مهرجانات الرمان والزيتون بالمحافظات.. نافذة تسويقية تجمع المزارع بالمستهلك
بعد موسم قطاف تميز العام الحالي بوفرة الانتاج من محصولي الزيتون والرمان، يأتي التسويق، مهمة يدركها المزارعون في المحافظات وخاصة في الشمال، ان انجازها صعب، في وقت يعول فيه على المهرجانات التي تقام سنويا كنافذة تسويقية تجمع المزارع مع المستهلك بشكل مباشر.
مهرجانات الزيتون والرمان، باتت منصة آمنة لتسويق الثمار ومنتجاتها التحويلية، بعد ان حظيت بنجاح على مدار السنوات السابقة واصبحت حدثا يتكرر وينتظره المزارعون بفارغ الصبر.
وتحظى المهرجانات بإقبال كبير من المواطنين من مختلف محافظات المملكة، إذ يعرض فيه المزارعون وسيدات منتجات لمنتجاتهم فيما عمليات البيع تتم بشكل مباشرة للمواطن بأسعار مقبولة بعيدة عن الوسطاء.
وحسب سيدات يشاركن بمهرجان الرمان السنوي الذي يقام في اربد فإن المهرجان يشكل مصدر دخل في ظل عدم قدرة السيدات على تصريف الكثير من المنتجات التي يقمن بانتاجها في منازلهن بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطن، اضافة الى عدم القدرة على الوصول الى المستهلك بسهولة.
وتعرض بالهرجانات صناعات تقليدية تقوم على الرمان والزيتون، كالدبس، والخل، والمربى، والعصير، والحلوى، والزيت وكبيس الزيتون.
وقالت السيدة ام محمد الكوفحي إن المهرجانات التي تقام في محافظة اربد بين الفينة والاخرى تشكل مصدر دخل كبير للسيدات، مؤكدة ان السيدات يتسابقن لحجز موقع لهن في المهرجان لبيع ما لديهن من منتجات منزلية.
ودعت الكوفحي ان تكون المهرجانات بشكل دائم وليس ايام المواسم وخصوصا وان المهرجانات تشكل مصدر دخل للعديد من السيدات، اضافة الى انها تعد نافذة تسويقية لمنتجات السيدات.
واشارت ام احمد من محافظة ابد الى ان مئات السيدات يعتمدن على بيع المنتجات المنزلية لتأمين مصدر دخل لهن ولأسرهن، لافتة الى ان حركة البيع على المنتجات المنزلية قد تراجعت منذ جائحة كورونا ولغاية الآن بسبب ظروف المواطن المادية الصعبة.
واكد احمد عبيدات احد مزارعي الرمان ان مهرجان الرمان الذي يقام في محافظة اربد او غيرها من المحافظات يشكل نافذة تسويقية للمزارعين، لعرض منتجاتهم من الرمان وبيعه مباشرة للمستهلك، بعيدا عن تدخل الوسطاء، لافتا الى ان البيع المباشر من شأنه تخفيض الأسعار بنسبة 30 % مقارنة مع أسعار السوق.
وأشار إلى أن بيع الرمان في الأسواق يحتاج الى سلسلة طويلة لحين وصوله للمستهلك، وبالتالي يصله المنتج بسعر مرتفع مقارنة مع شرائه مباشرة من المزارع، مؤكدا ان المهرجان بات يشكل حدثا سنويا في محافظة إربد.
وكانت مديرية زراعة محافظة إربد اعلنت عن انطلاق فعاليات مهرجان الرمان والمنتجات الريفية بتاريخ 26 من الشهر الحالي بمدينة الحسن الرياضية ولمدة ثلاثة أيام.
وقال مدير زراعة محافظة اربد الدكتور عبد الحافظ ابو عرابي إنّ المهرجان يعتبر منفذا تسويقيا مهما على مستوى المحافظة لمزارعي الرمان والمنتجات الريفية والحرف اليدوية التقليدية والمأكولات الشعبية.
وأشار إلى أن الجديد في المهرجان للموسم الحالي حصول تنسيق مع هيئة تنشيط السياحة حيث سيتم وضع المهرجان على خريطة أردننا جنة ومشاركة موسيقات القوات المسلحة بالفعاليات علاوة على تعزيز الجانب الثقافي للمهرجان من خلال مشاركة فرق شعبية وفلكلورية وفقرات فنية وفرق للأطفال من الساعة الثالثة عصرا وحتى السادسة مساء طيلة أيام المهرجان وذلك بهدف جذب واستقطاب الزوار بشكل أكبر.
وأشار إلى أن مشاركة المرأة في الريف في هذا المهرجان الذي يستمر حتى 28 من الشهر الحالي، تعتبر مشاركة رئيسة وحقيقية، حيث تبلغ نسبة المشاركات 60 % من المشاركين في المهرجان، مبينا أن العديد من السيدات في الريف يعتمدن على هذا المهرجان في توفير مصدر دخل مالي سنوي أساسي يساعدهن في التغلب على مصاعب الحياة.
