روسيا تقصف مواقع الطاقة الأوكرانية.. وكييف تواصل مهاجمة خيرسون
أبوظبي- قالت وزارة الدفاع الروسية، امس، إن قواتها واصلت قصف أهداف عسكرية ومواقع للطاقة في أوكرانيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأضافت الوزارة أن القوات الروسية صدت هجوما مضادا أوكرانيا في منطقة خيرسون الجنوبية، حيث يقوم المسؤولون المحليون الذين عينتهم روسيا بإجلاء عشرات الآلاف من السكان.
وتصاعدت نسبة التوترات في الميدان خلال الأيام الماضية، لاسيما بعد استهداف جسر القرم الاستراتيجي.
واستعادت أوكرانيا السيطرة على 5 مجمعات سكنية في إقليم خيرسون جنوبي البلاد، بحسب قيادة العمليات الجنوبية الأوكرانية.
وسيطرت كييف على مجمعات نوفوفاسيليفكا ونوفوهريفكا ونوفا كاميانكا وتريفونيفكا وشيرفون في منطقة بريسلاف اعتبارا من 11 تشرين الاول (أكتوبر)، وفقا لما ذكره فلاديسلاف نازاروف، المتحدث باسم قيادة العمليات الجنوبية.
وتقع هذه المجمعات في إحدى المناطق الأربع التي ضمتها روسيا مؤخرا.
وكانت خيرسون واحدة من أصعب ساحات القتال بالنسبة للأوكرانيين، مع تقدم أبطأ مقارنة بالهجوم الأوكراني المتوج بالنجاح حول خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد في الشمال الشرقي، والذي بدأ الشهر الماضي.
وقامت سلطات خيرسون، بعمليات إجلاء المدنيين بدأت في المنطقة الواقعة جنوب أوكرانيا، بمواجهة تقدم القوات الأوكرانية.
وتواصل كييف صد الهجمات الروسية في محاولة للتقدم واستعادة بعض أراضيها بدعم عسكري من الغرب.
وفي آخر التطورات، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها واصلت ضرب أهداف عسكرية ومواقع للطاقة في أوكرانيا خلال الـ 24 ساعة الماضية، مضيفة أن القوات الروسية صدت هجوما مضادا للقوات الأوكرانية في مقاطعة خيرسون الجنوبية.
هذا وكشف وزير الطاقة الأوكراني أن عدد الهجمات التي شنتها روسيا على مواقع البنية التحتية للطاقة وصل إلى 300 منذ 10 تشرين الاول(أكتوبر). وأضاف أن كييف ومدنا أخرى شهدت انقطاعات للكهرباء بشكل قسري بسبب خروج محطات من الخدمة. وقال أيضا إن هدف الحكومة الأوكرانية حاليا خفض استهلاك الطاقة بنسبة 20 % على الأقل.
وحذرت الخارجية الروسية، الاتحاد الأوروبي من مغبة الاستمرار في إرسال السلاح إلى أوكرانيا، لأن ذلك سيجعله جزءا من الصراع. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، إن دول حلف الناتو ترعى أنشطة إرهابية، على حد وصفها، انطلاقا من أراضي أوكرانيا. وأشارت زاخاروفا إلى أن حجم السوق السوداء للسلاح في أوكرانيا يبلغ مليار دولار شهريا.
وكانت تقارير أوكرانية أفادت بسماع دوي انفجارات في ميكولايف وتفعيل الإنذار الجوي، صباح امس، فيما شدد الجيش الأوكراني الخناق على القوات الروسية التي تحتل مدينة خيرسون الجنوبية امس.
وتستمر أزمة المسيرات المستخدمة في ضرب المدن الأوكرانية هي حديث الساعة بالمحافل السياسية، حيث تتهم أوكرانيا والقوى الغربية إيران بتزويد روسيا بالمسيرات لضرب أهداف داخل أوكرانيا، فيما تنفي موسكو وطهران ذلك.
