روسيا تجنح للتفاوض.. وواشنطن تدرس إمداد أوكرانيا بقذائف دقيقة
بينما رحبت الرئاسة الروسية أمس بعرض الفاتيكان لتوفير منصة تفاوضية لحل النزاع الأوكراني الروسي، قالت مصادر أميركية إن البنتاغون يدرس مقترحا لتزويد أوكرانيا بقذائف تحمل قنابل دقيقة يصل مداها لأكثر من 160 كيلومترا.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين “بالطبع، نرحب بهذه الإرادة السياسية”. لكنه استبعد حصول هذه الوساطة بسبب “مواقف كييف”.
وكرر البابا فرانشيسكو قبل 10 أيام أن الفاتيكان كان على استعداد لفعل أي شيء ممكن للتوسط في وضع حدّ للصراع بين روسيا وأوكرانيا.
إلى ذلك أكدت سلطات مدينة إنرغودار الموالية لروسيا أن محطة زاباروجيا النووية لا تزال تحت السيطرة الروسية وأنه لا صحة للأنباء التي تتحدث عن عزم القوات الروسية الانسحاب منها. بينما أعلنت الولايات المتحدة أنها تدرس مقترحا لتزويد أوكرانيا بأسلحة جديدة عالية الدقة.
وأضافت الإدارة المدعومة من روسيا على تطبيق المراسلة تليغرام أن “وسائل الإعلام تواصل نشر الأكاذيب بأن روسيا تنوي الانسحاب من إنرغودار ومغادرة المحطة، هذه المعلومات غير صحيحة”.
يأتي ذلك غداة تصريح رئيس شركة الطاقة النووية الأوكرانية التي تديرها الدولة، قال فيه إن هناك مؤشرات على أن القوات الروسية ربما تستعد لإخلاء المحطة المترامية الأطراف والتي سيطرت عليها في آذار (مارس) “بعد وقت قصير من غزوها”.
المصادر الأميركية قالت إن البنتاغون يدرس مقترحا من شركة “بوينغ” (Boeing) لتزويد أوكرانيا بقذائف تحمل قنابل دقيقة يصل مداها لأكثر من 160 كيلومترا، في الوقت الذي يبذل فيه الغرب جهودا حثيثة لتلبية الطلب على المزيد من الأسلحة.
وهذه القنابل دقيقة وصغيرة ورخيصة يتم تثبيتها على صواريخ متوفرة بكثرة، مما يسمح لكييف بتوجيه ضربات خلف الخطوط الروسية، ويمكن تسليم هذه القنابل في وقت مبكر من ربيع عام 2023.
وقالت المصادر إن المنظومة التي اقترحتها بوينغ والتي يطلق عليها اسم “قنبلة ذات قُطر صغير تطلق من الأرض” هي واحدة من حوالي 6 خطط لإنتاج ذخيرة جديدة لأوكرانيا وحلفاء واشنطن في أوروبا الشرقية.
وتَجمع المنظومة بين قنبلة “جي بي يو-39” (GBU-39) ذات القطر الصغير ومحرك الصواريخ “إم 26” (M26)، وكلاهما متوفر في مخزونات الولايات المتحدة.
وقال دوغ بوش كبير مشتري الأسلحة في الجيش الأميركي للصحفيين في البنتاغون الأسبوع الماضي إن الجيش يبحث أيضا التعجيل بإنتاج قذائف مدفعية من عيار 155 مليمترا والتي لا تُصنع سوى في المنشآت الحكومية، وذلك من خلال السماح للمتعاقدين العسكريين بإنتاجها، مشيرا إلى أن غزو روسيا لأوكرانيا أدى إلى زيادة الطلب على الأسلحة والذخائر الأميركية الصنع.
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنها قدمت لأوكرانيا صواريخ أرض-جو عالية الدقة من طراز “بريمستون-2″، كجزء من حزمة مساعداتها العسكرية لكييف، وقالت إن هذه الحزمة من المساعدات لعبت دورا حاسما في عرقلة التقدم الروسي.
في الأثناء، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مصادر أن الحرب في أوكرانيا أدت إلى تراكم طلبات أسلحة لتايوان بنحو 19 مليار دولار.
وقالت الصحيفة إن لجنة من الكونغرس الأميركي ذكرت في تقرير أن تحويل مخزونات السلاح لأوكرانيا وقضايا أخرى قوّض استعدادات تايوان لأي غزو.
كما أن الأسلحة التي لم تُسلّم لتايوان هي جزء من مشروع يهدف لرفع كلفة أي غزو صيني، وقد توقّع المسؤولون الأميركيون أن يحدث هذا الغزو بحلول عام 2026.
في غضون ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الشعب الأوكراني يحتاج إلى الاستعداد لشتاء طويل وصعب تتخلله هجمات روسية.
وأضاف زيلينسكي أن الجيش الروسي لن يتوقف عن إطلاق الصواريخ وأن روسيا تحاول استخدام الشتاء والبرد سلاحا ضد الناس وفق تعبيره.
وقال إن الجيش الأوكراني يستعد لمواجهة الهجمات بأفضل ما يمكن وعلى الأوكرانيين أن يستعدوا لمساعدة بعضهم خلال الشهور المقبلة.
وكان “يفهين ينين” النائب الأول لوزير الداخلية الأوكراني، قد ذكر أن حوالي 32 ألف هدف مدني، وأكثر من 700 من مرافق البنية التحتية الحيوية تضررت جراء الهجمات الروسية على الأراضي الأوكرانية.
ونقلت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية “يوكرينفورم” أمس عن ينين قوله -خلال لقاء تلفزيوني- إن نحو 520 منطقة سكنية تواجه حاليا مشاكل في إمدادات الطاقة بسبب الهجمات الروسية.
ميدانيا، أكد الجيش الأوكراني إصابة أكثر من 100 جندي روسي بجروح جراء قصف لمواقعهم في زاباروجيا.
وفي الأثناء، أفادت مراسلة الجزيرة في دونيتسك بأن قصفا صاروخيا استهدف شارع بوشكين وسط مدينة دونيتسك مما أدى لوقوع بعض الأضرار.
وكانت المدينة، قد تعرضت أمس الأحد لقصف أوكراني أدى لسقوط 3 قتلـى وعدد من الجرحى، وأصدرت السلطات تحذيرا للسكان دعتهم للبقاء في المنازل وعدم التجول في ظل استمرار تعرض المدينة للاستهداف.
كما أعلن حاكم دونيتسك الأوكراني، مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخر، جراء قصف مدفعي روسي على مدينة كوراخوفا جنوب مقاطعة دونيتسك، وأشار إلى أن القصف ألحق أضرارا بمبان في المدينة، متهما روسيا بتعمد استهداف المدنيين.
أما في لوغانسك فقد نشر الحاكم الأوكراني للإقليم صورا قال إنها لآليات روسية مدمرة على الطريق الواصل بين مدينتي “كوبيانسك” بمقاطعة خاركيف و”سفاتوفا” في لوغانسك.
وذكرت قيادة الأركان الأوكرانية أن قواتها صدت 5 محاولات روسية للتقدم في المقاطعتين. وذكرت مصادر عسكرية أوكرانية أن محور سوليدار، شمال شرق باخموت، والمحور الشرقي لمدينة أفديفكا، يشهدان معارك عنيفة، أسفرت عن سقوط عشرات من القوات الروسية بين قتيل وجريح.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.