“النسور الصارخة” تحوم بأوكرانيا… خطوة مدوية وتاريخ مقلق
أثار قرار الولايات المتحدة بنشر مجموعتها الجوية فائقة القوة التي تسمى “النسور الصارخة”، في قاعدة جوية برومانيا، مخاوف عديدة، بوصفها خطوة قد توسع الصراع الجاري بأوكرانيا.
وتعود التفاصيل إلى كشف قناة “سي بي سي” الأمريكية عن قرار البنتاجون بإرسال الفرقة 101 المحمولة جواً، والمعروفة باسم “النسور الصارخة”، إلى قاعدة عسكرية برومانيا على بُعد أميال من أراضي أوكرانيا حيث يستعر القتال.
أوكرانيا و”القنبلة القذرة”.. رد أمريكي فرنسي بريطاني على اتهامات روسيا
وبهذه الخطوة، فإن تلك الفرقة التي يبلغ قوامها ما يقرب من خمسة آلاف والتابعة للجيش الأمريكي، تعود إلى أوروبا لأول مرة منذ نحو 80 عامًا وسط تصاعد التوتر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي “الناتو” الذي تقوده الولايات المتحدة.
وهذه الفرقة تم تدريبها على الانتشار في أي ساحة معركة حول العالم، في غضون ساعات، وهي جاهزة للقتال.
ونقلت “سي بي إس نيوز” عن نائب قائد الفرقة، العميد جون لوباس: “نحن مستعدون للدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو. نحن نأتي بقدرة فريدة، من قدرتنا على الهجوم الجوي”.
وعلى طول ساحل البحر الأسود في رومانيا، كانت القوات الأمريكية والرومانية تقصف أهدافًا خلال مناورة هجومية برية وجوية مشتركة.
وكانت قذائف الدبابات ونيران المدفعية حقيقية. أما الهدف من التدريبات فهو محاكاة المعارك التي تخوضها القوات الأوكرانية كل يوم ضد القوات الروسية، عبر الحدود مباشرة.
وقال لوباس إن المناورات الحربية القريبة جدًا من تلك الحدود هي رسالة واضحة لروسيا وحلفاء أمريكا في الناتو، بأن الجيش الأمريكي موجود هنا.
فما هي هذه الفرقة المثيرة للقلق والترقب؟
وفقا للبيانات المنشورة على الموقع الرسمي لإدارة القيادة بالجيش الأمريكي، فإن الفرقة 101 المحمولة جوا هي فرقة الهجوم الجوي الوحيدة في جيش الولايات المتحدة، وتلقب بـ “النسور الصارخة”، وتظهر أعلى معايير الاحتراف العسكري منذ تأسيسها بعد منتصف الليل، 16 أغسطس/آب عام 1942، لتستنفر في دقيقة واحدة.
وفي 19 أغسطس/آب من ذلك العام، وعد القائد الأول، الميجور جنرال ويليام سي لي، مجنديه الجدد بأنه على الرغم من أن الفرقة الجديدة حديثة، إلا أنها ستواجه قريبًا “موعدًا مع القدر”، ولم تفشل هذه الفرقة أبدًا في تحقيق تلك النبوءة.
وتشتهر الفرقة 101 بقدرتها على الهجوم الجوي الذي لا مثيل له، وقدرتها على تنفيذ أي مهمة قتالية أو طوارئ في أي مكان في العالم، ولا تزال تثبت قوتها على أنها “فرقة الغد في جيش اليوم”، وفقا لموقع قيادة الجيش الأمريكي “home.army.mil”
وعلى مدار تاريخها الذي يزيد عن 75 عامًا ، حققت الفرقة سجلًا تفخر به، في كل من الحرب والسلام، لا مثيل له من قبل أي وحدة أخرى، بحسب الجيش الأمريكي.
وبعد تفعيلها وتدريبها الأول في الولايات المتحدة، انطلقت الفرقة إلى مسرح العمليات الأوروبي في سبتمبر/أيلول 1943، حيث واصلت القوات تدريبها في إنجلترا. وخلال ساعات الصباح الباكر من يوم 6 يونيو/حزيران 1944، هبطت “النسور الصارخة” بالمظلة في شبه جزيرة كوتنتين، لتصبح أول جنود الحلفاء الذين تطأ أقدامهم فرنسا المحتلة آنئذ.
وكانت مهمتها تمهيد الطريق لإنزال فرقة المشاة الرابعة على شاطئ يوتا، وربطت أخيرًا بين يوتا وأوماها وحررت مدينة كارنتان. وبعد شهر من القتال، عادت الفرقة إلى إنجلترا للتحضير للعمليات المستقبلية.
في 17 سبتمبر/أيلول 1944، توجهت الفرقة إلى هولندا، وقادت عملية ماركت جاردن. ومن خلال ممر ضيق طوله 16 ميلاً عبر الأراضي التي يسيطر عليها “العدو”، قاتلت الفرقة بلا كلل لمدة 72 يومًا. و
في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 1944 ، عادت الفرقة إلى فرنسا لقضاء فترة راحة لكن الراحة لم تدم طويلا، وتوجهت بعدها لمواجهة الهجوم الألماني الضخم عبر غابة آردين في منتصف ديسمبر/كانون الأول 1944، وكانت مسؤولة عن الدفاع عن تقاطع الطريق الحرج في باستون ببلجيكا، محاطة بقوات معادية قوية طالبت باستسلامها الفوري. ولم تستسلم الفرقة واستمر القتال العنيف حتى منتصف يناير/كانون الثاني 1945 حيث قللت وحدات الحلفاء مكاسب النازية في منطقة آردين.
وتابعت الفرقة مهاجمة قلب ألمانيا عبر وادي الرور، ولحقت بالقوات الألمانية المتراجعة إلى بافاريا. وفي ربيع عام 1945، حررت “النسور الصارخة” معسكر اعتقال لاندسبيرج ومعتزل هتلر على قمة جبل في بيرشتسجادن، بألمانيا.
وبعد عودتها من أوروبا، ظلت الفرقة تكلف بمهام بين حين وآخر. حيث شاركت في حروب فيتنام وعاصفة الصحراء (العراق) وعمليات بالصومال وهايتي والبوسنة قبل أن تشارك إلى حد بعيد في حرب أفغانستان بعد هجمات سبتمبر ٢٠٠١ وفي حرب العراق.
وكالات
التعليقات مغلقة.