جيل (بع بع) ونقد الأجيال….// الأستاذ الدكتور أحمد مصطفى بني فواز

=

كنا نسمع ممن حضرنا من جيل عايش القرن التاسع عشر وهو من جيل القرن العشرين وهو يحكي عن أبيه وجده وهو ينتقدهم بنفس النعت وورثوها منهم لينعتونا بها لم يكن لسان حالهم سيأتي جيل (بع بع) إنما إتهام صريح بأنكم ذلك الجيل وكأنه ينزل عن ظهره حمل ذلك الإتهام ويلصقه بنا فنسمع بصريح العبارة من أفواه الكبار كلمات النقد لجيلنا لسان الحال ( شوف هالجيل جيل (بع بع) بوكل ما بشبع بروح ما برجع… الخ) فاستذكرت هذا التراث المتوارث جيلا بعد جيل بلا مسوغ علمي حتى فعلا ظهر ذلك الجيل لنؤكد مقولتنا لو عاش أولئك المتهمين نقدًا لفوارق الأجيال وإن لكل زمان مقال ورجال مع تطور العصور يبقى المقال وتنمسخ عبارة رجال لتكون (أزلام) لا تكش ولا تهش ولا تنش وإن كان في أي جيل ممن ينطبق عليهم هذه المقولة ولكن بكل المقاييس والمعطيات أنه الجيل الذي لو حضر سلف لخلف لنزع التهمة عنا والصقها بهم والقادمون (أبع بع) منهم إلا أن تدخلت عناية الله فبكل ما تعني الكلمة من معنى وبكل ما لمسناه يحق لنا أن ننعتهم نقدًا بجيل (بع بع) ونقول للأجيال التي مضت بلسان الاعتذار أسفين لكل من اتهمكم ظلما بهذه التهمة الباطلة وقد يكون البعض منكم ليس معي وإن كنت أجزم أن المؤيدين لي أكثر من المعارضين خاصة من أهل الثقافة والفكر ولكن اسمحوا لي أن أقدم لكم مرافعتي والحكم لكم بعد التأصيل والتفصيل.
نحن وقبل أن نجزم أنه فعلا ذلك الجيل جيل (بع بع) لابد أن أردنا أن نضع معادلة أن نجري إختبارات ونحلل الشخصيات ولسنا بصدد البحث عن أسباب التقصير ونحن نعلم أن كل جيل يجدد والحياة تتجدد مما يطرأ تحديث كبير على الزمان والمكان مع تسارع الحداثة والحضارة فجنون أن يقول شخص سأقف عند زمني ولا أتعايش تطور الأزمان الأخرى فكما قيل (قبل تغيص قيس) ومن هذا المنطلق أطرح أمامكم الأسباب التي دفعتنا لا دفعتني أن نجزم أن هذا الجيل والقادم هو من يستحق أن ينتقد وينعت بجيل (بع بع) وحتى لا أطيل سادخل في الأسباب التي يعرفها ويتعايشها الكثير منا وعلى شتى الصعد وإليكم تاصيلًا وتفصيلًا.
وتاملوا معي الأمة أولًا هذا الجيل (بع بع) ذكره القدماء وأقر قراره من عاصروهم لسان الحال (صح لسانك نعم صحيح هم وأجزم أنه ذلك الجيل) فهذا الجيل سيذكر التاريخ العربي الإسلامي ما فعله في الأمة وعندما نقارن الأمة سابقا واليوم نجد أنه كان فيها رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن اقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهمهم مرضاة الله وخرجوا جيل قوي ومع الايام تولد جيل يربي جيل يخيفوه (بالجلب…. وابو عليله(القمر) فقام على الخوف من خياله لينتجوا جيل لا يعرف إلا السراويل الساحلة والممزقة والإهتمام بالشعر والتنعم والتدهن أكثر من الإناث اللاتي في الخدور أن كان هناك إلا ما رحم ربي هناك من يلتزمن بالخدور ورضين باذناب البقر والدياثة التي روجت لها علمانية اللا دينية لدرجة صرنا نسمع عن التخنث جهارًا نهارًا وعن التحول وعن المثلية فيقلدوا ملة الكفر أكثر ممن يجب أن يكون هو القدوة والأسوة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام فماتت كلمة رجل إلا ما رحم ربي وظهرت الأزلامية ثم ماتت ليبقى المخنث والمثلي المتصدر للقائمة يدفع كل ماله ليحمل كالأنثى أو يتزوج من رجل مثله ليتباهى بعمل الحرام والفاحشة ولا ألوم لأن فاقد الشيء لا يعطيه فلا يملك الرجولة يجدها في رجل يحكمه كالنساء ويحرص على التخلص من الذكورة والرجولة وكأنها عار بلغ ليجدها في جسده فقط لأن الله استرعاه رعية فخانها ثم يأتي منظرين وخوارج كلاب النار يتسالون في برامج إضاعة الوقت في كلام العجائز على الشاشات أو إن جاز الإسم المقابر (لماذا ضاعت الأرض والمقدسات؟) وكما قيل (طل عالبقرة واطلب الحليب) والمفضوح أكثر على صعيد الأمة جيل (بع بع) سلمها واستراح لأن منهم من باعها لملة الكفر وقالوا من باع الأرض باع العرض وجاء يبحث عن وطنية وقومية وشرفية في أوطان أخرى (ومن جاب نفسه للردى لا يلومها) وأما على صعيد الوطن فالبشر وجدوا للبناء والعطاء ولكن لدى أي وطن من لا وطن له وجد ليسد رمقه من عرق المخلصين للوطن ليهتف بشعارات يختفي خلفها الف قرار وأسرار مظهرًا الرحمة ومبطنًا العذاب ليحط وطنه كما قيل في أمثال أم الدنيا مصر (سكة اللي يروح ميرجعش) سرق وطنه وجاء يكمل المسيرة هنا والحزن يطل من خلف الأسوار تفوح منه ريح الخيانة والنهب والسرقة بدل رائحة الشيح والقيصوم والجعدة وطن مزقته وأهلكته اللامبالاة من قوم لم يجبلوا ترابه بل شروه بثمن بخس على طاولة مؤامرة تمت بين دخيل وخائن جيل (بع بع) او على طاولات السكر والعربدة والتجارة الحرام ليكون من جيوب سكير من جيل (بع بع) يرش على راقصة عارية يلف رزمًا في ارصدة المبني للمجهول ومعه احيانا المعلوم جيل أنتج منه الكثير وما زال نتاجه يزداد خبرة في التراجع والذل والخنوع ولو وجهت له أصابع الإتهام….. لما ذلك… ومن أين لك ذلك…. تهرب إلى التنظير وأنه الطاهر العفيف واصل جذوره عفنه أشعث أغبر يقول يا رب ومطعمه وملبسه ومشربه وغذي بالحرام فكيف يستجاب له أو حتى يستأمن له….
إنها لغة السراق أخبرني سارق لسان حاله (أنا لا أؤمن على جائع أو تقي إنما على سارق مثلي) هيهات ومن الخذلان إنك تجد أن من يتصدر الهالة الإجتماعية والحديث بسم الناس إلا الخون والمنافقين وأصحاب المشاكل وأصحاب السوابق (وأصحاب الماضي) ويأتي للبلد والوطن وكأنه نبي مرسل ويمثلها أو يعتقد أنه يمثلها وهو لا يمثل نفسه لدرجة أنه كالزرافة من كبر رقبتها لا تنظر لبطنها وهذا لو يقف أمام المرآة لا ليعدل عوج قلبه أو (فجح) رجليه في المشي بالحرام والباطل والضلال والنفاق إنما ليعدل غرة شابت في الفساد والإفساد وتفريق الناس ليعدل قانون جيل أشرف منه أطعمه وقدم له كرمًا مما لذ وطاب وهو كان يضع فتات بين قدميه حتى لا يطول منه احد شيء وهو ينهب فكيف مثل هذا لم يحفظ مشروع دكانة أبوه أيها الزهايمريون في زمن العلم يستأمن على مجتمع أو كلمة الناس وغيره أنه من زعيم جيل (بع بع) الذي يروج (لأصغر منك قلك بع) ليخيم السكون في جوهر الشجون وليرفرف علم جيل لن يأتي مثله في النفقات كلها وخاصة الإجتماعي والديني تراه المصلح وهو رأس الفساد وتراه العامل لمصلحة الناس والدين وهو لا يعرف سياسة الناس والدين وأوكد لكم أوقفوا النزيف الذي ينزل الدم الخاثر من هذا الجيل الفاسد المفسد أوقفوا هؤلاء الحثالة الزهايمرية التي دمرت أي قيام لقومة وكلمة الحق وقد أفسدوا التعليم بالواسطات وحتى قيادة المركبات والرخص التي تصرف تحت عنوان (بوديلك واحد يفحص عنك…. مشيه…. دير بالك عليه… الخ
وهذه خيانة للرعية من غشها غش نفسه والناس والوطن وهذا لا يستحق هذه الثقة بعد أن يخون ولكنك تكتشف أن المجتمع يتغنى فيه وهو خائن ولا يقف على أصحاب المناصب بل وتطورت البعبعية لتصل لأهل الدين والترويج للبدعة والمفسدين فسعدنا ان تخلصنا من الخوارج واذا بها تنبت نبتة الفاسدين والمنحرفين عقديا ومنهجيا وفكريا وحتى على صعيد الثقافة يتصدرها ممن تمنح له القاب وشهادات ودروع ولم يشق طريقه في الإبداع والفن والأدب بل لأنه فلان ويعرف فلان واما الإبداع فهو زنيم ولد من دولة اوجدته لأنهم تبنت الإبداع لعدم وجود لها في التاريخ الذي يفخر به اهل التاريخ ليكون الطريق أشد حلكة وخطرًا وفسادًا وإفسادًا من ذي قبل وليخلف وراءه جيل مخنث لا لبس ولا هيبة حيل تطبق فيه (بع بع) او قل له بع لذلك يجب أن نعتصم جميعا لإيقاف هذا النزيف وخلق جيل واعي والتماسك والترابط فتهلك البعبعية ولا يكتب التاريخ أصغر منك قال لك (بع) ارسموا خارطة الطريق بعيدا عن المقدسات التي ضاعت بسبب جيل لا يعرف من الرجولة الا الاسم وارسموها بزنود جبارة غيورة توقف مهزلة هذا الجيل احيوا ما عليه الجيل الأول من العزة والنصر والتمكين لا تغركم حبة الشوكولاته المغطاة بورقة قصدير لا تغركم المناظر فعفوية القلوب والرضا بما اعز الله تجعلنا في قمم الناس والامم وإلا هلكنا والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين امين.

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة