انتشار البسطات العشوائي بمعان.. مشكلة متفاقمة وحلول مؤجلة
مع استمرار غياب أي سوق شعبي في مدينة معان، تستمر ظاهرة انتشار البسطات العشوائية، والتعدي على الأرصفة وأجزاء من الطرق لعرض البضائع بأنواعها، في انتظار حلول وبدائل جذرية تحد من الظاهرة.
ويشير سكان المدينة، إلى أن الانتشار العشوائي لبسطات بيع الخضار والفواكه على جانبي الطرق والأرصفة، أصبح ظاهرة مقلقة جراء ما تسببه من إعاقة لحركة مرور المركبات في بعض المناطق، ولحركة التسوق، إضافة الى تسببها بحوادث سير خطرة.
وأكدوا أن القضاء على هذه الظاهرة بشكل جذري يكمن بتوفير أماكن مخصصة كالأسواق الشعبية، بحيث تكون مناسبة لعرض البضائع وقريبة من الزبائن، وفي الوقت ذاته، تكون بعيدة عن الأرصفة والطرق في الوسط التجاري الضيق بطبيعته.
على أن أصحاب البسطات، يؤكدون أن عرضهم البضاعة على جوانب الطرقات والأرصفة يعد الطريقة الوحيدة لعملهم وتصريف بضائعهم التي غالبا ما تكون من منتجات صغار المزارعين من الخضار والفواكه الموسمية، خاصة في ظل غياب البدائل الأخرى كالأسواق الشعبية، وكذلك عدم قدرة البعض منهم على دفع أجرة مكان مرخص لعرض تلك المنتجات لقلة الإمكانيات المادية.
وأضافوا، أن تزايد ظاهرة البسطات يعد إحدى تبعات جائحة كورونا، التي أسهمت بانتشار الأعمال الفردية كالبيع على الأرصفة والبسطات في الأسواق وأطراف الشوارع، وما يعيشه مجتمع المدينة، خاصة مع ارتفاع نسبة المتعطلين عن العمل، الذين يحاولون بمثل هذه الأعمال تغطية جزء من التزاماتهم المالية تجاه أسرهم، مشيرين إلى أن أصحاب البسطات يقدمون خدمة للمواطنين في ظل الظروف المادية الصعبة التي يعاني منها معظمهم؛ حيث يتوفر على البسطات بضاعة بأسعار متواضعة تقل بكثير عن الأسعار في المحال التجارية.
ويقول صاحب إحدى البسطات الذي طلب عدم نشر اسمه، ويتخذ من الرصيف مكانا لعرض بعض أصناف من الخضار والفواكه، إنه يلجأ لعرض بضاعته بهذه الطريقة، لعدم قدرته على دفع أجرة محل تجاري مخصص لذلك، فهو بالكاد يحصل على دخل متواضع له ولأسرته، داعيا الجهات المعنية إلى توفير الأسواق الشعبية حتى يتمكن أصحاب البسطات من عرض بضائعهم للمواطنين.
ويرى المواطن عبد الله القرامسة، أن المجالس البلدية المتعاقبة لم تجد حلولا بديلة لأصحاب البسطات والباعة المتجولين حتى اليوم، مؤكدا أن الإسراع بتوفير موقع دائم ومؤهل وسط معان هو الحل الجذري لتجاوز ظاهرة البسطات، بحيث يكون بعيدا عن الطرق التي تشهد اختناقات مرورية تفاقمها تلك البسطات التي تحتل مساحات من الطرق والأرصفة، وتشهد اصطفاف المركبات التي تبيع الخضار لدرجة مضايقة المارة وأصحاب المركبات التي لا يجد أصحابها أماكن للتوقف.
ويقول أشرف كريشان، إن إنشاء سوق شعبي سيكون ملاذا للعديد من المواطنين في المدينة، ويسهم في التخفيف من ارتفاع الأسعار واحتكارها من قبل بعض أصحاب المحلات التجارية، إلى جانب إشاعة التنافس بين أصحاب البسطات، بما يجعل الأسعار مكشوفة وفي متناول الجميع، وبالتالي يعيد جميع الأسعار الى مستواها الطبيعي، فضلا عن إسهامه في تنظيم عمليات البيع، بعيدا عن زحام وأزمات الشارع الرئيس وسط المدينة، من خلال توفير مكان موحد لعرض الخضار والفواكه وغيرها من المواد والمنتجات التجارية الأخرى، وتسويقها أسوة بمحافظات أخرى، وبما يلبي احتياجات المواطنين ويسهل عليهم الوصول إلى سوق تلائم أسعاره ذوي الدخل المحدود.
إلى ذلك، أكد مصدر رسمي في بلدية معان الكبرى، أن البلدية تعتزم إيجاد سوق شعبي نموذجي لأصحاب البسطات والعربات المتنقلة بمدينة معان في المستقبل القريب، من خلال دراسة استغلال مجمع السفريات القديم المملوك للبلدية، بعد أن تم تفريغ المجمع من السيارات العمومية ونقلها إلى مجمع السفريات النموذجي الجديد الذي جرى تشغيله كمركز انطلاق للسفريات الداخلية والخارجية مؤخرا، بما يسهم في تجميع جميع أصحاب البسطات في مكان واحد، وتحت إشراف ورقابة البلدية.
وأشار المصدر، إلى أن مجمع السفريات القديم يحتوي على بنية تحتية من ساحات ومبان مؤهلة، وهو قريب من الوسط التجاري، وتتطلع البلدية إلى إقامة سوق شعبي متكامل الخدمات، من شأنه التخلص بشكل جذري ونهائي من مشكلة انتشار البسطات داخل الوسط التجاري، التي تعيق الحركة المروية، وبما يعيد تنظيمها بشكل حضاري وجمالي.
وبين أن البلدية تنظر إلى البسطات والعربات المتنقلة كجزء من نشاط اقتصادي غير منظم، وهي ظاهرة موجودة منذ نشوء الوسط التجاري في معان، مؤكدا أنه من غير المقبول، استنادا لواجبات البلدية بتنظيم الأسواق، أن تحتل هذه البسطات الأرصفة والشوارع العامة التي تعد حقا للمارة والمركبات، فضلا عن تأثيرها السلبي على التجار الذين يترتب عليهم عبء ومصاريف إضافية لقاء موقعهم الثابت، لافتا إلى أن القضية يجب أن تعالج مع أصحاب البسطات من زاوية اقتصادية تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والإنسانية لأصحابها.
حسين كريشان/ الغد
التعليقات مغلقة.