الكرك: الأجداد يستعيدون ذكريات المشهد الجميل في المربعانية
الكرك – تبعث مربعانية الشتاء التي تمتد إلى 40 يوما، في الذاكرة الشعبية الكثير من الصور والذكريات الجميلة بالتوازي مع استعادات الفلكلور الشعبي بطقوسه وحكاياته وأكلاته لإضفاء الدفء المعنوي على شتاء المربعانية الغزير وبردها القارس.
فعندما تَدْلَهِمُ سماءُ المربعانية بغيوم الأمطار ورياح الشتاء يبادر الشيوخ إلى القول بفرح شديد “الدنيا أطبقت” بمعنى أن الأرض توحدت مع السماء فأمطار الخير تهطل بغزارة لتروي الزرع والشجر وتعيد الحياة وترسم البهجة في النفوس.
يقول الباحث ضرغام الهلسة إن بداية مربعانية هذا العام وما حملته من أمطار غزيرة جعلت الآباء والأجداد يستعيدون الذكريات الجميلة أيام تساقط الأمطار والثلوج حيث تتوحد السماء مع الأرض لإرواء الزرع والشجر وتغذية الآبار والسدود بالمياه، وفي الأثناء تتآلف الأسر فيما بينها بالفزعة أو ما يعرف بالعونة لفتح الطرق والحواري التي أغلقتها الثلوج، لتنتهي بلمة العائلة على الأكلات الشعبية المتعارفة التي تدخل الدفء والبهجة.
وتتداعى ذكريات المربعانية في خيال الحاجة ثقلا ناجي فتقول، إن التحضير للمربعانية كان يبدأ مبكرا للتزود بالحطب لأغراض التدفئة وتجهيز أسطح المنازل وتأمين المواشي بالأعلاف وتجهيز آبار تجميع المياه بالإضافة إلى تأمين مونة الدار من الأطعمة نظرا لقلة حركة خروج الناس من المنازل.
وتشير إلى ما يميز ليالي المربعانية مثل التعاليل العائلية والتجمع حول مواقد الحطب وتناول المشروبات الساخنة وترديد القصائد النبطية والقصص والأمثال الشعبية التي لا تقتصر على برودة أيام وليالي المربعانية والأمطار الاستثنائية.
من جانبها تبين خبيرة التغذية المهندسة إيمان البطارسة أن لفصل الشتاء طقوسا في الأرياف خاصة أصناف التموين الغذائي يتم تخزينها قبل حلول فصل الشتاء مثل الأكلات الشعبية لإعداد وجبات وأكلات تمد الأسرة بالطاقة والدفء كالرشوف أو الفتيت المعمول من الخبز البلدي واللبن والسمن.
والى جانب ذلك تحرص الأسر على التزود بالأعشاب الطبية للتداوي من نزلات البرد وتداعياته مثل السعال والإنفلونزا التي تنشط في المربعانية.-(بترا)
التعليقات مغلقة.