“تأهيل المرأة” بالكرك.. مصدر رزق لخريجات متعطلات وربات منازل
الكرك -اسهمت برامج ومشاريع تأهيل المرأة، التي تنفذها المؤسسات الأهلية والرسمية في مختلف مناطق محافظة الكرك في توفير التأهيل والتدريب اللازم لسيدات وربات منازل بوسائل الإنتاج للمنتجات التقليدية والشعبية، ما وفر لهن فرص عمل ومصادر دخل لأسرهن.
وتقوم مؤسسات مختلفة بالإعلان عن برامج التدريب والتأهيل للمرأة في مجالات مختلفة، غالبا ما تكون بالمجان بسبب ظروف السيدات المتعطلات عن العمل وخصوصا من الفتيات اللواتي لا يتوفر لهن تعليم أكاديمي أو اللواتي يواجهن ظروفا معيشية قاسية فرضت عليهن إعالة أسرهن لغياب رب الأسرة لسبب من الأسباب.
وتشارك مئات السيدات في تلك البرامج والورش التي تعقد طوال العام، وتحظى بعض تلك البرامج باقبال كبير من السيدات في ظل البطالة التي تعاني منها الإناث والمرتفعة قياسا للبطالة بين الذكور وفقا للإحصائيات الرسمية.
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن معدل البطالة العامة بمحافظة الكرك بلغ 18 %، بيد أن معدل البطالة بين الإناث مرتفع ويصل الى حوالي 23 %.
وكانت زهاء 150 سيدة وشابة بمحافظة الكرك، أغلبهن حاصلات على شهادات جامعية بمختلف الدرجات، وفي خطوة لتجاوز عقبة البطالة بين السيدات بالكرك، أطلقن مبادرة تطوعية لتمكين المرأة بالكرك، تهدف إلى تمكين المرأة الريفية اقتصاديا واجتماعيا، وتوفير فرص العمل الخاصة بكل منهن وفقا لظروفها الاجتماعية والاقتصادية.
وقال مدير المشاريع والبرامج في جمعية السلم والتضامن الأردنية خالد برقان إن قضية البطالة بين الإناث في الكرك من القضايا الاجتماعية الملحة والمهمة بسبب تعقيدات القضية في مجتمع متغير بسرعة، لافتا إلى أن العديد من المؤسسات تعنى بقضية تأهيل المرأة بالكرك من أجل تخفيض مستوى البطالة بين الإناث وخصوصا السيدات من ربات المنازل والفتيات المتعطلات.
وأشار إلى أن المؤسسات تعمل على توفير برامج التأهيل والتدريب المختلفة للمرأة بالكرك وهي تحظى باقبال كبير للمشاركة فيها حرصا على الحصول على التدريب بأي مجال من المجالات التي توفر فرص العمل المختلفة وخصوصا تلك التي تساهم في توفير العمل الذاتي للسيدات في إنشاء المشاغل الخاصة لإنتاج مختلف المنتوجات التقليدية والتي اصبح عليها طلب كبير.
وبين أن الجمعية تعمل بالشراكة مع مؤسسات أخرى على عقد برامج تدريب بمشاركة مختصين من المحافظة لتوفير التأهيل المناسب للسيدات.
وأشارت مديرة ثقافة الكرك عروبة الشمايلة بان المديرية تعمل على توفير التدريب بمجالات مختلفة للسيدات والفتيات في مجالات الحرف اليدوية والمشغولات الغذائية الشعبية بالتعاون مع مؤسسات مختلفة بهدف توفير التأهيل اللازم من اجل اعادة دمج السيدات والفتيات في عجلة الانتاج وخصوصا في مجال اعادة إحياء المأكولات الشعبية وبيعها، ما يوفر دخلا مناسبا للسيدات وإعالة أسرهن.
وقال الرئيس التنفيذي لنادي الابداع بالكرك المهندس حسام الطراونه إن النادي نفذ خلال العام الماضي مشروع “معاً لتمكين المرأة إقتصاديا واجتماعياً” هو أحد المشاريع المهمة للنادي ونفذ بالتعاون مع منظمة الخبرة الفرنسية والممول من الاتحاد الأوروبي وبالشراكة مع جمعية إستثمار الطاقة المتجددة والبيئة.
وبين أن المشروع تمحور حول احتضان 12 مشروع حرفة يدوية تشمل صناعة الشمع بكافة أنواعه والاكسسوارات والخشبيات من مكرميات والحرق والرسم على الخشب، وتم تدريب السيدات والفتيات من عمر 17-35 سنة على عدة مواضيع لبناء قدراتهن، بما يعادل 120 ساعة تدريبية.
ولفت إلى انه بعد ذلك تم تزويدهن بمواد خام للمشاريع وتسجيلهن في السجل التجاري وتم تمكينهن لتدريب فتيات على الحرف اليدوية لنقل الخبرة وتمكين غيرهن من الفتيات للبدء بمشاريع خاصة على مرحلتين المرحلة الأولى تم تدريب 36 فتاة والمرحلة الثانية 48 فتاة. ولاحقا تم إنشاء موقع إلكتروني لعرض جميع المنتجات عليه.
وقالت المهندسة الزراعية كرم القسوس وإحدى الناشطات في توفير دورات التأهيل والتمكين التدريبية للسيدات بالكرك بمختلف المجالات، إن هناك اقبالا كبيرا من قبل السيدات على التدريب والتأهيل والتعليم لأعداد المنتجات التقليدية وخصوصا الغذائية، لأنها أصبحت مصدرا للدخل إضافة إلى توفير وجبات للأسر وبكلفة بسيطة.
وبينت أن هناك دورات تدريبية تعقدها مديرية زراعة الكرك لتدريب سيدات وفتيات على انتاج مختلف اصناف المواد الغذائية ومن بينها الوجبات التقليدية لأهمية توفير الخبرة لإنتاج تلك المأكولات وتوفير مصدر دخل للاسر واعداد وجبات غذائية ذات قيمة غذائية عالية.
وتقول ايناس الخنازرة من سكان مدينة الكرك والحاصلة على شهادة بكالوريوس في ادارة الأعمال، منذ أكثر من ست سنوات لم احصل حتى الآن على فرصة العمل المناسبة، مضيفة، إن غياب فرصة العمل دفعها إلى المشاركة بدورات التمكين والتأهيل الخاصة بالمرأة بالكرك والتي تساهم في توفير المعرفة، والتي ساهمت في احترافها الرسم بالحناء والرسم بمختلف أشكاله، مشيرة إلى أن هذه المهنة التي أصبحت تحترفها تدر عليها وأسرتها دخلا جيدا.
هشال العضايلة/ الغد
التعليقات مغلقة.