حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة تستهل عملها باقتحام نابلس
الأراضي الفلسطينية- على وقع اقتحام الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، وسط اشتباكات بين جنوده ومقاومين فلسطينيين، أقيمت فعاليات عدة بمناطق في الضفة المحتلة تنديدا بالاحتلال.
وكعادة الاحتلال، فقد نكلت قواته عبر العملية التي استمرت أكثر ساعتين في نابلس، وشابهت العديد من العمليات التي شنها خلال الأشهر القليلة الماضية، وراح ضحيتها عدد من شبان المدينة الذين استشهدوا برصاص قناصة جيش الاحتلال في مركز البلدة القديمة.
وغالبا ما تتركز العمليات العسكرية الإسرائيلية في عمق المربع القديم من نابلس، وهو ما يسمى البلدة القديمة.
وذكر شهود عيان أنه وبعد وقت قصير من انسحاب الآليات العسكرية، فيما تجمع عدد من كبير من سكان المدينة في الممرات التي تقود إلى الاحياء القديمة “أطلقوا النار والقنابل تجاه المنزل”. وظهر بعض سكان المدينة يتفقدون الممرات والأزقة القريبة.
تأتي هذه العملية، بعد ساعات قليلة من إعلان الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي ينظر إليها الأشد تطرفا ويقودها بنيامين نتنياهو مستندا إلى ائتلاف يميني ديني يسعى إلى تطبيق قوانين عنصرية تستهدف حياة الفلسطينيين ومعروف بمواقفه المتطرفة ضد الفلسطينيين.
ويقول سكان المدينة، إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة استهدفت مدينتهم في أولى العمليات العسكرية بمحاولة قتل عدد آخر من الشبان واعتقال آخرين.
وبدت نابلس صبيحة أمس كساحة حرب، فعلى وقع صيحات استنكارية وأخرى تتوعد الجيش الإسرائيلي في المدينة بالتصدي له، كان شبان يرشقون مركبات مصفحة بالحجارة في طرقات جانبية تقود إلى أطراف البلدة القديمة.
والمدينة التي تحيطها الجبال من الشمال والجنوب تظهر طرقاتها الداخلية مسالك احتشد فيها مئات الفلسطينيين الغاضبين.
وغالبا بعد انتهاء كل جولة من الاقتحامات المستمرة للمدينة، يهرع عدد كبير من السكان لتفقد الدمار.
وتسود حالة من الحذر الممزوج بالتشاؤم في أوساط سكان المدينة، الذين يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي سيواصل استهداف مدينتهم.
وفي جميع الأحوال، ليس نادرا سماع أحد الفلسطينيين المتجمعين عن خطط إسرائيلية مبيتة لاستهداف مدينتهم.
قال أحد سكان المدينة، وهو من الشهود الذين اكتشفوا أمر القوات الخاصة “شاهدت رجلين يلبسان عباءتين ويضعان لحى “باروكة” وعندما اقتربت منهما أدركت أنهما قوات خاصة”، وعلى بعد عشرين مترا كان الجنود يتابعون حركتهم.
ومن وقائع العمليات الماضية، كانت قوات إسرائيلية خاصة بلباس مدني، وسلوك طبيعي إلى حد ما، تدخل إلى المدينة، وعندما تقترب من هدفها تظهر القوات العسكرية والآليات المصفحة.
وفي بعض المرات، يتم اكتشاف أمر القوات الخاصة وتفشل عمليات الاعتقال.
يرتكز الفلسطينيون خلال الأشهر الماضية في تفسيرهم إلى كل ما يحدث من عمليات عسكرية مركزة في نابلس وجنين على توقعات يومية باقتحامات إسرائيلية، غير أن يوم الجمعة، وهو نهار يكاد يكون هادئا في المدينة التجارية، بدأ على وقع الانفجارات التي غيرت من العادة الأسبوعية كثيرا.
فعدد من الفلسطينيين الذين خرجوا من منازلهم باكرا أو بعض صناع الحلوى، لم يكملوا طريقهم إلى الأسواق بسبب كثافة النيران.
وللمدينة عاداتها في شراء أطباق الحمص والفول وبعض أنواع الحلويات صبيحة كل جمعة، إلا أن بعض الصناع والتجار، أقفلوا محلاتهم درءا لمخاطر إطلاق الرصاص من الآليات الإسرائيلية.
ويقول شهود إن عدد المركبات العسكرية التي اقتحمت المدينة كان كبيرا وانتشرت في أكثر من شارع، ما أشر إلى أن العملية قد تطول وتفضي إلى عمليات إعدام جديدة ينفذها جيش الاحتلال.
وتواجه نابلس، منذ أشهر طويلة، عمليات عسكرية إسرائيلية يومية، تخللها قبل أسابيع فرض حصار على المدينة منع خلاله سكانها من الخروج والدخول بشكل اعتيادي، إلا من خلال طرق جانبية أحيانا.
إلى ذلك، شيعت جماهير فلسطينية غفيرة من أبناء محافظة نابلس، أمس، جثمان الشهيد عمار حمدي نايف مفلح (23 عاما) في قرية أوصرين، جنوب شرق نابلس.
وأدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمان الشهيد، قبل مواراته الثرى في مقبرة القرية.
وكانت قوات الاحتلال المتمركزة على حاجز عورتا العسكري، اعترضت موكب التشييع وعرقلت مروره لفترة من الوقت.
وكانت سلطات الاحتلال سلمت، الليلة الماضية، جثمان الشهيد مفلح، بعد احتجازه لمدة 27 يوما.
وارتقى الشهيد مفلح في الثاني من الشهر الحالي، بعدما أعدمه جندي إسرائيلي بإطلاق النار عليه مباشرة من نقطة صفر في بلدة حوارة، جنوب نابلس.
وفي بلدة كفر قدوم، أصيب سبعة فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق، إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة البلدة الأسبوعية المناهضة للاستيطان.
وذكر الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية مراد شتيوي، أن جنود الاحتلال اعتدوا على المشاركين في المسيرة، وأطلقوا صوبهم الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة سبعة منهم، بينهم 3 صحفيين، بالرصاص المعدني، والعشرات بالاختناق.
وأضاف شتيوي أن المئات من أبناء القرية شاركوا في المسيرة، مرددين الشعارات الوطنية المؤكدة على استمرار نهج الثورة والمقاومة حتى تحقيق كامل أهداف الشعب.
وخلال مسيرة بيت دجن الأسبوعية المناهضة للاستيطان، شرق نابلس، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق، أمس، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي المشاركين فيها.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص، وقنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع، صوب المشاركين في المسيرة، ما أدى لإصابة 25 مواطنا بالاختناق، حسب الهلال الأحمر الفلسطيني، جرى علاجهم ميدانيا.
وفي رام الله، أقدم مستوطنون، أمس، على تكسير أشتال زيتون في أراضي بلدة سنجل، شمال رام الله.
وأفادت مصادر محلية، بأن مستوطنين من مستوطنة “جفعات هاروئيه”، كسروا نحو 50 شتلة زيتون في أرض تقع بمنطقة رأس العقبة شمال البلدة، تعود لفلسطينيين من أهالي البلدة.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.