موجة الحر تلحق أضرارا بمزارع الحمضيات والعنب وتتسبب بذبولها
تسببت موجة الحر التى شهدتها المملكة مؤخرا ووصلت في مناطق الغور الشمالي الى 42 درجة مئوية، أضراراً بالمزروعات الخضرية في وادي الأردن، وخاصة اشجار الحمضيات والعنب، التي تعرضت أوراقها للذبول والجفاف، في وقت لم تساعد فيه كميات مياه الري الضعيفة التي تضخها سلطة وادي الاردن على إنقاذها.
وبين عدد من المزارعين، ان كميات المياه المسالة لمزارعهم في الوقت الحالي، غير كافية لمواجهة الارتفاع المستمر في درجات الحرارة، فيما طالب البعض منهم بعمل الصيانة اللازمة للمضخات المتعطلة، لضمان وصول المياه لجميع الوحدات الزراعية دون استثناء.
ويؤكد العديد من المزارعين، ان تعطل المضخات الزراعية يحرم عشرات المزارعين من وصول المياة لمزارعهم مما يسبب لهم ذلك خسائر مالية في ظل الخسائر المتلاحقة مع جائحة كورونا، مطالبين من السلطة بالعمل على تفقد المضخات، وخصوصا في منطقتي الزمالية والشيخ حسين، إضافة الى زيادة ساعات الضخ لضمان استمرارية العمل الزراعي في وادي الأردن.
ويؤكد المزارع محمد الدبيس، أن معظم المزروعات الخضرية المكشوفة ستتعرض للذبول، في حال استمرار شح المياه كما هو الحال في الوضع الحالي، ما سيعجل في تلفها وانتهاء موسمها.
ويشير الى ان الضرر الأكبر كان في مزارع الحمضيات، وخصوصا الأشجار الصغيرة وورق العنب التي ظهرت عليها علامات الاحتراق، موضحا أن الزراعات الجديدة كانت الاكثر ضررا، ما كبد المزارعين خسائر.
وأكد ان موسم العنب في الوقت الحالي يشكل أهمية زراعية واقتصادية للعديد من المزارعين، لا اعتمادهم عليه في توفير مصدر رزق من خلال بيع ورق العنب، وخصوصا في شهر رمضان، الذي يعتبر شهرا مناسبا لتسويق منتجاتهم وتحصيل ارباح واسعار تناسب الكلف المالية التى انفقت على العمل الزراعي في المزارع.
ويبين المزارع علي العيد، أن حجم الأضرار الناتجة عن موجة الحر لا يظهر بشكل جلي إلا بعد ايام، موضحا ان عمليات الري المكثفة حاليا لن تكون ذات جدوى، لاسيما وان الحرارة اصابت أوراق الموز والحمضيات باللفحة، وألحقت أضرارا بالغة بالثمار والبراعم الجديدة.
وبحسب مصادر من سلطة وادي الأردن ان السلطة، فقد اوعزت السلطة بزيادة ساعات ضخ المياه لأغراض الري للمزارعين بمعدل ساعتين يوميا في مناطق الاغوار الشمالية والوسطى، حماية للزراعة طوال موجة الحر التي تمر بها المملكة.
وأشار خالد البشتاوي، الى مشكلة أخرى تواجة المزارعين في اللواء، وخصوصا في فصل الصيف وهي انقطاع التيار الكهربائي في اللواء، لاسيما وان اغلب المضخات تعمل على الكهرباء، مشيرا الى ان انقطاع التيار الكهربائي يحرم المزارعين من الحصول على مياه الري، وخصوصا المزارعين الذين يعتمدون على البرك الزراعية المتواجدة في مزارعهم.
ويؤكد المزارع محد ابو عبطة، انه يحرص كل الحرص على تعبئة برك مزرعته من خلال شراء المياه من الصهاريج الخاصة، خوفا من حدوث اي خسائر متوقعة، مشيرا الى ان أشجار الحمضيات مهمة جدا لمزارعي الغور الشمالي، اذ تشكل نسبة زراعتها حوالي 90 %، وهي مصدر رزق مهم لمئات من العائلات في اللواء.
بدوره يرى مدير زراعة الشونة الشمالية الدكتور موفق ابو صهيون، أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر سلبا على القطاع الزراعي بشكل عام، وخاصة على المواشي والدواجن والنحل، وقد يتسبب هذا الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة في خسائر في حال عدم اتباع الطرق والإرشادات الوقائية للحد من تأثيرها، داعيا المزارعين عالى زيادة ساعات الري خلال الليل او في الصباح الباكر، والعمل على تظليل البيوت البلاستيكية ورشها بالمواد اللازمة كمادة الشيد.
وطالب من المزارعين ومربي المواشي بتوفير مظلات واقية من أشعة الشمس المباشرة، خاصة ساعات الظهيرة وتوفير كميات مياه كافية، على أن يتم تجديدها من ساعة لأخرى والتوقف عن إعطاء الأعلاف المركزة في ساعات الظهيرة مع ارتفاع درجة الحرارة ومتابعة المواشي وتفقدها باستمرار، داعيا مربي الدواجن والطيور العمل على تقليل كميات الطيور مقارنة بالمساحة تفاديا للازدحام الذي يتسبب في النفوق مع ارتفاع درجات الحرارة، وتوفير أنظمة تبريد وتهوية في المزارع ورش جدران البناء بالمياه، للتخفيف من درجات الحرارة داخل الأبنية، وتوفير مياه الشرب الباردة باستمرار وعدم تقديم الأعلاف ساعة ارتفاع الحرارة.
من جانبة أكد مصدر من سلطة وادي، أن السلطة اتخذت الاجراءات اللازمة لمواجهة موجة الحر السائدة في المنطقة، اذ جرى التعميم على جميع مديري المديريات على امتداد الوادي، بزيادة ساعات الضخ للوحدات الزراعية، وضخ المياه ايام العطل لسد حاجة المزارعين خاصة مزارعي النخيل، لافتا إلى ان الوضع المائي في السدود مناسب، وسيتم توفير كميات المياه المطلوبة طوال فترة الصيف.
يذكر ان الاراضي الزراعية في وادي الأردن، تصل مساحتها إلى حوالي 330 الف دونم قابلة للزراعة، مستغل منها فعليا 270 الف دونم فقط، موزعة على النحو التالي: الشونة الجنوبية 110 آلاف دونم قابل للزراعة مستغل منها 83 ألف دونم بما فيها المساحة المستغلة لزراعة الموز، دير علا 85 ألف دونم قابلة للزراعة تم زراعة 83 ألف دونم وتعد أعلى نسبة، الشونة الشمالية 135الف دونم مستغل منها 100 ألف دونم.
علا عبد اللطيف/ الغد
التعليقات مغلقة.