تهويد “الأقصى” يدخل مرحلة الأكثر خطورة.. المتطرفون يطالبون “بيهوديته”
دخلت معركة تهويد المسجد الأقصى المبارك مرحلة أكثر خطورة؛ إزاء تهديد الوزير الإسرائيلي المتطرف “ايتمار بن غفير” باقتحامه مجدداً، ومخطط ما يسمى “جماعات الهيكل”، المزعوم، لتغيير وضعه القائم، في ظل مساعي الاحتلال لإحباط اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي مقرر عقده حول “الأقصى”، بما يُنذّر بانفجار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويبدو أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قد تجاهلت التنديد العربي والدولي الواسع لاقتحام “الأقصى”؛ إذ من المرتقب أن تناقش مخططاً مدعوماً من المتطرف “بن غفير”، للجماعات المتطرفة يستهدف تهويد المسجد، عبر مطلب الاعتراف به، أو ما يسمى “جبل الهيكل” وفق مزاعمهم، “كمكان مقدس لليهود، والسماح بصلاة اليهود في باحاته، وفتح جميع بوابات المسجد لاقتحامات المستوطنين.
وتطالب الجماعات المتطرفة، وفق صحيفة “يسرائيل اليوم” اليمينية الإسرائيلية، باستبدال جسر باب المغاربة القائم حالياً بجسر آخر دائم وحجري وضخم، وهو ما رفضه الأردن قطعياً، فيما يستكمل المتطرفون مطالبهم “بفتح الحرم القدسي أمام المستوطنين اليهود حتى أيام السبت، وتمديد الاقتحامات حتى ساعات المساء، وعدم قصر الاقتحامات اليهودية على المجموعات فقط، والسماح للأفراد كذلك، على أن تشمل جميع مناطق المسجد الأقصى”.
وتسعى تلك الحركات، إلى إقامة وتنظيم هيئة حكومية رسمية لإدارة شؤون الأقصى، وإدراح وحدات دراسية عن المسجد في جهاز التعليم الإسرائيلي، و”تسهيل إجراءات الفرز بشكل كبير لليهود عند مدخل المسجد الأقصى، وبناء محطة في نهاية جسر المغاربة، وكذلك العمل على استبدال الجسر المتداعي، بجسر حجري دائم، وهي خطة عارضها الأردن”، وفق الصحيفة الإسرائيلية.
ويتطلع المتطرفون إلى المضي قدماً للسماح لهم بإدخال السدور والقرابين والأشياء المقدسة لهم الأخرى إلى “الجبل”، مثل السماح للمصلين بارتداء “التاليت” (شال الصلاة اليهودي)، ووضع التفيلين (أداة عبادة يهودية)، وإضفاء الطابع المؤسسي على هذه الصلوات، والتي تستند اليوم إلى تفاهمات صامتة وغير رسمية، بحسب الصحيفة نفسها.
بالتزامن مع ذلك؛ وعلى وقّع تنسيق أردني فلسطيني؛ فقد سارعت سلطات الاحتلال للتحرك دبلوماسياً لدى الدول الأعضاء في مجلس الأمن بهدف منع انعقاده لمناقشة اقتحام “بن غفير” للمسجد الأقصى، وعدم صدور قرار أو بيان عن رئاسته بهذا الخصوص.
جاء ذلك في أعقاب قرار فلسطيني للتوجه أمميّاً لإدانة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد، في انتهاك خطير للوضع التاريخي والقانوني بالقدس المحتلة، فيما تلى ذلك تشكيل الرئيس محمود عباس لجنة وطنية للتحرك على الصعيد الدولي، والبحث في اتخاذ مجموعة توصيات بآليات حشد الدعم لدولة فلسطين قبل رفعها إلى الرئاسة الفلسطينية للمصادقة عليها.
فلسطينياً أيضاً؛ أعلن وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، تشكيل فريقين قانونيين محلياً ودولياً، لمتابعة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة إحالة ملف الاحتلال الإسرائيلي إلى محكمة العدل الدولية، لإصدار فتوى قانونية بشأنه.
وقال المالكي إن الدائرة القانونية في الأمم المتحدة تعمل على تجهير الملف المقرر رفعه إلى محكمة العدل الدولية، واصفاً قرار الجمعية العامة “بالتاريخي، وسيؤدي إلى كشف حقيقية الاحتلال وإنهاء خداعه للعالم بشأن وجوده غير القانوني في الأراضي المحتلة.
في حين عاود الوزير المتطرف “بن غفير” تهديده باقتحام المسجد الأقصى، رغم المعارضة التي جاءت هذه المرة من داخل عقر الكيان المًحتّل نفسه، من خلال رؤساء مستوطنات غلاف غزة، الذين انتقدوا الخطوة التي قام بها “بن غفير” وعبروا عن مخاوفهم من تبعاتها الأمنية، في ظل تهديدات حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، بحسب ما نشرته القناة 12 الإسرائيلية.
وانضم المتدينون المتشددون “الحريديم” إلى قائمة المعارضين لاقتحام “بن غفير”، مثل كتلة “يهدوت هتوراة” الشريكة في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، الذي وصفته بأنه يشكل “استفزازاً لا ضرورة له وخطراً على حياة اليهود”، وفق نفس القناة الإسرائيلية.
من جانبه، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، أن اقتحام “بن غفير”، للمسجد الأقصى تطور خطير لا يمكن السكوت عنه، ولا القبول به أبداً، وينذر بتفجر مواجهة جديدة في فلسطين، ستلقي بارتداداتها المباشرة على المنطقة.
جاء ذلك في مذكّرة تفصيلية بعثها هنية، أمس، إلى القادة والزعماء والمسؤولين العرب والمسلمين حول سياسة وممارسات حكومة الاحتلال الجديدة “تجاه المسجد الأقصى ومخططاتها للسيطرة التامة عليه”.
وأشار إلى أن حكومة “بنيامين نتنياهو” الجديدة، رفعت مستوى تصعيدها باقتحام “بن غفير” للمسجد الأقصى بدوافع دينية وسياسية، وإطلاقه لتصريحات عنصرية، تُظهر نية الاحتلال فرض السيادة على المسجد الأقصى.
ودعا هنية إلى موقف واضح وحاسم تجاه نوايا الحكومة الصهيونية الدينية المتطرفة، والتي أطلقت موجة استعمارية استيطانية جديدة، بناء على رؤية أيديولوجية “تلمودية” من أهدافها تحويل المسجد الأقصى لما يسمى “الهيكل”. واعتبر أن “أي بطء سيكون لصالح الاحتلال وتثبيت وقائعه التي يحاول فرضها على الأرض”، داعياً إلى اتخاذ كافة الوسائل المتاحة لإنقاذ المسجد الأقصى، ومنع حكومة الاحتلال المتطرفة من تحقيق أهدافها بالسيطرة عليه وتقسيمه زمانًا ومكاناً.
نادية سعد الدين/ الغد
التعليقات مغلقة.