حب الانتخاب
عبد الله العسولي
احنا شعب نحب العلوية ونحب النفخه… ضيّعنا حالنا عالانتخابات بحجة العمل العام والديموقراطية وحجة التبرع لخدمة الناس وندفع الاموال الباهظة في البذخ والتبرع الكاذب والدفع الغير مُقنع في مساعدة الفقراء والمحتاجين
فهو موسم اغلبه عطاء وتبرع ودفع تحت السجادة وفوقها لا يقصد منه ارضاء الله بل ارضاء ناخب فيتحيّن بعض الناخبين فرصة الانتخابات وما يسمى بالديموقراطية ويعرفون انها الفرصة الاقوى للبحث عن توافه الدفع الغير مشروع وعن متبرعون للدفع نقدا او دفع فاتورة كهرباء او مياه فيمشي الباحث عن (الدفيعه) من بيت لبيت ومن حارة لحارة وحتى من بلد لبلد ويطرق باب المرشحين الواحد تلو الاخر حسب برنامج يكون قد اعدّه لهذه الغاية… بحثا عن اعطيات عفنه تفضحه بعد الانتخابات، فكم كان عزيزا قبل الانتخابات وكم صار ذليلا بعدها ويشار اليه باصابع الذل والهوان في المجالس والسهرات والتعاليل.
اغلبنا يبحث عن الفوز بأي انتخابات حتى لو انتخبنا كنترول باص… نتهافت على العلوية والعشائرية وجماعة فلان وجماعة علان بينما الديموقراطية التي نتباهى بذكرها تركها اغلبنا نائمة ومتلحفة سقيمة تتلّوى تحت اغطية المرض والهوان.
انتقلت عدوى الانتخابات الى الطلبة فصرنا نقدّم لهم التهاني والتبريكات على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي فلم يكفي الاباء والاهل الاهتمام الانتخابي عندهم بل وسّعوا نطاق الاهتمام الى الاطفال وطلاب المستقبل فأمّت بعض بيوت آباء الفائزين جموع المهنئين والمباركين وكأنهم حصلوا على مقاعد في ادارة الازمات والبرلمان.
لنترك الطلاب وتفكيرهم النقي ولا نعكّره بمفرداتنا المغلوطة ولنترك الديموقراطية تستيقظ من سباتها على قدر تفكير صغارنا ولنترك الجاهوية والعنصرية وحب المشيخة التي اوصلت بعض كبارنا الى بيع ارضه وذهبه وممتلكاته بحثا عن مسميات دنيوية لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تنفعه في يوم لا ظل الا ظله سبحانه وتعالى .
حين تضيع معاني الدين وتبقى مظاهره ، تصبح العبادة عادة ، والصلاة حركات ، والصوم جوعاً ، والذكر تمايلاً ، والزهد تحايلاً ، والخشوع تماوتاً ، والعلم تجملاً ، والجهاد تفاخراً ، والورع سخفاً ، والوقار بلادة ، والفرائض مهملة ، والسنن مشغلة .. وحينئذ يرى أدعياء الدين ، عسف الظالمين عدلاً ، وباطلهم حقًّا ، وصراخ المستضعفين تمرداً ، ومطالبتهم بحقهم ظلماً ، ودعوة الإصلاح فتنة ، والوقوف في وجه الظالمين شرّاً .. وحينئذ تصبح حقوق الناس مهدرة ، وأباطيل الظالمين مقدسة ، وتختل الموازين ، فالمعروف منكر ، والمنكر معروف .. وحينئذ يكثر اللصوص باسم حماية الضعفاء ، وقطاع الطرق باسم مقاومة الظالمين ، والطغاة باسم تحرير الشعب ، والدجالون باسم الهداية والإصلاح ، والملحدون بحجة أن الدين أفيون الشعوب. – مصطفى السباعي