ماحص: مدرسة أساسية تعيش مأزق مبناها.. والحل متعثر
يناشد أولياء أمور طلبة وطالبات مدرسة رفيدة الأسلمية الأساسية المختلطة في منطقة ماحص بمحافظة البلقاء، وزارة التربية والتعليم، بإيجاد حل لما وصفوه بـ”غياب البيئة التعليمية والصحية الملائمة في مبنى المدرسة”، مشيرين إلى تعثر اعتماد قطعة أرض تصلح لإنشاء مبنى جديد للمدرسة المستأجرة منذ تأسيسها عام 2004، رغم طرح 4 عطاءات بشأن ذلك على مدى السنوات الماضية.
ووفق ما ذكر عدد من أولياء الأمور لـ”الغد”، فإن مبنى المدرسة قائم بالأساس على نظام شقق سكنية ليس ملائما لبيئة تعليمية، ومكون من طوابق بلا مصاعد، ما يرهق الطلبة والطالبات والمعلمات أيضا في صعود الأدراج ونزولها أكثر من مرة في اليوم الواحد، لافتين إلى أن المدرسة تضم طلبة من الصف الأول حتى الرابع.
وأضافوا، أن غالبية الصفوف وعددها 15، صغيرة وتشهد اكتظاظا في أعداد الطلبة بما لا يتناسب وحجمها، وقد يؤثر بالتالي على تركيز الطلبة ومستواهم، فضلا عن احتمالية تأثير ذلك صحيا بسبب ملاصقة الطلبة لبعضهم بعضا.
وتطرقوا كذلك، إلى أن دورات المياه وضعها “كارثي” وفيها مشكلة صرف صحي، ويتم في كثير من الأحيان إغلاق بعضها تجنبا لتفاقم الأمور، فيما تم بالفعل إغلاق 3 منها بشكل كامل لعدم صلاحية استخدامها، مؤكدين أن جميعها تحتاج إلى إعادة صيانة وتأهيل لتكون لائقة.
ساحة المدرسة أيضا، وفق أولياء الأمور، لا تستوعب جميع طلاب وطالبات المدرسة في الطابور الصباحي وعددهم نحو 400.
وطالب أولياء الأمور، بضرورة إيجاد حل يوفر لابنائهم بيئة تعليمية وتربوية مناسبة تراعي فئتهم العمرية وقدراتهم البدنية، مشيرين إلى أن مديرة المدرسة ومعلماتها وإدارياتها، يبذلن جهودا مضاعفة لتحسين واقع المدرسة رغم أن الكثير مما يقمن به ليس من مسؤولياتهن العملية المباشرة، بالإضافة للتميز الذي يتحلين به في مستوى التعليم ونوعيته بما ينعكس إيجابا على الطلبة.
وأشاروا بهذا الخصوص، إلى جهود يبذلها أيضا أبناء المجتمع المحلي، لتقديم ما يمكن تقديمه من مساعدات ودعم لتحسين وتطوير من واقع المدرسة على مختلف الأصعدة.
أم علي، وهي والدة طفلين في المدرسة، تؤكد أن اضطرار الطلبة لصعود ونزول الدرج أكثر من مرة خلال الدوام المدرسي، خصوصا إلى الطابق الرابع، يعد أمرا منهكا وشاقا لهم ويفوق قدراتهم الجسدية.
وأضافت، أن مشكلة الاكتظاظ أيضا، تعد أمرا مؤرقا كون غالبية الصفوف صغيرة ولا تتناسب وأعداد الطلبة فيها، حيث تكون المقاعد متلاصقة والطلبة متراصين، الأمر الذي قد يتسبب من وجهة نظرها بنشر العدوى في حال وجود طالب مريض بينهم.
أما أم محمد والدة إحدى الطالبات، فتقول إن المشكلة حسبما تم إبلاغ الأهالي، بعدم القدرة على إيجاد قطعة أرض مناسبة لإنشاء مدرسة عليها في منطقة ماحص، وأنه تم طرح عدد من العطاءات في الصحف الرسمية دون جدوى.
وقالت، إن “المبنى برمته غير ملائم لأن يكون مدرسة، فهو أنشئ ليكون عمارة سكنية”، مشيرة أيضا إلى تردي أوضاع دورات المياه واكتظاظ الصفوف، وضيق الساحة الرئيسية.
وأشارت أم محمد، إلى أن ما يخفف على الطلبة العناء، هو حجم الاهتمام والعطاء الكبير الذي تبذله إدارة المدرسة وكوادرها، في خلق بيئة تعليمية مناسبة رغم صعوبة ذلك، مؤكدة أن سمعة المدرسة التعليمية وتميزها في التدريس، يجعلها جاذبة، الأمر الذي يستعدي ضرورة إنشاء مبنى جديد لها يتسع لمزيد من الطلبة، ويكون مهيئا بالكامل.
من جهته، أكد مصدر في مديرية تربية قصبة السلط، أن المديرية قامت قبل أشهر، بطرح إعلان طلب شراء قطعة أرض للمرة الرابعة لإنشاء مبنى لتلك المدرسة، وبشروط محددة هي أن تكون الأرض مستوية أو ذات ميول بسيط، وأن لا تقل مساحة الأرض عن 4 دونمات، وأن لا يقل طول أي ضلع من أضلاعها عن 60 مترا، وأخيرا أن لا تقع على شوارع رئيسة.
لكن المصدر أكد أنه رغم الإعلان للمرة الرابعة على مدى فترات، إلا أنه لم يتم التوصل إلى قطعة أرض مناسبة بعد، مشددا على أن المديرية تبدي اهتماما بالتوجه الساعي للتخلص من المباني المدرسية المستأجرة، بالعمل على بناء أخرى غيرها، وستواصل جهدها بهذا الخصوص لإيجاد حل جذري يتعلق بمدرسة رفيدة الأسلمية بماحص.
وقال المصدر، إن المديرية تتابع شؤون المدارس التابعة لها أول بأول، ويتم القيام بكل ما من شأنه حل أي مشكلات أو عقبات تواجه المدارس وفق الأولويات والإمكانات المتاحة.
محمد سمور-/ الغد
التعليقات مغلقة.