50 % تراجع الضبوطات الحرجية بعجلون

رغم استمرار تسجيل ضبوطات حرجية بفترات مختلفة في محافظة عجلون، إلا أن الارقام المسجلة تشير الى تراجع ملحوظ في اعداد هذه الضبوطات وهو الامر الذي يرجعه نشطاء بيئيون وجهات معنية الى تكثيف عملبات المراقبة وزيادة برامج التوعية.
ووفق أرقام مديرية الزراعة، فإنه جرى حتى نهاية العام الحالي 2022 تسجيل 89 ضبطا حرجيا، منها 19 ضبطا بلواء كفرنجة، و70 ضبطا في مختلف مناطق لواء قصبة عجلون، في حين كان يتجاوز الرقم في سنوات سابقة زهاء 160 ضبطا.
ويرجع المعنيون والمهتمون بالشأن البيئي في المحافظة أسباب تناقص عدد الضبوطات الحرجية إلى زيادة عمليات المراقبة من عدة جهات معنية وتعزيز إمكاناتها، ومنح الرخص للاستفادة من الأحطاب اليابسة، وتوزيع الأحطاب المضبوطة على الأسر الفقيرة ومجاوري الغابات، إضافة إلى الجهود التوعوية التي تنفذها جهات تطوعية داعمة.
ورغم ذلك، إلا أن تلك الجهات ما تزال تسجل ضبوطات محدودة، حيث حررت كوادر مديرية زراعة محافظة عجلون التابعة لقسم الحراج مؤخرا، وبدعم من الإدارة الملكية لحماية البيئة ضبطين حرجيين بحق أشخاص اعتدوا على الثروة الحرجية في منطقة عين جنا.
وأوضحت مصادر الزراعة أن الأشخاص الذين تم ضبطهم أحدهم قدم من محافظة أخرى، فيما كان الآخر من احدى قرى المحافظة، مؤكدة أنه جرى ترقبهم ومتابعتهم، من قبل الدوريات حتى تمت عملية الضبط للمتعدين، وجرى تحرير ضبطين حرجيين ومصادرة منشار كهربائى وكمية من الأحطاب كانت بحوزة أحدهم.
وقال مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، إن تراجع حالات التعدي على البيئة والغابات بالمحافظة يعد مؤشرا على نجاعة إجراءات الحماية التي تنفذها الجهات المعنية من “زراعة وشرطة بيئية ومديربة البيئة”، مؤكدا أنه يجري تعزيز إمكانياتها باستمرار لضمان الحماية التامة لهذه الثروة الوطنية.
وبين أن ضبوطات التعدي على الأحراش كانت تصل إلى زهاء 200 ضبط في سنوات سابقة، فيما أسهم وجود 7 أبراج لمراقبة الغابات و50 طوافا و8 دوريات، تعمل على مدار الساعة، تساندها آليات من إطفائيات وتنكات مياه وتراكتورات وآليات أخرى تعمل لخدمة الحراج، على تراجع الضبوطات، لافتا إلى أن قانون الزراعة وسرعة التقاضي ساهم في خفض الاعتداءات على الحراج في المحافظة بنسبة كبيرة.
يذكر أن مساحة الغابات في المحافظة تبلغ 134 ألف دونم موزعة على منطقة عجلون 43748 دونما، وكفرنجة 62490 دونما، وعنجرة 70211 دونما، وعين جنا 41115 دونما، وصخرة 19365 دونما، وعبين عبلين 14172 دونما، وعرجان 18578 دونما، وباعون 7187 دونما، وأوصرة 7550 دونما، والهاشمية 16155 دونما، وراسون 16411 دونما وحلاوة 11530، دونما والوهادنة 50803 دونمات، وراجب 44042 دونما، وسامتا ورأس منيف 15258 دونما، والشكارة 7806 دونمات، ولستب 2117 دونما، ودير البرك 4192 دونما.
إلى ذلك، أكدت رئيس قسم التوعية في مديرية البيئة سوسن عنيزات أن المديرية تنفذ العديد من البرامج والانشطة البيئية التوعوية بالتنسيق والتشاركية مع مديرية التربية والتعليم والادارة الملكية لحماية البيئة والسياحة بهدف نشر الوعي البيئي حيال مختلف القضايا التي تلامس وتهم المجتمع المحلي في المحافظة خاصة في مجال حماية الغابات، مؤكدة أهمية نشر الثقافة البيئية والزراعية لدى الطلبة الذي يشكلون نواة المجتمع المستقبلية والأداة الأساسية لبث الرسائل التوعوية التي تدعو للحفاظ على البيئة والاهتمام بالزراعة وغرس الأشجار لزيادة مساحة الرقعة الخضراء.
وتؤكد الإدارة الملكية لحماية البيئية والسياحة، أن الادارة الملكية تعمل على تطبيق وتفعيل وإنفاذ القانون لمنع التعديات على الغابات، وحماية البيئة بكافة أشكالها وتنسيق الجولات على المواقع الحرجية.
في المقابل، يؤكد سكان وناشطون بيئيون أن حماية الحراج والتنوع الحيوي من التعديات والحرائق ومخلفات التنزه، يحتاج للمزيد من تكثيف التوعية، وتعزيز امكانيات وزارة الزراعة والأجهزة المعنية بمراقبتها وحمايتها.
وقالوا إن خير طريقة لحماية هذه الثروة هي تكثيف الحملات التوعوية وزيادة أعداد الطوافين وعمال الحماية، والتوسع بإنشاء الأبراج والطرق في الغابات، لحمايتها من التعديات والحرائق، وأثرها السلبي على الغابات والبيئة والتنوع الحيوي والأشجار المعمرة والغطاء النباتي، سيما وأن هناك نباتات نادرة ومهددة بالانقراض.
ويقول الناشط البيئي المهندس خالد العنانزة إن الحفاظ على الثروة الحرجية من التعدي، خصوصا مع انخفاض درجات الحرارة ونحن في الشتاء، تعد مسؤولية تشاركية من الجميع، ما يستدعي ضرورة الإبلاغ عن المعتدين، لافتا إلى دور البلديات، ومؤسسات المجتمع المدني وأندية حماية البيئة المدرسية والمراكز الشبابية، في تنفيذ الأنشطة والبرامج التوعوية والأيام التطوعية، للحفاظ على البيئة والثروة الحرجية من أي اعتداءات.
ودعا الناشط علي القضاة إلى زيادة أعداد الطوافين وعمال الحماية، والتوسع ببناء الأبراج لمراقبة الغابات، وزيادة كوادرها من الموظفين، ومنحهم مكآفات تشجيعية، وزيادة التنسيق بين الجهات المعنية بحماية الغابات والبيئة والفاعليات التطوعية، بحيث يكون هناك تناغم في العمل وتكامل بين الجهود، لإنجاز المهمات المطلوبة.

عامر الخطاطبه/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة