بعد زوال عذر الممانعة.. مخاوف من ترخيص كسارة جديدة بصمد إربد
إربد -يتخوف سكان في بلدة صمد بلواء المزار الشمالي من موافقة الجهات المعنية على ترخيص كسارة جديدة حال جدد أحد المستثمرين طلب ترخيص كان قد رفض سابقا بسبب قرب الكسارة من أرض مملوكة لخزينة الدولة كانت تضم عشرات الأشجار الحرجية قبل أن تتعرض للتقطيع قبل نحو عام.
وحسب سكان في المنطقة فإن الجهات المعنية رفضت في وقت سابق ترخيص كسارة بعد ممانعة وزارة الزراعة لوجود أشجار حرجية قريبة منها، إلا أن تلك الأشجار تعرضت لعمليات تقطيع في وقت سابق وتسبب بقطع ما يقارب 70 شجرة حرجية.
ووفق السكان، فإن الأشجار الحرجية كانت تقف عائق أمام ترخيص أي كسارة جديدة في المنطقة، مؤكدين أن ترخيص أي كسارة جديدة سيضاف إلى سلسلة المعاناة التي يعيشها السكان جراء وجود أكثر من كسارة بالبلدة.
وقال الدكتور مالك البدور من سكان البلدة إن المواطنين متخوفون من منح رخصة كسارات جديدة في المنطقة، مما ينذر بزحف الحفريات إلى الأراضي التابعة لخزينة الدولة وبالتالي قربها من الأراضي الزراعية ومنازل المواطنين التي باتت لا تبعد إلا كيلوات قليلة.
وأشار إلى أن تعديات كبيرة من الكسارات على أراضي الخزينة وقعت بالسابق، فيما تعمل الجهات المعنية على تغريم المخالفين بآلاف الدنانير، فيما تبقى المشكلة قائمة والتي تسبب باستمرار الإزعاجات والتلوث البيئي التي تحدثها تلك الكسارات.
ولفت إلى انه وقبل حوالي عام تعرضت عشرات الأشجار المعمرة في منطقة الكسارات من أراضي صمد لجريمة وصفها بـ “نكراء” من قبل مجهولين، قائلا إن التعديات على الثروة الحرجية تتم في ساعات متأخرة من الليل عن طريق قطع الأشجار بمنشار حطب وتركها جاثمة على الأرض دون أخذ غصن منها، مؤكدا انه خلال العامين الماضيين تم الاعتداء على أكثر من 30 شجرة حرجية في الموقع القريب من الكسارات.
وقال المختار بالبلدة سميح أبو دلو إن أهالي المنطقة لن يسمحوا بإقامة كسارة جديدة في منطقة البلدة التي أصبحت بؤرة تلوث، ودفع العديد من السكان إلى مغادرة البلدة وبيع أراضيهم لأصحاب الكسارات هربا من التلوث البيئي والتفجيارت التي أحدثت أضرارا كبيرة بمنازلهم.
وأكد أن ترخيص كسارة جديدة في المنطقة يعني استمرار معاناة المواطنين في البلدة وعدة بلدات أخرى، مشيرا إلى أن الأراضي التي تم التعدي على أشجارها الحرجية هي أراض مملوكة لخزينة الدولة وان أي تعدي عليها تكتفي الحكومة بتغريم المعتدي بمبلغ مالي دون إلزامه بإزالة التعدي.
وأشار إلى أن قسم الحراج في مديرية زراعة المزار الشمالي قام في عيد الشجرة بزراعة العديد من اشتال الواشنطونيا في نفس المنطقة وبعض هذه الغراس ناجحة، داعيا إلى أهمية زراعة الأشجار الحرجية للحفاظ على البيئة والحد من التلوث الناجم عن الكسارات.
وقال إنه وبعد مرور أقل من سنة على آخر عملية تعدي على الأشجار الحرجية والتي أتت على آخر شجرة معمرة من الأشجار التي كانت عائق أمام ترخيص كسارة جديدة ضمن أراضي قرية صمد وبعد إعادة تقديم طلب الترخيص لكسارة من جديد تقدم مجموعة من المواطنين من بلدات صمد والزعترة والرحمة بعريضة لمدير هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن ومدير زراعة لواء المزار الشمالي يناشدون ويلتمسون فيها عدم الموافقة على ترخيص أي كسارة جديدة ضمن أراضي قرية صمد.
وأشار الى الأضرار التي تلحق بهم نتيجة أعمال الكسارات حيث تعرضت وتتعرض بيوتهم للاهتزازات والتصدع وحدوث التشققات نتيجة أعمال التفجير ناهيك عن التأثيرات والمشاكل الصحية من ربو وأمراض تنفسية مختلفة نتيجة الغبار الناتج عن عمل الكسارات وعوادم خلاطات الاسفلت علاوة عن الأضرار التي لحقت وما تزال تلحق بمزارع الزيتون المجاورة للكسارات بالإضافة إلى الطرق الزراعية التي تدمرت بسبب استخدامها من قبل القلابات والآليات الثقيلة.
بدوره، قال مدير زراعة لواء المزار الشمالي المهندس احمد الخصاونة إنه ولغاية الآن لم يتقدم أحد للحصول على ترخيص كسارة جديدة في المنطقة، مؤكدا أن الزراعة عضو في لجنة منح التراخيص لأي كسارة ترخص من قبل هيئة تنظيم قطاع الطاقة.
وأشار إلى أن التعديات على الثروة الحرجية في الموقع القريب من الكسارات توقف منذ عام، لافتا إلى أن طوافي الحراج يقومون بجولات صباحية ومسائية على الأحراش في اللواء التي تقدر مساحتها بـ 15 ألف دونم مملوكة لخزينة الدولة.
بدوره، قال مدير بيئة إربد المهندس فوزي العكور إنه تم أخيرا قياس نسبة التفجييرات التي تحدثها الكسارات في المنطقة ووجدت أنها ضمن المعدل الطبيعي ولا يوجد لها أي تأثيرات، إضافة إلى انه تم تركيب أجهزة لقياس نسبة التلوث في المنطقة.
وأكد العكور أن التفجيرات التي تتم في موقع الكسارات تجر ضمن إشراف من مديرية الأمن العام ولجنة وهي ضمن أوقات محددة في اليوم وليس بشكل عشوائي.
بدوره، قال متصرف لواء المزار الشمالي الدكتور عمر الزيود إن حادثة تقطيع الاشجار التي تمت العام الماضي تم تحويلها الى المركز الأمني للتحقيق بها، الا انه لم يتم التوصل الى الفاعل وخصوصا وان عمليات التقطيع كانت تتم في ساعات متأخرة من الليل.
وأكد الزيود أن المتصرفية ستوصي في حال تم استشارتها بمنح تراخيص جديدة بعدم الموافقة نظرا للامتداد العمراني الذي تشهده المنطقة وتأثيرات الكسارات على المواطنين.
وأشار إلى أن الجهات المعنية قامت اخيرا بزراعة العديد من الأشجار الحرجية بدلا عن الاشجار التي تم تقطيعها، مؤكدا ان المتصرفية وبالتعاون مع الجهات المعنية شددت من اجراءات الرقابة على الاشجار الحرجية لمنع تقطيعها.
وأوضح الزيود ان المتصرفية ليست عضوا في لجان منح التراخيص ومهمتها متابعة الشكاوى المتعلقة بعمل الكسارات والزام أصحابها بالالتزام بالاشتراطات الصحية والسلامة العامة.
احمد التميمي/ الغد
التعليقات مغلقة.