وكثفت روسيا هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على البنية التحتية لإمدادات الكهرباء والمياه في أوكرانيا في الأيام الأخيرة.
وفي هذا الشأن، كشف مصدر مطلع لوسائل الإعلام الروسية أن القوات المسلحة الروسية استخدمت حتى الآن عدة مئات من ما أسماه “الذخيرة المتسكعة” محلية الصنع (درون انتحارية) في أوكرانيا.
وقال المصدر: “منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا، استخدم الجيش الروسي بالفعل عدة مئات من الذخيرة المتسكعة محلية الصنع. نتحدث عن طائرات بدون طيار من طراز كوب (Cube) ونوعين من لانسيت (Lancet)”.
وأضاف أن “الطائرات الانتحارية الروسية تظهر كفاءة عالية في تدمير أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات للقوات الأوكرانية، وكذلك أنواع مختلفة من محطات الرادار، بما في ذلك محطات قتالية مضادة للبطاريات ورادارات نظام الدفاع الجوي الأوكراني”.
وأبلغت أوكرانيا منذ أسابيع عن شنّ روسيا هجمات بمسيّرات إيرانية من طراز شاهد-136، وهي طائرات بدون طيار تنفجر رؤوسها الحربية في عمليات هبوط انتحارية، كما تحرّكت كييف لقطع العلاقات مع طهران.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ القوّات الأوكرانية أسقطت 233 طائرة مسيّرة إيرانية الصنع خلال شهر واحد، مشيراً إلى أنّ الجيش الأوكراني يعمل على حماية الأجواء الأوكرانية وضمان سلامتها.
وتقول الولايات المتحدة إنّ تزويد إيران روسيا بمسيّرات حربية ينتهك القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 2015 والذي رعى اتفاقاً نووياً بات الآن في حكم المنهار.
وقال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل إنّ “تزويد إيران روسيا بهذه الأنواع المحدّدة من الطائرات بدون طيار يعدّ انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، وهي مسألة تخصّ مجلس الأمن الدولي”.
وطلبت الولايات المتّحدة وفرنسا وبريطانيا عقد هذه الجلسة على الرّغم من أنّ روسيا تتمتّع في مجلس الأمن الدولي بحقّ النقض وبإمكانها تالياً أن تجهض أيّ قرار يمكن أن يصدر عن المجلس.
ونفت موسكو وطهران في الأمم المتّحدة أن تكون المسيّرات التي تستخدمها روسيا في شنّ هجمات في أوكرانيا إيرانية الصنع كما تتّهمهما بذلك كييف وحلفاؤها الغربيون وفي مقدّمهم الاتّحاد الأوروبي الذي يحضّر لفرض عقوبات على طهران بسبب هذه الطائرات.
وفي أعقاب جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي الأربعاء على مدى ساعتين بطلب من الولايات المتّحدة وفرنسا وبريطانيا لبحث قضية المسيّرات الإيرانية، تناوب على الحديث أمام الصحافيين عند باب المجلس كلّ من نائب السفير الروسي ديمتري بوليانسكي والسفير الإيراني أمير سعيد إيرواني.
وبنبرة ملؤها السخرية انتقد الدبلوماسي الروسي “اتّهامات لا أساس لها، ونظريات مؤامرة وعدم عرض أيّ دليل على مجلس الأمن”.
وأكّد بوليانسكي أنّ المسيّرات “التي يستخدمها الجيش الروسي في أوكرانيا صنعت في روسيا” وبالتالي لا صلة لإيران بها.
بدوره، سخّف السفير الإيراني الاتّهامات الموجّهة لبلاده بتزويد روسيا مسيّرات عسكرية، معتبراً إياها “مزاعم لا أساس لها ولا جوهر”. وجدّد إيراواني التأكيد على أنّ الجمهورية الإسلامية تريد “تسوية سلمية” للنزاع في أوكرانيا.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.