الاحتلال يعزل 100 ألف فلسطيني بالقدس
عزل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 100 ألف فلسطيني في القدس المحتلة عن بقية أنحاء الضفة الغربية، أمس، غداة فرض حصار شامل على مخيم شعفاط وبلدة “عناتا” بعد عملية إطلاق النار التي نفذها شاب فلسطيني وأسفرت عن مقتل جندية إسرائيلية، وسط مباركة الفصائل الفلسطينية بوصفها ردا على جرائم الاحتلال.
وفرضت قوات الاحتلال حصاراً مشدداً على مدينة القدس المحتلة، وكثفت من انتشارها في شوارع المدينة وأحيائها، كما اقتحمت حي رأس العامود بسلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، ونشرت آلياتها في شوارع الحي.
وتسبب الحصار الإسرائيلي في شل الحياة العامة ببلدة عناتا ومخيم شعفاط في مدينة القدس المحتلة، وذلك بإغلاق المدارس والمحال التجارية أبوابها بسبب التوتر الأمني في المنطقة، ومنع خروج الموظفين والعمال وطلبة المدارس إلى أشغالهم، فيما لم يتمكن مئات المعلمين في مدارس الضفة الغربية ويعيشون في المنطقة، من الوصول إلى أماكن عملهم، أسوة بحال موظفين آخرين، جراء الحصار الإسرائيلي.
وعزلت قوات الاحتلال منطقة عناتا ومخيم شعفاط، التي تضم رأس خميس، رأس شحادة، ضاحية السلام، عن محيطها، بما تحويه من مدارس ومراكز طبية ومصالح تجارية مختلفة، كما أغلقت المدخلين الرئيسيين وبوابات المخيم أمام حركة الفلسطينيين، ونصبت الحواجز العسكرية عند مداخل المكان المُحكم بالحصار، لكن أهالي القدس هبوا لتقديم المساعدة والطعام للفلسطينيين العالقين على الحواجز.
وسادت أجواء التوتر والغليان مدينة القدس التي حولتها قوات الاحتلال إلى ثكنة عسكرية مغلقة، بعدما فرضت حصارا شاملا على مخيم شعفاط، ومنعت حركة الفلسطينيين عبره، عقب ساعات قليلة من عملية إطلاق النار عند الحاجز العسكري، والتي أدت إلى مقتل الجندية الإسرائيلية، نوا لازار، من مستوطني مستوطنة “بيت حيفر” بشمال الضفة الغربية، وإصابة آخرين.
وفي وقت سابق؛ اندلعت المواجهات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، عقب اقتحام الأخيرة لمخيم شعفاط ومداهمة المنازل وتخريب محتوياتها والاعتداء على ساكنيها، تزامنا مع إلقاء القنابل الغازية وإطلاق الأعيرة المطاطية بكثافة باتجاه الفلسطينيين والأبنية السكنية، مما أسفر عن وقوع الإصابات وحالات الاختناق الشديدة بين صفوفهم.
ومنعت قوات الاحتلال بالقوة العسكرية “جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني” من دخول طواقم الإسعاف التابعة لها إلى منطقتي شعفاط وعناتا، في القدس المحتلة لتقديم الخدمة الطبية الطارئة من الفلسطينيين الجرحى.
جاء ذلك بالتزامن مع اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، أمس، من جهة “باب المغاربة”، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط حالة توتر شديد وإجراءات أمنية وعسكرية مشددة في مدينة القدس المحتلة.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بأن المقتحمين لباحات “الأقصى” قاموا بأداء الطقوس التلمودية وتنفيذ الجولات الاستفزازية في باحاته، بخاصة في منطقة “باب الرحمة”، كما تلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، وخاصة في منطقة “باب الرحمة”.
فيما تواصل شرطة الاحتلال التضييق على دخول المصلين “للأقصى”، وتحتجز هويات بعضهم عند بواباته الخارجية، وسط تكثيف الدعوات الفلسطينية للحشد والرباط الدائم في المسجد، للتصدي لاقتحامات المستوطنين بمناسبة ما يسمى “عيد العرش”، المزعوم.
ودعت ما يسمى “جماعات الهيكل”، المزعوم، عناصرها من المستوطنين إلى أكبر اقتحام للمسجد الأقصى، والاحتشاد بعائلاتهم وأطفالهم، وحددت ذروة عدوانها القادم يوم غد الثلاثاء، فيما حذرت “الأوقاف الإسلامية” من الأخطار المترتبة على تصاعد انتهاكات سلطات الاحتلال بحق المسجد الأقصى، وخاصة في فترة “الأعياد اليهودية” المتواصلة حتى 17 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي.
من جهتها؛ أكدت القوى والفصائل الفلسطينية أهمية عمليات المقاومة المستمرة في الضفة الغربية المحتلة، بوصفها رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
وقالت حركة “حماس” إن جرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى المبارك، وضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، لن تبقى دون رد، وإن رصاص الأحرار يعرف طريقه نحو أهداف الاحتلال المنتشرة.
وبالمثل؛ أكدت لجان المقاومة الشعبية أن “العملية في مخيم شعفاط تأتي رداً على تدنيس المسجد الأقصى من المتطرفين الاسرائيليين ورداً على التنكيل والإجرام المتواصل بأبناء الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة .
وقالت إن “المقاومة الفلسطينية ستبقى مستمرة حتى تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية في التحرير وتقرير المصير وحق العودة”، معتبرة أن تصاعد العمليات الفلسطينية في مختلف مدن الضفة الغربية، ومنها القدس، يؤكد جهوزية الشعب الفلسطيني للتصدي ومجابهة جرائم العدو الصهيوني المتواصلة والمتصاعدة بحق الأرض والمقدسات والإنسان الفلسطيني.
بدورها؛ حملت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن جرائمها بحق الفلسطينيين.
وطالبت المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية ذات العلاقة، الخروج عن صمتها، بإدانة جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عنها، ورفعها إلى المحاكم الدولية باعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وصولاً لمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
وأكدت “الخارجية الفلسطينية” أن دور المنظمات والمؤسسات الأممية لا يقتصر فقط على تشخيص الحالة في فلسطين المحتلة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم، وإنما اتخاذ ما يفرضه القانون الدولي من تدابير وإجراءات تكفل إجبار الاحتلال على وقف جرائمه وانتهاكاته في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكالات
التعليقات مغلقة.