت لي زياراتها، حيث حرية الطلبة في الحركة والتحرّك، وفي الحوار والتعايش، وصبر المعلمين على ذلك، قد رفع من مستوى إحساس الطلبة بمسؤولياتهم، ورقيّ المعلم في التعامل مع تلك المواقف…
*تحية لطلبتنا الذين يدركون المسؤولية، ولمعلمينا الذيم يدركون أدوارهم.