البرامج الداعمة والمنح بعجلون.. بارقة أمل للحد من الفقر والبطالة
فيما تواصل جهات ومؤسسات وجمعيات داعمة، محلية وأجنبية، جهود تقديم الدعم المباشر وعقد البرامج لعدد من المستفيدين والفئات المستهدفة بعجلون، يزداد الاهتمام بضرورة ان تشكل هذه البرامج بصيص أمل للحد من الفقر والبطالة بين صفوف المتعطلين عن العمل.
هذا التوجه كان محط اهتمام مجلس المحافظة في مناقشاته لموازنة العام القادم، والذي اقترح أعضاؤه ضرورة أن يتم تخصيص القسم الأكبر من الموازنات المقبلة لغاية دعم المشاريع التشغيلية والتنموية.
يقول رئيس جمعية جبل عجلون الخيرية الزميل محمد القضاة في هذا الخصوص، إنه تم في مقر الجمعية توقيع اتفاقيات شملت 38 مستفيدا من أردنيين ولاجئين سوريين، وذلك ضمن مشروع “الاستثمار في المجترات الصغيرة وانتشال الأسر الريفية من الفقر” المنفذ من قبل مؤسسة نهر الاردن بإدارة وإشراف وزارة الزراعة وبتمويل من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية/ايفاد.
وبين أن المشروع يوفر منحا مالية لتنفيذ مشاريع إنتاجية مدرة للدخل وتوفير فرص عمل دائمة يطول تأثيرها على المستفيدين.
وأكد القضاة أن هذه البرامج والأنشطة تأتي في ظل تزايد أعداد الخريجين في المحافظة، وانضمامهم لصفوف المتعطلين عن العمل، وكذلك ندرة ومحدودية فرص العمل في القطاعين العام والخاص، ما يستدعي التركيز على المشاريع التنموية، وتوجيه الدعم وتأهيل الشباب والفتيات لتنفيذ مشاريعهم الخاصة.
وفيما تسعى جهات ومؤسسات مانحة وداعمة عدة، إلى توقيع اتفاقيات لتنفيذ مشاريع تنموية، وعقد دورات تدريبية في المحافظة، يؤكد القائمون عليها أنها تهدف إلى إحداث نقلة تنموية تتيح للفتيات والشباب المتعطلين عن العمل تنفيذ مشاريعهم الخاصة التي تتلاءم وخصوصية المحافظة السياحية والزراعية.
وكانت المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية (جيدكو)، وقعت بالتعاون مع مؤسسة نهر الأردن والمركز الوطني للبحوث الزراعية، مؤخرا، اتفاقيات لتأسيس 42 مشروعا رياديا وإنتاجيا زراعيا في محافظة عجلون، وذلك ضمن مشروع “التنمية الاقتصادية الريفية والتشغيل” والممول من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، بالشراكة مع الحكومة الهولندية، وعبر نافذة دعم وتطوير سلسلة القيمة ونماذج الأعمال الريادية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وأكد محافظ عجلون قبلان الشريف حينها، أهمية تنفيذ مثل هذه المشاريع في المحافظة لتعزيز التنمية المستدامة، والحد من الفقر والبطالة، من خلال توفير فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي في هذه المشاريع، مشيدا بجهود الجهات الداعمة لإقامة ومساندة أصحاب المشاريع الزراعية الصغيرة، ومنها مؤسستا “جيدكو” ونهر الأردن.
وأكد رئيس مجلس المحافظة عمر المومني أنه جرى خلال مناقشة موازنة مجلس محافظة عجلون للعام المقبل، التركيز على قضايا الفقر والبطالة والشباب وضرورة تخصيص مبالغ جيدة من موازنة المجلس لصالح توفير بيئة ملائمة وداعمة لإقامة مشاريع تنموية في المحافظة من شأنها توفير فرص عمل لشباب وشابات المحافظة والاستفادة من ميزات المحافظة وخصوصيتها الزراعية والسياحية الفريدة من نوعها.
وبين مستشار المدير التنفيذي في مؤسسة “جيدكو” الدكتور صالح الغنانيم، أن عجلون تتميز بطابعها السياحي والزراعي، موضحا أن توقيع الاتفاقيات يأتي ضمن أنشطة مشروع التنمية الاقتصادية الريفية والتشغيل الذي تنفذه المؤسسة، لافتا إلى أن عجلون حصلت على 42 منحة، منها 5 ريادية، و37 منحة إنتاجية، شملت 95 مستفيدا منهم 72 سيدة.