ولفت إلى أن العديد من الأسر في الريف تعتمد على المهرجان لتوفير مصدر دخل، حيث يبلغ عدد المشاركين في المهرجان من مزارعي الرمان والسيدات في الريف 250 مشاركا ومشاركة.
واكد الدكتور ابو عرابي أن مهرجان الرمان والمنتجات الريفية أصبح يشكل معلما زراعيا وثقافيا وسياحيا لمدينة اربد ومنفذا تسويقيا لمنتجات الرمان والمنتجات الريفية ومصدر دخل للعديد من الأسر محدودة الدخل.
وقال الدكتور ابو عرابي إن هنالك أجنحة متعددة في مهرجان الرمان منها جناح الرمان وجناح المنتجات الريفية وجناح الحرف اليدوية وجناح المأكولات الشعبية وستقدم المديرية كل الدعم بالتنسيق والتشاركية مع كل الجهات لإنجاح المهرجان الذي يعتبر حلقة ونافذة تسويقية مباشرة من المزارعين الى المستهلك مباشرة.
وأوضح بأن تنظيم المهرجان يأتي ضمن سياسة وزارة الزراعة في فتح منافذ تسويقية محلية أمام المنتجات الزراعية والصناعات القائمة عليها.
على صعيد متصل، بموسمه الثامن على التوالي، أصبح مهرجان الزيتون في عجلون فرصة مواتية لعشرات الأفراد والجمعيات لتسويق منتجاتهم من الزيتون، وأنواع عديدة أخرى من منتجات الطعام “البلدي” ومشغولات وحرف يدوية.
وفي ظل عدم توفر سوق شعبي دائم حتى اللحظة، فإن إقامة السوق في ساحة قلعة عجلون التي ما تزال تشهد إقبالا جيدا من الزوار، يساهم إلى حد كبير في تسويق نسبة كبيرة من المواد المعروضة، لتشكل فرصة مواتية لأصحابها لتحقيق مردود جيد يتيح لهم الاستمرار بأعمالهم.
ويؤكد القائمون على مهرجان الزيتون العجلوني أو مهرجان الربيع، أن الهدف منه هو المساعدة في عرض منتجات الأسر والجمعيات والأفراد في محافظة عجلون من خيرات المحافظة الطبيعية التي أصبحت تنافس حتى أعرق المنتجات العالمية كونها طبيعية بالكامل، وتقوم على إنتاجها أسر وعائلات همها الأول تقديم أفضل ما يمكن وعكس الصورة المشرقة عن محافظة عجلون ومنتجاتها الطبيعية، مؤكدين حدوث تطور كبير أصبحت تشهده صناعة هذه المنتجات وطريقة تغليفها، إضافة للزيادة الملحوظة بعدد العاملين بهذا المجال من الأسر والأفراد واستغلال ميزات المحافظة الجميلة التي لا تُعد ولا تُحصى، ومن ثم توفير فرص عمل جديدة وتحسين دخل هذه الأسر في ظل ظروف اقتصادية صعبة.
وقالوا إن ما يدفعهم لتنظيم المهرجان سنويا هو أن المحافظة تمتاز بأنها تحتضن أقدم شجر زيتون على مستوى العالم يصل عمره حسب خبراء الى زهاء ألفي عام، وبإنتاج وفير وجودة عالية تجعله الوجهة المفضلة لغالبية الأسر الأردنية من كافة المحافظات، إصافة إلى تشجيع السياحة، وأن يزداد في كل عام عدد الأسر والأفراد العاملين في مجال المنتجات الريفية العجلونية واستغلال ميزات المحافظة الفريدة من نوعها، للمساهمة في تنمية المحافظة وازدهارها وتحسين دخل الأسر والأفراد العاملين في هذا المجال.
ويقول منسق المهرجان، عضو مجلس المحافظة، منذر الزغول إن المهرجان سيشتمل على إقامة معرض كبير للمنتجات الريفية والحرف اليدوية العجلونية في ساحة القلعة لمدة ثلاثة أيام، مؤكدا أن المهرجان سيكون فرصة حقيقية ومجانية لعرض وتسويق المنتجات العجلونية بأنواعها.
وأكد أن الهدف من إقامة هذه المعرض والمهرجانات السنوية بجهود تطوعية هو للمساهمة في تسويق المنتجات الريفية العجلونية المميزة داخل وخارج الأردن وتشجيع الأسر والأفراد والجمعيات في المحافظة للعمل في هذا المجال واستغلال واستثمار الميزات الفريدة في المحافظة، الى جانب الترويج للأماكن السياحية والأثرية في المحافظة، لافتا إلى أن محافظة عجلون تزخر بالمنتجات الطبيعية وخاصة فيما يتعلق بمنتجات الزيت والزيتون والألبان والعسل والزعتر والسماق وجميع أنواع المربيات والمخللات والمواد الغذائية، والصابون والكريمات الطبيعية وعدد كبير من المنتجات الطبيعية الأخرى.
أحمد التميمي وعامر خطاطبة/ الغد
التعليقات مغلقة.