شهيد فلسطين…يرتقى.
نعيم محمد حسن
=
بقلم /نعيم محمد حسن.
“لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ” الحشر(14) .
واثــق الخــطـوة يمشـي مــلِكـا…أسدَ يزمجر يتحدى ويكبر ويهلل
صهيوني جندي خائفَ وصهيوني أشهر سلاحه غالبته الطبيعة وبـلل.
فتىً مقاوم نَزل، ودع أمه يـُقبلـُها، رفعت الأم رأسها وقبلتْ وجنتيه؛ نهضِ قلبُه قبل أن يرفعَ بصرَه، أخذه بصرُه نحو أمه، رقَ قلبُ المُودعِ لحظةً، تدفقَ الدمُ في عروقِه لحظات، رأى بسطارِالقبيحِ مدنسا؛ أرضه٠ صهيونيٌ جبانٌ تحدى مشاعرِ كل البشر، قلب الأم انقبض فجأة، سالتْ دموع الوداع ولا رجعى تدفق الدم في عروقه حتى وصل الثرى.
ما زالت الأمُ رافعة رأسها حتى أنها رأت بأم عينيها ما جرى. قلبُها و حسُّها عند جنب الفتى، (أداةٌ) لإنجاز المهمة؛ كانت على جنب الفتى، تـَبَسَّم الفتى ومضى، لم يتجاوز المشهد الوداعي أكثر من أكل حبات تمرٍ بدون النوى.
في المساءِ: أسدٌ هصورٌ جسورٌ يسابقُ الريحَ نحو ما نوى، ثلةٌ من عصاباتِ بني صهيونٍ كانت على مستوى النظر، خائفون مستفزون، متغطرسون جبناء يعبثون بمشاعرِ كل من تعلق قلبه بفلسطين التاريخية؛ من البحر إلى النهر، لماذا يا ترى؟!!!
توقفتْ الريحُ عن مسابقةِ الفتى، ومد يدَه على( أداةِ انجازِ المهمةِ) وأطلق رصاصات في صدرِ (جربوعٍ) يحمي نفسَه بمسدسٍ وبندقيةٍ وقنبلةٍ وحربةٍ وخوذةٍ وفوطةٍ، يرتديها حتى لا ينكشف أمره، خالط دمَه النجس فهوى خَلـَّـفَ وراءَه مشهداً كله جُبنٌ وخوفٌ، وأن جيش بني صهيون قُهر واندَحر، وفي ذلك كانتْ العبرة والمعنى، لكل عربيٍ – مسلمٍ شهد ما رأى.
سارعتْ الريحُ لدفعِ الفتى، بعيدا عن تزاحمِ أقدامِ (جرابيعٍ) أخرى، كانت أيديهم ترتجفُ وهي تصوبُ طلقاتٍ ارتقتْ بالشهيد إلى العُلى. رفعتْ الأمُ رأسَها وصرختْ: شهيدا (فلذة كبدي) ارتقى إلى السمواتِ العلى. فكانت هي المنى.
و في العزاءِ، جُمدتْ المشاهدُ كلها، فكانت تغريدةُ بني الفتى، ألا هلموا لعرسِ شهيدٍ وهنئونا بمن أنجزَ المهمة و مضى. شهيد فلسطين، ارتقى.
وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ”(171) آل عمران. صدق الله العظيم.
ammna1959@ymail.com