وأشار مدير البرامج في مؤسسة نهر الأردن الدكتور محمد الحوراني، إلى أن توقيع الاتفاقيات يهدف إلى تمكين المجتمع المحلي، ودعم الواقع الاقتصادي للشباب والسيدات، وتعزيز فرص نجاح المشاريع واستدامتها، لافتا إلى أنه سيجري تنظيم جولات على أصحاب المشاريع للاطلاع عليها ورصدها ورصد قصص النجاح المسجلة.
كما نظم مشروع لجان الدعم المجتمعي (لجنة عجلون) المنفذ من قبل الصندوق الأردني الهاشمي، ورشة عمل حول تعبئة وتغليف المنتجات الغذائية لسيدات من المجتمع المحلي في المحافظة.
وهدفت الورشة الى تدريب السيدات اللواتي لديهن خبرات إنتاجية أو حرفية صغيرة على التسويق وأساسيات التعبئة والتغليف لمنتوجاتهن بهدف تمكين المرأة اقتصاديا وتعزيز الدمج الاجتماعي لها في المحافظة، وتحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة في عجلون كإحدى سبل العيش من خلال تدريبها على مختلف الحرف والمهن التي تدر الدخل لأسرهن.
وأكد مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، أهمية عقد مثل هذه الورش التدريبية التشاركية في مجال التصنيع وحفظ الغذاء وتغليفه وتعبئته بطرق سليمة وحديثة، ما يسهم في التسويق الجيد.
ويؤكد رئيس بلدية عجلون الكبرى حمزة الزغول، أهمية تعزيز التشاركية والتعاون مع الجهات الداعمة والمانحة لتنمية المحافظة ومحاولة الحد من قضايا الفقر فيها وتشغيل الفتيات والشباب المتعطلين عن العمل.
وأكد أن البلدية تتعاون مع مشروع “مدد 2” (المبادرة النسوية الأورومتوسطية) لتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين بالشراكة مع مركز تطوير الأعمال، بهدف تعزيز التشاركية والتعاون مع المؤسسات والجهات المانحة والمراكز المعنية بتشغيل الفتيات كمركز تطوير الأعمال الذي يسعى إلى خلق مشاريع تنموية من شأنها الحد من مشكلتي الفقر والبطالة، داعيا الجهات الداعمة إلى تقديم منح لإقامة مشاريع تنموية وابتكارية تسهم في تحسين دخل الأسر بعد تقديم جدوى اقتصادية لتلك المشاريع.
يشار إلى أن مشروع “مدد 2″، يسعى لتدريب 400 مشاركة من سيدات المجتمع المحلي في عجلون بهدف إكسابهن المعرفة والمهارات وتطوير الذات.
ويسعى المشروع بالتعاون مع بلدية عجلون الكبرى لتأمين مبنى ليكون مقرا لتنفيذ الأنشطة المجتمعية، بحيث يتم تخصيصه ليكون حاضنة لكل ما يتعلق بشأن تمكين المرأة ومركز معلومات متكاملا لبناء وتطوير قدرات السيدات من أجل إدماجهن بسوق العمل وإقامة مشاريع تنموية صغيره تسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بهدف تحسين دخل الأسر.
مركز تطوير الأعمال، وفق مديره غالب حجازي، أكد أنه يسعى لتعزيز مفهوم الريادة والابداع بغية خلق مشاريع تنموية تسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف القطاعات، مشيرا الى ضرورة المسح الميداني لدراسة احتياجات المجتمعات المحلية الذي يأتي ضمن الخطة الشمولية لتنفيذ العديد من المشاريع في المحافظة.
وأكد مدير مشروع الخدمات والتكيف الاجتماعي في وزارة الإدارة المحلية المهندس توفيق خواطرة، أن المشروع قدم لعجلون خلال السنوات الماضية الكثير من الدعم بهدف خلق فرص عمل دائمة لأبناء المحافظة المتعطلين عن العمل بغية المساهمة في الحد من مشكلتي الفقر والبطالة ولإكساب البلديات الخبرة في إقامة مشاريع وتعزيز دورها التنموي في المحافظة، مشيرا الى استعداد الوزارة لتقديم المزيد من الدعم اللازم للبلديات لتنفيذ مشاريع استثمارية من خلال منح وقروض في حال تقديم جدوى اقتصادية لهذه المشاريع.
عامر خطاطبة/ الغد
التعليقات مغلقة.