أوكرانيا: انقطاع كامل للكهرباء عن خيرسون.. وروسيا تصعد هجماتها
قالت السلطات الأوكرانية إن الكهرباء انقطعت بشكل كامل امس (الأربعاء) عن مدينة خيرسون (جنوب) التي استعادتها كييف قبل أسابيع وذلك جراء قصف روسي شديد على البنية التحتية الأساسية، في حين استبعدت الاستخبارات العسكرية البريطانية أن تشن القوات الروسية هجوما على الشمال الأوكراني من بيلاروسيا.
وقال حاكم خيرسون، ياروسلاف يانوشيفيتش، عبر حسابه على تليغرام إن القصف الروسي القوي مستمر على البنية التحتية الأساسية بأحد أحياء مدينة خيرسون التي استعادتها القوات الأوكرانية الشهر الماضي، وهي العاصمة الإقليمية الوحيدة في أوكرانيا التي سيطرت عليها موسكو في أوائل الحرب على أوكرانيا المستمرة منذ 24 شباط (فبراير) الماضي.
وكانت السلطات الأوكرانية قالت في وقت سابق، امس، إن 3 مدنيين قتلوا وأصيب آخرون جراء القصف الروسي، وقال مراسل الجزيرة في المنطقة إن القصف الروسي على مدينة خيرسون وقرى ومناطق خط التماس مستمر، خصوصا على ضفتي نهر دنيبرو.
ومقاطعة خيرسون محاذية لمنطقة شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا منذ عام 2014.
ونشر وكالة ريا نوفوستي الروسية -عبر تليغرام- مقطع فيديو قالت إنه تصوير جوي للحظة تدمير القوات الروسية محطة رادار أوكرانية عبر مسيّرة انتحارية في منطقة خيرسون.
وذكر الجيش الأوكراني أن القوات الروسية نفذت خلال الساعات الماضية 39 غارة جوية على البنية التحتية الأوكرانية، إضافة إلى 61 هجوما من أنظمة صاروخية.
وفي مقاطعة دونيتسك (شرق)، قالت السلطات المحلية الموالية لروسيا إن 5 أشخاص قتلوا وأصيب 5 آخرون في قصف أوكراني استهدف مناطق في المقاطعة خلال الساعات الماضية.
وأضافت السلطات الموالية لروسيا أن مدينة دونيتسك تعرضت -صباح أمس الخميس- لقصف أوكراني هو الأعنف منذ عام 2014، مشيرة إلى أن 40 صاروخا من راجمات “غراد” استهدفت 3 مجمعات سكنية وسط المدينة، كما استهدف القصف كاتدرائية المدينة.
الشمال الأوكراني
قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية امس، في تقييمها اليومي للحرب الأوكرانية، إنه من غير المرجح شن هجوم روسي على شمال أوكرانيا انطلاقا من بيلاروسيا حليفة روسيا.
وأضافت الاستخبارات أنها لا تعتقد حاليا ان القوات البيلاروسية والوحدات الروسية يمكن أن تشكل قوة قادرة على شن هجوم بنجاح.
وكانت موسكو قد نشرت مؤخرا المزيد من جنود الاحتياط في بيلاروسيا، وتفقدت الاستعداد القتالي لقواتها قبل أيام قليلة.
وتصاعدت التكهنات حول احتمال دخول مينسك الحرب إلى جانب موسكو، غير أن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو نفي عدة مرات نية بلاده التورط في الحرب، ولكن في الوقت نفسه كثفت بيلاروسيا تعاونها العسكري مع روسيا، إذ أعلن الرئيس لوكاشينكو إنشاء وحدة عسكرية مشتركة مع روسيا في تشرين الأول ( أكتوبر) 2022.
وفي بداية الحرب، غزت وحدات روسية أوكرانيا من الأراضي البيلاروسية، كما سمحت مينسك بإطلاق الصواريخ الروسية من أراضيها لضرب أهداف داخل الأراضي الأوكرانية.
قنابل ذكية
نقلت صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس جو بايدن تخطط لتزويد أوكرانيا بمعدات إلكترونية قادرة على تحويل الذخائر الجوية غير الموجهة إلى قنابل ذكية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة بايدن تعتزم إرسال معدات إلكترونية متقدمة إلى كييف لتحويل ذخائر جوية غير موجهة إلى قنابل ذكية قادرة على قصف مواقع للقوات الروسية بدقة عالية.
وأضافت واشنطن بوست أن المعدات المتطورة تتضمن وضع تجهيزات لتحديد الموقع الجغرافي عبر الأقمار الصناعية بهدف تحقيق الدقة في الإصابة، وهي معدات يمكن وضعها في عدة أسلحة، منها الطائرات الحربية والطائرات القاذفة.
ولا يُعرف لحد الساعة إذا كان الرئيس الأميركي أو أي من كبار مستشاريه للأمن القومي قد وافقوا على إمداد أوكرانيا بهذه المعدات الإلكترونية المتقدمة.
ضغوط على غوتيريش
من جهة أخرى، نقل موقع “أكسيوس” (Axios) عن مصادر أن هناك ضغوطا غربية على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لنشر مفتشين في أوكرانيا، للتحقق من استخدام روسيا لمسيّرات إيرانية الصنع في هجماتها على كييف ومدن أخرى، في وقت ترفض فيه روسيا أي تحرك لمجلس الأمن في هذا الاتجاه.
وأورد الموقع الأميركي أن هذه التطورات تتزامن مع قرب إصدار تقرير أممي خاص بتقييم مدى امتثال إيران للاتفاق النووي المبرم عام 2015، ولكن مع خلوّه من أي إشارات أو اتهامات لطهران بتزويد موسكو بمسيَّرات تُستخدم في الحرب بأوكرانيا.
وحسب الموقع نفسه، فإن التقرير المقبل لمجلس الأمن بشأن تطبيق الاتفاق النووي -الذي حصل أكسيوس على نسخة منه- يذكر أن غوتيريش استلم رسائل عدة من ممثلين عن الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وأوكرانيا، يطالبونه فيها بأن تحقق الأمم المتحدة في مزاعم تزويد إيران روسيا بطائرات مسيرة، على أساس أن في ذلك انتهاكا لقرار مجلس الأمن الذي أقر الاتفاق النووي.
في المقابل، بعث مندوبا روسيا وإيران لدى الأمم المتحدة رسائل إلى الأمين العام الأممي يرفضان فيها ادعاءات الدول الغربية بشأن تزويد طهران لموسكو بالمسيرات، وتشدد الرسائل على أنه حتى في حال فعلت إيران ذلك، فإن الأمر لا يعد خرقا للاتفاق
النووي الإيراني.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.