بتراجع الإنتاج 50 %.. الخسائر تلاحق مزارعي الزيتون بالكرك

الكرك – رغم مضىي قرابة الشهر منذ الإعلان عن بدء موسم قطاف وعصر ثمار الزيتون بمحافظة الكرك، لا تزال المعاصر تعمل ضمن الحد الأدنى من طاقتها التشغيلية بواقع خط إنتاج واحد يكفي لكميات الزيتون المتواضعة، في حالة تتكرر للموسم الثاني على التوالي وتضع المزارعين في مواجهة توالي الخسائر.
تدني الإنتاج كان أمرا متوقعا قبل بدء الموسم، بسبب ما تمر به محافظة الكرك ومنذ سنوات من حالة جفاف لتدني معدلات الهطل المطري.
هذا الوضع لا يتناسب وتعويل العديد من المزارعين وأصحاب معاصر بالكرك على موسم الزيتون كأحد مواسم الدخل السنوي، إذ أن عددا من الأسر تنتظر مردود الموسم لتأمين جزء كبير من احتياجاتها المعيشية.
يقول اصحاب معاصر زيتون بالكرك، إن خطوط الانتاج لا تعمل باستثناء خط واحد فقط ولفترة بسيطة خلال النهار وبكميات قليلة من الزيتون، خلافا للسنوات السابقة التي كانت تشهد بداية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الانطلاقة الفعلية لعصر الزيتون.
وتشهد معاصر الزيتون إقبالا متواضعا من المزارعين خلال الفترة الحالية، وانخفاضا في كميات الزيتون الموردة، في وقت لا تزال الآمال معلقة على تحسن طفيف خلال الأيام المقبلة خاصة وأن هناك ثمارا لم تقطف بعد بانتظار نضوجها بالكامل من اجل الحصول على أعلى نسبة زيت منها.
وكان وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، أعلن قبل شهر عن انطلاق موسم عصر الزيتون بمحافظة الكرك وافتتح معصرة الربة الجديدة بلواء القصر، مؤكدا أن زراعـة الزيتـون فـي الأردن تشهد تطـوراً مستمراً، إذ بلغـت المساحات المزروعـة 570 ألـف دونـم، بعدد أشجار يقدر بنحو 11 مليـون شـجرة زيتون.
ويؤكد صاحب معصرة ببلدة الربة شمالي محافظة الكرك المهندس نضال السماعين أن استقبال المعاصر للزيتون ما زال ضعيفا حتى الآن، رغم افتتاح المعاصر منذ منتصف الشهر الماضي، مشددا على أن أغلب المعاصر لم تشغل سوى خط واحد للانتاج بسبب قلة كميات الزيتون الموردة للمعصرة.
واضاف أن ضعف الانتاج كان متوقعا منذ البداية، بسبب ضعف الامطار الموسم الماضي اضافة إلى إصابة أشجار الزيتون بالأمراض، موضحا أن المشكلة تكمن في أن كميات الزيتون قليلة لدى المزارعين اضافة إلى ضعف نسبة الزيت المنتج من عملية العصر، وهو الأمر الذي يعاني منه غالبية المزارعين.
وقال مشرف أحد المعاصر شرقي مدينة الكرك ايمن الضمور إن الموسم ما زال ضعيفا بشكل كبير وكميات الزيتون الواردة إلى المعصرة قليلة، مشيرا إلى أن أعدادا بسيطة من المزارعين يحضرون ثمارهم للمعصرة لعصرها.
وأشار إلى أن هذه الكميات التي ترد للمعصرة قليلة قياسا للمواسم السابقة، إضافة إلى أن جودة الثمار ليست مشابهة لمواصفات الزيتون بالمواسم السابقة، مؤكدا أن بعض المناطق بالمحافظة بدأ مزارعوها منذ مدة بقطاف وإحضار ثمار الزيتون للمعاصر غير أن كمياتها قليلة ولا تحتاج لأكثر من خط إنتاج واحد بالمعصرة
وقال المزارع أحمد النعيمات من مزارعي وادي العينا جنوبي محافظة الكرك إن كميات الزيتون التي يتم قطافها الموسم الحالي ليست بذات الجودة المعهودة في المواسم السابقة، اضافة إلى أن الكميات قليلة جدا، مشيرا الى ان المزارعين يتعرضون لموسم آخر من الخسائر نتيجة تدني كمية وجودة الإنتاج.
واضاف ان عدم الحصول على مردود مقبول من موسم الزيتون يفرض تحديا كبيرا على المزارعين في استمرار عملية العناية بالأشجار والتي تحتاج الى تكاليف باهظة.
وبين أن هناك مشكلة إضافية تسهم في ضعف الانتاج وهي أن ثمار الزيتون حتى هذا الوقت لم تنضج تماما، ولم يتم قطاف كامل الثمار من قبل المزارعين.
ويؤكد مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة، أن محافظة الكرك تضم حوالي ست معاصر زيتون منتشرة في جميع المناطق، وتخضع للرقابة الدائمة من قبل الكوادر الفنية في مديرية الزراعة، حرصا على سلامة المنتج وحقوق المزارعين والمواطنين بالحصول على زيت جيد وسليم.
واضاف أن لجنة من الفنيين المختصين من المديرية تقوم بإجراء الفحص الميداني على معاصر الزيتون، للتأكد من جاهزيتها ونظافتها، لضمان جودة الزيت المستخرج منها، وإجراء الفحوصات المخبرية يوميا للزيت المستخرج من جميع المعاصر في المحافظة.
وبين أن من المتوقع أن يكون الموسم الحالي مثل سابقه، من حيث انخفاض كميات الإنتاج عن الوضع الطبيعي بالمحافظة والمقدر سنويا بحوالي 12 ألف طن، لافتا إلى أن الموسم الحالي يشهد ضعف أحمال الأشجار وخصوصا في المناطق البعلية، عازيا سبب ذلك إلى ضعف الموسم المطري من المعدل السنوي للمحافظة، إضافة إلى تأثر الأشجار في المناطق البعلية بالآفات الزراعية وخصوصا ذبابة الزيتون.
وأشار إلى أن تقديرات المديرية لكميات الزيتون للموسم الحالي لا تتجاوز 6 آلاف طن فقط، منها كميات كبيرة للعصر، يتوقع أن تنتج حوالي 800 طن من الزيت، لافتا إلى أن المساحات المزروعة بالزيتون في الكرك تقدر بنحو 55 ألف دونم، بينها مساحات مروية وأخرى بعلية، مشيرا إلى أن هناك مساحات أخرى قيد الإنتاج خلال السنوات المقبلة، والتي ستعمل على زيادة الإنتاج السنوي من الزيتون والزيت.

هشال العضايلة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة