إسرائيل متعطّشة وإيران مستعدّة..
الدكتور رشيد عبّاس
–
بقلم /الدكتور: رشيد عبّاس
يبدوا أن إرهاصات المعركة بين إسرائيل وإيران باتت تلوح بالأفق, ويبدوا أيضاً أن التعطش الإسرائيلي والاستعداد الإيراني للمعركة في تسارع مستمر, وأكثر من ذلك فإن وقت القنبلة الإسرائيلية الهرمة, والقنبلة الإيرانية المراهقة قد حان قطافها ,..ومعلوم لدى الجميع أن قرار المعركة من السهولة بمكان اتخاذه, في حين انه من الصعب أن يتوقع احد كيف يمكن انهائه, ثم أن خروج جماح هذه المعركة عن أطارها التقليدي سيؤدي بالمنطقة العربية وأطرافها لأن تكون تحت عطف مخلفات الذرة, أو تحت رحمة فتات اليورانيوم, ونتساءل هنا, كيف يمكن لأمريكا أن كان بمقدورها الدبلوماسي أن تطفئ عطش إسرائيل, وأن تمتص استعداد إيران؟
إسرائيل في الماضي وبعد كل عدد من السنوات المعينة كانت تخوض حرب تقليدية مع جيرانها العرب, وكانت نتائج هذه الحروب بالنسبة لها بكل صراحة تتأرجح بين الربح والخسارة في كل مرة, واليوم إسرائيل تتعطش لخوض معركة مع دولة غامضة السلاح لا يمكن ضمان نتائجها وربما يكون مبدأ الخسارة فيها هو الارجح, فالعدو الإيراني على حد تعبير الإسرائيليين غامض السلاح,..نعم إيران اليوم بين عظمة السلاح التقليدي وتواضع السلاح غير التقليدي, ثم أن لدى الإيرانيين تحالفات دولية بينها وبين كل من روسيا والصين وتركيا, لا احد يعرف طبيعته حتى اللحظة.
خطط إسرائيل التقليدية التي استخدمتها في حروبها السابقة مع جيرانها العرب وعلى مدار عقدين من الزمن ربما تكون غير ناجعة في معركتها القادمة مع إيران لأسباب عسكرية يعرفها القادة الميدانيين, فالعرب للأسف الشديد لم يكونوا يوما من الايام على استعداد تام للمعارك التي خاضوها مع الإسرائيليين في ذلك الوقت, في حين أن الإيرانيين بغض النظر عن الموقف اتجاهها مع أو ضد لديهم استعداد غير تقليدي كامل لخوض المعركة مع الإسرائيليين وربما يكون هذا الاستعداد أبعد من كونها معركة تقليدية.
والسؤال الأكثر حساسية اليوم هو كيف تراهن إسرائيل على دور أهم حليف لها وهي أمريكا- بايدن في حروبها القادمة؟ في الوقت الذي تنشغل فيه أمريكا اليوم بشؤونها الداخلية كالانقسام الداخلي والاقتصاد وفيروس كورونا, فضلاً عن حساسية الموقف الخلافي المتزايد بين روسيا وأمريكا.
تعطّش إسرائيل في هذا الصيف قد يخدم إيران بطريقة غير مباشرة من حيث تحررها من عزلتها الدولية, أو جذب تحالفات أخرى جديدة تضاف إلى تحالفها مع كل من روسيا والصين وتركيا,..نعم إرهاصات المعركة بين إسرائيل وإيران هي إرهاصات غير تقليدية, يلزمها خطط غير تقليدية, ويلزمها فضاءات غير تقليدية, ويلزمها سلاح غير تقليدي وان حصلت لا قدر الله مثل هذه المعركة ستكون نتائجها بكل تأكيد غير تقليدية, وستؤدي إلى حرب أو إلى مجموعة معارك في المنطقة ستكون بالوكالة بين روسيا وأمريكا حيث اتساع دوائرها ومناطقها الجغرافية.
وبعد,
روسيا وأمريكا معنيتان بعد إزالة الخلافات بينهما بوقف فتيل المعركة القادمة والتي لا يتمناها احد بين كل من إيران وإسرائيل..