قاطعوا منتجات شركة الملابس العالمية زارا
مهدي مبارك عبدالله
=
بقلم /مهدي مبارك عبد الله
ما زالت مختلف منصات وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الشخصيات الوطنية داخل الأراض المحتلة تضج بالغضب والاستنكار وتدعوا بقوة إلى مقاطعة ( شركة الأزياء الإسبانية زارا ) وفرعها في إسرائيل بعد قيام صاحب امتيازها المدعو ( جوي شويبيل ) بتنظيم اجتماع سياسي مع اعضاء حزب القوى اليهودية ( عوتسما يهوديت ) بزعامة الفاشي إيتمار بن غفير وريث كهانا في منزله بمدينة رعنانا لغايات التنسيق حول دعمهم وتمويلهم في الانتخابات الاسرائيلية المقبلة
شركة زارا العالمية تمتلك آلاف الفروع حول العالم ويعمل فيها عشرات آلاف الموظفين وما اقدم عليه وكيلها في إسرائيل امر مرفوض فضلا عن انه يسيء بشكل كبير لسمعتها ويشجع الناس على مقاطعتها والتعامل معها على أنها مؤسسة عنصرية تؤيد وتدعم السياسات الاجرامية للاحتلال الإسرائيلي الامر الذي يتطلب من ادارة زارا الام التي لا زالت ترفض التعقيب على الأمر اتخاذ خطوات عملية عاجلة لمساءلة ومحاسبة وكيلها الذي يتباهى علانية بدعمه لواحد من أعضاء الكنيست الاكثر عدائيةً لكل ما هو عربي وفلسطيني ومن اكبر المجرمين واخطر الإرهابيين على السكان العرب خاصة في القدس المحتلة
ليست هذه المرة الاولى التي تصدر فيها الإساءة المتعمدة من بعض العاملين في شركة زارا بحق الفلسطينيين ودعمهم لكيان الفصل العنصري الصهيوني فقد سبق في حزيران عام 2021 أن أدلت المصممة الرئيسية للأزياء النسائية في الشركة ( فانيسا بيريلمان ) بتعليقات تفيض بالكراهية والعنصرية المثيرة للاشمئزاز خلال محادثة لها عبر موقع إنستغرام مع عارض الأزياء الفلسطيني قاهر حرحش حيث دافعت بشدة عن الجرائم الإسرائيلية التي تمارس بحق الفلسطينيين وألقت باللوم على المقاومين في قطاع غزّة ووصفتهم بالإرهابيين فيما يمكن أن نسميه ( معاداة للفلسطينيين ) كما هاجمت في ذات الوقت وشكل وقح الدين الإسلامي والمسلمين
في المقابل وبعد هذا الخطاب المشين المناهض للفلسطينيين والعرب والمسلمين وتصاعد هجمات الغوغاء ضد الفلسطينيين نتذكر جيدا عندما قال بعض مصممي الأزياء ومقدمي البرامج التلفزيونية والصحفيين كلمات بسيطة وتصريحات عادية فسرت في حينها على انها معادية للسامية وكيف طُردوا بسببها من وظائفهم واعمالهم
الجذور الأيديولوجية والتنظيمية العنصرية للمجرم بن غفير تعود إلى حزب كاخ الذي أسسه الحاخام مائير كهانا والذي يعرف باسم الكهانية وتتخلص أفكار في دعوة يهود العالم إلى الهجرة الفورية إلى إسرائيل واعتبار العرب أعداءً للشعب الإسرائيلي ولا يمكن التعايش معهم بتاتا كما أنه يجب أن يظلوا بدون أي حقوق سياسية وفي حال رفضوا يمكنهم المغادرة طوعًا أو بالقوة كما أن أفكار كهانا ترفض كل اشكال الديمقراطية السياسية باعتبارها غير مستمدة من التوراة
المتطرف الصهيوني بن غفير عضو الكنيست الإسرائيلي والقيادي في حركة كاخ يقيم في مستوطنة كريات أربع في الخليل وقد وصف العرب في غير مرة بالسرطان المتفشي الذي يجب استئصال وهو يمثل اقصى التيار الفاشي ويعتبر من أكثر الزعماء الصهاينة نشاطاً فيما يخص مساعي التهجير والتطهير العرقي ضد العرب في فلسطين التاريخية وقد قاد مؤخراً عدة حملات اقتحام وتهويد للمسجد الأقصى بالإضافة الى محاولاته المتكررة لتهجير أهالي حي الشيخ جرّاح في القدس المحتلّة والبلدة القديمة
