الجمهوريون يشلون “الكونغرس” ويعطلون انتخاب رئيس لمجلس النواب

الولايات المتحدة – يواجه الزعيم الجمهوري كيفن مكارثي مماطلة من أطراف حزبه الأكثر تطرفا، ليجد الجمهوريون أنفسهم بدلا من الدخول في مواجهة مع الحكومة يأكل بعضهم بعضا، في صراع مع من يرفضون انتصار الرئيس جو بايدن ويعتبرون رئاسته “مسروقا”.
وفشلت 6 جولات تصويت خلال اليومين الماضيين بالحصول على الأغلبية الجمهورية في حشد الأصوات اللازمة لانتخاب مرشّحها كيفن مكارثي رئيسا للمجلس.
وقبل استئناف المناقشات، بعث الجمهوري مات غايتس رسالة يطلب فيها من خدمات الكابيتول طرد كيفن مكارثي من المكتب المخصص لرئيس البرلمان الذي احتله وكأنه قد تم تنصيبه بالفعل، مما يظهر أن مكارثي لا يحظى حاليا بدعم أقرانه، خاصة أن 21 جمهوريا صوتوا ضده في الجولة الرابعة، علما بأن اعتراض أكثر من 4 من حزبه يكفي لمنع انتخابه.
وبالرغم أن الخمسيني كيفين مكارثي ليس من الوسطيين وسرعان ما سامح الرئيس السابق دونالد ترامب على تشجيعه للهجوم على مبنى الكابيتول، فإن فصيلا ممن حظوا بدعم ترامب ويدعون أن فوز بايدن كان “مسروقا” يصطفون في فصيل “لا لكيفن أبدا” (Never Kevin)، وهم قادرون على عرقلة انتخابه.
وعلى رأس هذا الفريق الذي لا يظهر أي علامة على الرغبة في التسوية، يقف نائب فلوريدا مات غايتس قائلا “أشعر أنه يجب تجفيف مستنقع واشنطن، ولكن لا يمكن تكليف أكبر تمساح بهذه المهمة”، في إشارة لا ينكرها ترامب الذي يدعم كيفن مكارثي شفهيا على الأقل.
ويأخذ هذا الفريق على كيفن أنه لا يؤمن بشيء وليست لديه أيديولوجية، وقد انتقده مات غايتس بكونه محسوبا على شركات التكنولوجيا ولا يريد أي تشريع يحدّ من سلطاتها، وبأنه يصدق التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها ترامب، كما أنه يصوت بشكل أعمى لحزم المساعدات العسكرية الموجهة لأوكرانيا.
وقد حث ترامب جميع منتخبي الحزب الذي يسعى للحصول على ترشيحه مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية المقبلة، على الوقوف خلف كيفن مكارثي الذي سيقوم “بعمل جيد”، كما قال الرئيس السابق على شبكته الاجتماعية “تروث سوشال” (Truth Social)، مضيفا “لا تحولوا انتصارا عظيما إلى هزيمة كبيرة ومحرجة”.
ويتطلّب انتخاب رئيس مجلس النواب -ثالث أهم شخصية في السياسة الأميركية بعد الرئيس ونائبه- غالبية من 218 صوتا.
وخلال جولات التصويت الست، لم يتمكن مكارثي من تجاوز عتبة 203 أصوات، ومن المفترض أن يواصل النواب التصويت إلى حين انتخاب رئيس للمجلس، وكانت هذه المهمة قد استغرقت شهرين و133 جولة تصويت عام 1859، لكن آخر مرة امتد فيها التصويت لأكثر من جولة كانت عام 1923، حيث انتخب فريدريك جيليت رئيسا للمجلس بعد 9 جولات تصويت استمرت على مدى يومين.
إلى ذلك ما تزال الشرطة الأميركية تبحث عن 350 متورطا في الاقتحام الدموي قبل عامين على مبنى الكونغرس (الكابيتول)، إضافة إلى مشتبه بوضعه قنابل يدوية الصنع على مقربة من مقر الكونغرس قبل يوم الاقتحام.
وطلبت الشرطة الفدرالية، أول من أمس الأربعاء، من الجمهور الأميركي المساعدة في التعرف على 350 مشتبها بارتكاب أعمال عنف في الكابيتول، بينهم 250 ارتكبوا تلك الأعمال ضد أفراد الشرطة المكلفين بحماية مبنى الكونغرس.
وزاد مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” (FBI) بـ5 مرات قيمة المكافأة لمن يدلي بأي معلومة تسمح بتوقيف الشخص الذي وضع القنبلة اليدوية الصنع قرب مقري الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وذلك في اليوم الذي سبق اقتحام الكونغرس.
وارتفعت قيمة المكافأة من 100 ألف دولار إلى نصف مليون دولار.
ولم تنفجر القنبلة، وقد يكون الهدف من وضعها آنذاك فقط إبعاد الشرطة عن الكابيتول قبيل الهجوم عليه.
وقالت الشرطة الفدرالية، في بيان، “نأمل بأن تشجع (هذه المكافأة الجديدة) الرأي العام على النظر من جديد إلى صور وفيديوهات المشتبه به”. وتُظهر الصور والفيديوهات شخصا يصعب التعرف عليه لأنه يعتمر قبعة ويضع قناعا ونظارتين وقفازَين.
وقال وزير العدل ميريك غارلاند، في بيان نُشر أول من أمس، إن أكثر من 950 شخصا أوقفوا خلال الأشهر الـ24 الأخيرة على خلفية ملف اقتحام الكونغرس.
وأوضح بيان للوزير، الذي يشرف على التحقيق في هجوم الكونغرس، أن أكثر من ثلثي الموقوفين حوكموا بتهم متنوعة تتراوح بين البسيطة مثل اقتحام الكونغرس وصولا إلى إثارة الفتنة، وحُكم على 192 شخصا بالسجن.
وأضاف الوزير غارلاند “عملنا لم ينته”، و”نبقى مصممين على ملاحقة جميع أولئك المسؤولين عن الهجوم على ديمقراطيتنا”.
وتتركز الملاحقات الجارية على الأشخاص الذين شاركوا بشكل مباشر في الهجوم الذي أثار صدمة في العالم كله، لكن وزارة العدل تحقق أيضا في مسؤولية الرئيس السابق دونالد ترامب والمقربين منه عما حصل، وقد خلف الاقتحام مقتل 5 أشخاص، بينهم شرطي، وإصابة أكثر من 140 فردا، قبل وأثناء الاقتحام.
وفي هذا الترايخ من العام 2021، أثار المئات من أنصار الرئيس ترامب الفوضى وقاموا بأعمال عنف في الكابيتول، في وقت كان أعضاء الكونغرس يصادقون على فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020.
وقبل اقتحام الكونغرس، كرر الرئيس السابق ترامب الذي لم يعترف بهزيمته في الانتخابات الاتهامات بتزوير الاقتراع الرئاسي لمصلحة منافسه.
وفي صباح يوم الاقتحام، ألقى ترامب على أنصاره خطابا، وبخ فيه علنا نائبه آنذاك مايك بنس لعدم موافقته على خطته لرفض أصوات الناخبين التي اختارت بايدن، وقد ترأس بنس جلسة مشتركة للكونغرس بمجلسيه للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية، حسب ما هو مقرر في القوانين الأميركية.- (وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة