تدني أسعار الخضار ينشط عمل مركبات البيع المتجولة بين أحياء إربد
– دفع انخفاض أسعار الخضار الى مستويات غير مسبوقة، خاصة في هذه الفترة من الموسم، الى زيادة نشاط مركبات بيع الخضار المتجولة بين الأحياء السكنية في إربد، بعد أن وجد القائمون على هذا النوع من العمل وفرة في الربح بسبب تدني الأسعار، إضافة الى إمكانية العمل برأسمال بسيط.
وحسب أصحاب مركبات بيع الخضار التي يصطلح على تسميتها بـ”البك اب”، فإنه ورغم تعديل أسعار المحروقات وزيادة الكلف التشغيلية على المركبات المتجولة، إلا أن أسعار الخضار المنخفضة ساعدتهم على تحقيق هامش ربح من عمليات شراء الخضار من سوق الجملة وبيعها مباشرة للمواطن.
وحسب نقيب فرع نقابة مصدري الخضار والفواكه فرع إربد المهندس محمد قنديل، فإن الحسبة المركزية كان يؤمها المئات من مركبات بيع الخضار يوميا، من أجل شراء الخضار والفواكه، إلا أن التعديلات المتوالية على أسعار المحروقات تسببت بانخفاض عددهم، فيما أدى انخفاض أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي الى عودة جزء كبير منهم للعمل.
وأكد قنديل أن زيادة الإنتاج وقلة الطلب على الخضار والفواكه، تسببتا بانخفاض أسعار الخضار والفواكه بنسبة 40 % مقارنة بمواسم ماضية، إضافة إلى أن قلة الطلب دفعت بالعديد من المزارعين والتجار إلى بيع منتجاتهم بأقل من السعر الحقيقي وبذمم مؤجلة تفاديا لتلف تلك المنتجات.
وأشار إلى أن تراجع القدرة الشرائية لدى المواطن الذي قدره بـ50 %، تسبب بفائض في الإنتاج بسبب عدم القدرة على شراء بعض أصناف الخضار والفواكه بالرغم من تدني أسعارها والاكتفاء بالمواد الأساسية وبكميات محدودة، الأمر الذي سيدفع بالعديد من التجار والمزارعين إلى العزوف عن الاستيراد والزراعة في المواسم المقبلة.
وأوضح قدنيل أن هناك بعض أصناف من الخضار والفواكه تباع بأسعار بأقل من قيمتها بنسبة 20 % في الوقت الحالي، الأمر الذي تسبب بخسائر فادحة للمزارعين.
وقال صاحب “بك أب”، إنه يشتري من السوق المركزي خضارا وفواكه بمعدل 3 أطنان ويجوب شوارع العديد من الأحياء والقرى، مشيرا الى أن المواطنين يقبلون على شراء الخضار والفواكه من السيارات المتجولة لاعتدال أسعارها من جهة، ولعدم تكبدهم عناء الذهاب الى الأسواق لشراء احتياجاتهم من جهة أخرى.
وأوضح أن العمل ببيع الخضار والتجوال في الشوارع مجد في ظل انخفاض الأسعار، وبالتالي تحقيق أي هامش ربح، لافتا الى أنه تعمد زيادة الكميات التي يشتريها من السوق المركزي لما يحققه من هامش ربح جيد.
وقال صاحب “بك أب” آخر محمد الجمرة، إنه يقوم بشراء الخضار والفواكه من الحسبة المركزية والاصطفاف أمام أحد الميادين بإربد منذ ساعات الصباح ولغاية المساء، في ظل الإقبال عليه من قبل سائقي المركبات والمواطنين المجاورين، لما يوفره من أصناف متعددة من الخضار والفواكه وبأسعار معتدلة، إضافة الى التخفيف من معاناة المواطن في الذهاب الى الأسواق.
ولفت إلى أنه يضطر للعمل في هذه المهنة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم وجود أي مصدر دخل له ولأسرته، مشيرا إلى أنه يواجه صعوبة يوميا في حال اصطفافه في الشارع الرئيس من قبل كوادر البلدية والدوريات الأمنية لتسببه بأزمات مرورية.
وتنتشر في الشوارع الرئيسة وعلى مفترقات الطرق والميادين في إربد المئات من مركبات “البك اب” المحملة بالخضار والفواكه، وتتخذ منها مواقف للاصطفاف لبيع ما لديها من بضائع، في وقت شكا فيه مواطنون من تزايد الظاهرة في الآونة الأخيرة وتسببها باختناقات مرورية.
وأشار المواطن محمد القضاة إلى أن العديد من الشوارع الرئيسة في إربد أصبحت محجوزة لمركبات بيع الخضار، الأمر الذي يتسبب بأزمة مرور خانقة، إضافة إلى تسببها بحوادث سير.
واحتج أصحاب المحال التجارية التي تقع بالقرب من تلك الميادين، على مزاحمة مركبات بيع الخضار والفواكه المتجولة والبسطات.
وقالوا إن ظاهرة انتشار مركبات بيع الخضار والفواكه المتجولة تتخذ من الشوارع المحاذية لمحالهم مكانا، وأصبحت تنافسهم في تحصيل رزقهم اليومي، إلى جانب مساهمة هذه الظاهرة في إحداث أزمات مرورية خانقة، ما يعرقل الحركة التجارية، لافتين إلى أن هذه الظاهرة تعد مخالفة للقوانين، لاسيما وأن جميع هذه المركبات غير ملزمة بدفع أي رسوم لأي جهة بعكس المحال التجارية التي تشملها ضرائب ورسوم البلدية.
وبدوره، قال مصدر في بلدية إربد، إن مركبات “البك أب” المنتشرة في حرم الميادين في إربد تسببت بأزمات مرورية خانقة لإغلاقها جزءا من الشارع، مشيرا إلى أن مراقبي الأسواق في البلدية، وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية، ينفذون بين الفنية والأخرى حملات لإزالتها، لكن سرعان ما يعود أصحابها ويغلقون حرم الشارع.
أحمد التميمي/ الغد
التعليقات مغلقة.