منذ سنوات يعمل بن عفير محامي لصالح تنظيم جباية الثمين الإرهابي وعناصره ويدعو اتباعه بشكل دائم لطرد وتهجير العرب والاعتداء عليهم وتعزيز الممارسات العنصرية ضدهم حتى انه وصل به الحد إلى رفع سلاحه أكثر من مرة بوجه المواطنين العرب وبقي حرا طليقا رغم ادانته بتهمة دعم تنظيم إرهابي كما وقدمت ضده لوائح اتهام عديدة بسبب نشاطاته العدائية وقد ارتفعت أسهمه السياسية مؤخرا نتيجة ممارسته التحريض المستمر على الفلسطينيين ودعواته المتكررة لاقتحام المسجد الأقصى وقد سبق له ان نقل مكتبه إلى الشيخ جراح يهدف لتعزيز قوة المستوطنين واستفزاز المقدسيين
سلوك وكيل شركة زارا العالمية جوي شويبيل اثار ردود فعل واسعة دعت مستشار رئيس السلطة الفلسطينية للشؤون الدينية محمود الهباش الى اصدار فتوى شرعية تحرم التعامل مع الشركة كما دع إلى مقاطعة منتجاتها والتوقف عن شرائها وعلى جميع المؤسسات وهيئات الإفتاء الإسلامية في كل العالم أخذ نفس الموقف وفي جانب اخر ال زالت شركة زارا تتلقى انتقادات حقوقية باستمرار نتيجة ظروف العمل القاسية للعمال في مصانعها المنتشرة حول العالم
حملات الدعوة لمقاطعة شركة الازياء العالمية زارا وما شابهها من الماركات التجارية اصبحت ضرورة ملحة يجب أن تنطلق فورا بدعم ومساندة أجهزة السلطة الفلسطينية بصفتها التمثيلية كي تكون قوة دفع وتفعيل للحملة الشعبية ولا يجب أن تتوقف عند بيان أو تغريدة لمسؤول منها هنا او هنالك وعليها توجيه رسائل قانونية إلى الشركة الرئيسية لإيضاح موقفها من هذا التصرف المستفز
المقاطعة كانت وستبقى السلاح القاتل بيد الشعوب العربية والدول الداعمة للقضية الفلسطينية حيث جربت مع الإسرائيليين ومؤيدهم وخاصة أمريكا وكذلك أعطت نتائجها مع الدنمارك التي خرجت منها الرسوم المسيئة لرسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم وقد كانت المقاطعة الاقتصادية افضل أداة في يد المجتمع المدني عام 2000 بعد اعتداءات المجرم شارون على المسجد الأقصى حين علا صراخ الشركات الأمريكية العاملة في المنطقة العربية جراء تضررها من المقاطعة الاقتصادية وباتت تستجدي الجماهير في الدول العربية الكبيرة مثل مصر والسعودية وتركز في حملاتها الإعلانية على أنها شركات مصرية أو سعودية ولا علاقة لها بأمريكا أو إسرائيل
في استجابة أولية عاجلة لدعوات مقاطعة منتجات شركة زارا انتشرت مقاطع مصورة تظهر قيام رئيس بلدية رهط في الداخل المحتل فايز أبو صهيبان وعدد من الفلسطينيين بإحراق ملابس اشتروها سابقا تحمل علامة الشركة ردًا على دعمها لبن جفير ومشروعه وتأكيداً منهم على الموقف الحازم والقاطع تجاه الشركات الداعمة لكيان الاحتلال والفصل العنصري الصهيوني والتي شجعها على التمادي الهرولة العربية المذلة نجو التطبيع المجاني فيما يسمى بمهزلة السلام
المقاطعة المتواصلة لشركة زارا ستؤثر على مكانة الشركة على مستوى العالم وما جرى في أراضي ال 48 أضر بشكل كبير بسمعة الشركة وإيراداتها المالية حيث قدر مراقب الحسابات والمستشار الاقتصادي هاني نجم الخسائر التي لحقت بالشركة بسبب المطالبات المتكررة لمقاطعتها بعشرات ملايين الشواكل خلال فترة قصيرة جدا خاصة بعدما امتدت الحملات على مستوى العالم حيث وجه العشرات من أبناء الجالية الفلسطينية عبر المنصات الاجتماعية نداءات للفلسطينيين والعرب المقيمين في أمريكا وأوروبا لمقاطعة بضائعها
الالتزام الثابت والصادق بالمقاطعة الاقتصادية تجاه الشركات والمؤسسات الإسرائيلية والشركات والمؤسسات التابعة لدول تدعم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين هي أقل ما يمكن أن يقدمه الإنسان الحر والشريف للفلسطينيين من دعم لمساعدتهم في الحصول على حقهم واسترجاع وطنهم وكذلك حقهم في حياة كريمة وعلى العكس فان شراء المنتجات الإسرائيلية أو من الشركات التي تدعم إسرائيل هو مساهمة في ذبح الفلسطينيين وهدم بيوتهم وتكريس الاعتداء على واحد من أكبر مقدسات المسلمين وهو المسجد الأقصى
لعل البعض يسأل وما جدوى المقاطعة الاقتصادية من قبل الأفراد والمجتمعات في ظل هذا التوحش الاقتصاد الرأسمالي الكبير نقول إن الإجابة واضحة وقد عكسها الواقع عندما أصبح للمجتمعات والشعوب كلمتها في ظل اقتصاديات العولمة ففي مصر مثلا بعد انتفاضة الأقصى عام 2000 رحلت شركة سنسبري التي تعتبر واحدة من أكبر شركات تجارة التجزئة بسبب المقاطعة
وكذلك اشتكت شركات بروكتل آند جامبل للمنظفات وشركات المياه الغازية وكثفت من حملات الإعلانية لتؤكد على أنها شركات لا علاقة لها بأمريك واسرائيل وكذلك الشركات الدنماركية والفرنسية اشتكت من مقاطعة الشعوب العربية لمنتجاتها آنذاك وقد أرسلت فرنسا مندوب عنها الى الازهر للمساعدة في وقف المقاطعة واضطرت الى تقديم اعتذرًا في العديد من الصحف ووسائل الإعلام
هناك ايضا نوع آخر من المقاطعة يطلق عليه المقاطعة الإيجابية وهو أن توفر الشركات العربية والإسلامية احتياجات مجتمعاتنا من دون أن يكون هناك ضرورة لاستيراد سلع وخدمات من إسرائيل أو داعميها
قوة واستمرارية حملات مقاطعة شركة زارا في النهاية ستجبر مدير الشركة على التراجع عن قرار بدعم الأحزاب الصهيونية في الانتخابات القادمة في إسرائيل والتي تواصل جرائمها ضد الإنسانية تنفيذاً لسياسات دولة الفصل العنصري وفي ذات الوقت فان استمرار دعم دولة الاحتلال والأحزاب الصهيونية المتطرفة سوف يدفعها لارتكاب مزيد من جرائم الحرب على الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه الوطنية دون الاكتراث للقانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان
إذا أرادت شركة زارا الإدلاء اصدار ببان يتعلق بهذا الشأن فيجب أن يتضمن أولا وقوفها الى جانب السكان الأصليين أصحاب الأرض الذين يرزحون تحت نير الاحتلال الإسرائيلي منذ 70 عام ويتعرضون لمذابح موثقة يشهد عليها العالم أجمع كما على الشركة ان تعلن عن معارضتها الكاملة لكل ما يحدث من قتل واجرام يومي للفلسطينيين داخل وطنهم بالإضافة الى ضرورة معالجتها نزعة الإسلاموفوبيا التي تسيطر على عقول بعض المسؤولين العاملين لديها وبشكل عنصري مقيت
بموجب نصوص القانون الدولي يحظر على الشركات أو الأفراد دعم اي افراد لديهم توجهات معادية للإنسانية او عنصرية تحرض على قتل المواطنين وطردهم من أرضهم
ايها الفلسطينيون أيها العرب والمسلمون يا احرار وشرفاء العالم بادروا بالتحرك وقاطعوا شركة زارا داعمة الإرهاب والفاشية ولا تقتربوا متاجرها بعد الآن في أي مكان في العالم حتى تلغي تعاقدها مع وكيلها الإسرائيلي الداعم للإرهاب كما يجب أن يكون موقفكم واضحً فيما يتعلق بمثل هذه المتاجر التي تدعم الفاشين الصهاينة كواجب أخلاقي
ابدأ بنفسك وأعلم أسرتك وأبناءك وأصدقاءك وانشر في محيط مجتمعك أن المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل وداعميها واجب ديني وانسانيختامًا دعوات المقاطعة ينبغي ألا تتوقف حتى تعتذر زارا علانيةً وبشكل لا يقبل اللبس للفلسطينيين وان تطرد وكيلها في اسرائيل بالإضافة الى ضرورة تثقيف موظفيها حول ممارسات القمع والعنف والارهاب الذي يعانيه الشعب الفلسطيني بدل ان يبقى الجهل المطبق والانحياز الاعمى سيدا الموقف mahdimubarak@gmail.com