دونيتسك تشتعل.. والثلوج وانقطاعات الكهرباء تفاقمان معاناة سكان كييف
تستمر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أمس، حيث تقوم وحدات من الجيش الروسي بمحاولة بسط السيطرة وضرب مواقع تمركز القوات الأوكرانية، فيما تستمر كييف في مقاومة الدب الروسي ومحاولة استعادة أراضيها بمساعدة مادية وعسكرية من الغرب.
ووقع قصف أوكراني عنيف في وسط مدينة دونيتسك، فيما أفاد حاكم دنيبربتروفسك بأن صواريخ روسية أصابت البنية التحتية للنقل وأحدثت دمارا كبيرا. يأتي ذلك فيما أعلنت أوكرانيا استعادة نحو 80 % من محطات الكهرباء بعد تعطلها بسبب القصف الروسي.
هذا وتساقطت الثلوج بغزارة في العاصمة الأوكرانية كييف، مصاحبة بانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، بينما لا يزال ملايين الأشخاص يعيشون في المدينة والمناطق المحيطة بها بلا كهرباء وتدفئة.
وفي آخر التطورات الميدانية، تدور معارك عنيفة بمحور دونيتسك – خاركيف بعد صد القوات الروسية هجمات أوكرانية، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية تحييد مئات المسلحين البولنديين في معارك خاركيف بدونيتسك.
ولا تزال المياه معدومة في مقاطعة دونيتسك منذ بدء العملية العسكرية، حيث يقطعها الجيش الأوكراني عن المدنيين في دونيتسك من خلف مدينة سلافيانسك شمال المقاطعة، حيث نهر سيفردونيتس ومحطات التنقية. وتؤمن روسيا كميات من المياه التي يعتبرها المواطنون غير صالحة للشرب، وتضخ المياه ساعتين كل ثلاثة أيام، ولا تصل للبيوت لضعفها ويخرج الناس لنهل المياه من الشارع خلال الساعتين المخصصتين بعبوات بلاستيكية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير منصات لإطلاق صواريخ هيمارس أميركية الصنع في زابوريجيا.
يأتي ذلك فيما قالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا وأوكرانيا تحتفظان بقوات كبيرة في دونيتسك ولا تغييرات على الأرض، مؤكدة أن روسيا تعتبر القتال في بافليفكا مفتاحا للتقدم في كامل دونيتسك، وأنه من غير المرجح قدرة روسيا على تحقيق اختراق في دونيتسك قريبا.
ومع تساقط الثلوج في العاصمة كييف، قالت شركة “أوكرنرجو” لتشغيل شبكة الكهرباء، السبت، إن منتجي الكهرباء تمكنوا من تغطية ثلاثة أرباع احتياجات الاستهلاك فقط مما استلزم فرض قيود وانقطاع الكهرباء في جميع أنحاء البلاد.
وقال سيرغي كوفالينكو، كبير مسؤولي العمليات في شركة “ياسنو” التي تزود كييف بالطاقة إن الوضع في المدينة قد تحسن لكنه لا يزال “صعبا للغاية”.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن ستة ملايين شخص انقطعت عنهم الكهرباء يوم الجمعة بعد أحدث عمليات قصف روسية الأسبوع الماضي والذي ألحق أسوأ أضرار حتى الآن بأوكرانيا وأدى إلى ترك الملايين بلا كهرباء أو ماء أو تدفئة.
وأوضح زيلينسكي أن مهندسي الطاقة يواصلون استعادة نظام الطاقة ولا تزال القيود على الإمداد بالكهرباء موجودة في 15 منطقة من أوكرانيا، بما في ذلك كييف.
وتقول روسيا إنها لا تستهدف السكان المدنيين، بينما قال الكرملين إن هجمات موسكو على البنية التحتية للطاقة هي نتيجة لعدم استعداد كييف للتفاوض.
وانتقد زيلينسكي، الجمعة، رئيس بلدية كييف بسبب ما وصفه بسوء أدائه في إنشاء ملاجئ طارئة لمساعدة من يفتقرون للكهرباء والتدفئة بعد الهجمات الروسية وذلك في خلاف علني نادر بين زعماء أوكرانيا.
وقالت شركة “أوكرنرجو” إن انقطاع الكهرباء سيستمر وحثت على استخدام الكهرباء في حدود. وقالت في بيان على “تليغرام”: “نود أن نذكركم بأن كل أوكراني عادت الكهرباء لمنزله يمكن أن يساعد في إعادتها للآخرين بشكل أسرع وذلك ببساطة عن طريق الاقتصاد في استهلاك الكهرباء”.
ومن المتوقع استمرار تساقط الثلوج في كييف التي كان عدد سكانها 2.8 مليون نسمة قبل الحرب حتى منتصف الأسبوع بينما من المتوقع أن تظل درجات الحرارة تحت الصفر.
وميدانيا، قال قائد الشرطة الأوكرانية، السبت، إن ما لا يقل عن 32 شخصا في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا قتلوا جراء القصف الروسي منذ انسحاب القوات الموالية لموسكو قبل أسبوعين.
وأكملت القوات الروسية انسحابها من مدينة خيرسون في 11 تشرين الثاني(نوفمبر) بعد احتلال استمر قرابة تسعة أشهر. وتتمركز تلك القوات الآن على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو وتقصف المدينة من هناك من حين لآخر.
وقال مساعد كبير للرئيس في وقت سابق اليوم إن الكهرباء عادت في المدينة.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.