تشييع شهيدين في جنين قضيا مباشرة بعد شهيدي بلاطة وقلنديا
شيعت جماهير غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني في محافظة جنين، أمس، جثماني الشهيدين حبيب الله محمد عبد الرحمن كميل (25 عاما) وعبد الهادي فخري نزال (19 عاما) في بلدة قباطية، اللذين ارتقيا مساء أول من أمس برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها البلدة.
ورفع المشيعون جثماني الشهيدين على الأكتاف، وجابوا فيهما شوارع البلدة، مرددين الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال.
وأكد مشيعون أهمية تعزيز الوحدة الوطنية باعتبارها السلاح الأقوى لمواجهة الاحتلال، وطالبوا بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل، خاصة في ظل الحكومة الإسرائيلية الجديدة المتطرفة التي بدأت بإجرامها منذ اليوم الأول لتوليها مهامها.
وأكدوا أن جرائم الاحتلال لن تثني الشعب وتخيفه، وسيستمر في النضال حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
إلى ذلك، دعا مراقب دولة فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى إنهاء استثناء الشعب الفلسطيني من الحقوق نفسها التي تم سن الصكوك الدولية لضمانها، مشيرا إلى أنه وبعد مرور 75 عاما، يستمر نزع الملكية والتهجير وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه.
جاءت كلمة منصور، في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي برئاسة اليابان حول سيادة القانون، عقدت على المستوى الوزاري تحت عنوان “تشجيع وتعزيز سيادة القانون في صون السلم والأمن الدوليين: سيادة القانون بين الأمم”؛ حيث كانت مناقشة مفتوحة شارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي تطرق في كلمته إلى الوضع في فلسطين، وأكد أن أي ضم لأراضي دولة ما من قبل دولة أخرى نتيجة التهديد باستخدام القوة أو استخدامها يشكل انتهاكا للميثاق وللقانون الدولي.
وأضاف منصور، أنه يوجد في صميم نظام القانون الدولي مبدآن أساسيان، وهما حق الشعوب في تقرير المصير وعدم جواز حيازة الأراضي بالقوة، قائلا “تجسد فلسطين انتهاك هذين المبدأين. العدوان والضم والفصل العنصري أمور تحصل في فلسطين”، مؤكدا أن ذلك يستحق اهتماما وإجراءات فورية من قبل مجلس الأمن.
وتساءل منصور عن مكان سيادة القانون الدولي عندما يتعلق الأمر بفلسطين، قائلا إن جميع أعضاء هذا المجلس وكل أعضاء الأمم المتحدة يعترفون بأن القانون الدولي يتم انتهاكه في فلسطين، وتابع يقول: “هل ينتهي دور هذا المجلس بالتشخيص أم دوره معالجة المرض بمجرد تشخيصه؟”.
وشدد على أنه لا يمكن أن تتعايش سيادة القانون مع الإفلات من العقاب، وقال: “هل تمت محاسبة مسؤول إسرائيلي واحد، جنرال إسرائيلي، جندي إسرائيلي، مستوطن إسرائيلي؟ ليس من المستغرب إذن أن تستمر إسرائيل في اختيار الاحتلال الاستعماري على السلام. إنها تراهن على أنها ستفلت من العقاب”.
وأوضح أنه لا توجد سيادة للقانون الدولي إذا تغيرت القواعد اعتمادا على هوية الجناة وهوية الضحايا، مؤكدا أن المعايير المزدوجة تشكل هجوما على مصداقية وسلطة القانون الدولي وتقوض حمايته في كل مكان.
وتطرق منصور إلى قيام إسرائيل، مؤخرا، بفرض عقوبات على الشعب الفلسطيني والمجتمع المدني والقيادة، مذكرا بأنه قبل ذلك، صنفت إسرائيل منظمات غير حكومية فلسطينية على أنها منظمات إرهابية، وعلى الرغم من الاستهجان الدولي لهذا التصنيف، فقد رفضت إسرائيل التراجع عنه.
وقال، إن إسرائيل أساءت إلى مجلس الأمن وهاجمته، وإلى الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان، وخبراء ولجان الأمم المتحدة المستقلة، والمحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، والمنظمات غير الحكومية الدولية والإسرائيلية لحقوق الإنسان، بسبب أي انتقاد لأفعالها وجرائمها غير القانونية.
ومن بين المتحدثين في مجلس الأمن الذين أعرب الدكتور رياض منصور عن تقديره لهم، جوان إي دونوجيه، رئيسة محكمة العدل الدولية، والبروفيسور دابو أكاندي، أستاذ القانون الدولي العام في جامعة أكسفورد.
إلى ذلك، أصيب عدد من الفلسطينيين خلال نشاطات مناهضة للاحتلال في عدد من مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة أمس، فقد أصيب ثلاثة فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق، خلال قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان.
وأفاد الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية مراد شتيوي، بأن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المشاركين في المسيرة، ما أدى لإصابة ثلاثة منهم بالرصاص، والعشرات بالاختناق بينهم نساء وأطفال.
واندلعت المواجهات على مدخل البلدة، عقب مسيرة دعت لها القوى الوطنية والإسلامية للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال، ما أدى لإصابة شاب برصاصة في قدمه، والعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.
وفي نابلس، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق، خلال مواجهات اندلعت مع الاحتلال الإسرائيلي في قرية بيت دجن شرق نابلس، وبلدة بيتا جنوبا.
وبحسب مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس أحمد جبريل، فإن 10 فلسطينيين أصيبوا بالاختناق نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع إثر قمع قوات الاحتلال المسيرة الأسبوعية في بيت دجن.
وأضاف أن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا بالاختناق خلال المواجهات التي اندلعت في بيتا.
وفي مدينة البيرة، أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهات اندلعت عند المدخل الشمالي للمدينة، نقل إثرها للمستشفى، ووصفت حالته بالمستقرة.
وأصيب شاب بالرصاص الحي، واعتقل آخر، أمس، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم الجلزون، شمال رام الله.
وذكرت مصادر أمنية، أن شابا يبلغ من العمر 20 عاما أصيب بالرصاص الحي في صدره، خلال المواجهات التي اندلعت وسط المخيم عقب اقتحامه من قبل الاحتلال، وقد وصفت حالته بالمستقرة.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، أسيرين محررين واستولت على مركبتيهما في قرية جلقموس، شرق جنين، كما اعتقلت عددا من الشبان بمناطق مختلفة من الضفة المحتلة
وفي السياق ذاته، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة الزبابدة جنوب جنين، دون أن يبلغ عن إصابات.
إلى ذلك، أدى عشرات الآلاف، صلاة أمس، في المسجد الأقصى المبارك، رغم الإجراءات العسكرية المشددة التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أبوابه، ومداخل البلدة القديمة من القدس المحتلة.
وقدرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في بيان، بأن نحو 70 ألف مصلٍ أدوا صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى.
وكان آلاف المصلين من الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، وداخل أراضي العام 48، أدو صلاة فجر أمس في المسجد الأقصى المبارك، نصرة للمقدسات، ورفضا لسياسات الاحتلال التهويدية.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.