احتجاجات إيران مستمرة.. والأمن يطلق النار في زاهدان
دبي- مع استمرار الاحتجاجات في إيران منذ وفاة الشابة الكردية، مهسا أميني، في 16 أيلول (سبتمبر) الماضي، أطلقت قوات الأمن النار، أمس، نحو متظاهرين في مدينة زاهدان؛ مركز محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي البلاد، وفق “إيران إنترناشيونال”.
كما انطلقت تظاهرات في مدينة تشابهار بالمحافظة، حيث ردد المحتجون هتافات مناوئة للمرشد علي خامنئي.
تشكيل لجنة تقصي الحقائق
يذكر أن مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، كان صوت، الخميس الماضي، بأعضائه الـ47، على تشكيل لجنة تقصي الحقائق بشأن إيران، والانتهاكات التي حصلت خلال الشهرين الماضيين بحق آلاف المتظاهرين.
وصوتت 25 دولة لصالح القرار، بينما تحفظت 16 دولة، وعارضت القرار 6 دول.
فيما نصت مسودة المشروع على تشكيل لجنة تقصي الحقائق وتوثيق الأدلة تحسباً لآلية المحاسبة.
وقف أعمال القتل
كما دعت السلطات الإيرانية إلى وقف أعمال القتل خارج القانون والإخفاءات القسرية والعنف الجنسي، بحق المحتجين والمتظاهرين.
كذلك حثت السلطات إلى وقف التحرش بعائلات ضحايا التظاهرات وضمان حقها في الوصول إلى الحقيقة، مشددة على ضرورة وقف إجراءات التمييز ضد النساء والفتيات في البلاد.
كذلك ارتفعت حدة الحراك مؤخراً في المناطق الكردية، من قبيل زاهدان وهمدان ومهاباد وبوكان وأشنوية إلى جانب المدن التركية خوي وتكاب في محافظة أذربيجان الغربية وغيرها. وشهدت مدن محافظة كردستان من قبيل سنندج وسقز ومريوان وديوان درة وكامياران، إضافة إلى مدن كردية أخرى في محافظتي كرمانشاه وعيلام، تظاهرات أيضاً.
بينما تصدت القوات الأمنية بشكل عنيف للمحتجين وأطلقت الرصاص الحي. وأفادت منظمة هرانا لنشطاء حقوق الإنسان في البلاد (HRA)، قبل أيام، بأن عدد قتلى الاحتجاجات ارتفع إلى 419 على أقل تقدير، بينهم 60 طفلاً، بعضهم لم يتجاوز الثماني سنوات.
وحذر عشرات الأطباء في البلاد من إطلاق الرصاص الحي.
ففي رسالة وجهها 140 اختصاصيا في طب العيون إلى جمعية طب العيون الإيرانية، أكدوا أن عددا كبيرا من المتظاهرين فقدوا إحدى العينين أو كلتيهما، بسبب إصابتهم برصاص الصيد خلال الاحتجاج.
كما طالب الأطباء بتحذير المسؤولين في البلاد من أضرار لا تعوض، تترتب على تلك الإصابات، بحسب ما أفادت شبكة “إيران إنترناشيونال”.
وكانت الأمم المتحدة حذرت، بدورها، أمس، من العنف الذي تمارس القوى الأمنية ضد المتظاهرين. وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن 14 ألف شخص اعتقلوا، منذ بدء الاحتجاجات، بينهم أطفال، فيما قتل أكثر من 300، ضمنهم 40 طفلا و20 امرأة. وشدد على أن هناك أزمة شاملة لحقوق الإنسان في إيران، بشكل عام، داعياً السلطات إلى وقف الاستخدام غير الضروري وغير المتناسب للقوة.
يذكر أنه منذ وفاة أميني، لم تهدأ التظاهرات في البلاد، فقد تحول الغضب إلى ما يشبه “الانتفاضة”من قبل الإيرانيين المستائين، من جميع طبقات المجتمع، ما شكل أحد أكثر التحديات جرأة للزعماء، ورجال الدين الذين يحكمون البلاد، منذ ثورة 1979 التي صعدت بهم إلى السلطة.
إلا أن حدة الحراك ارتفعت، مؤخراً، في المناطق الكردية، فيما ردت القوات الأمنية بإطلاق الرصاص الحي، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.