لماذا يتوقع ارتفاع الحد الأدنى لتكلفة الحج إلى 3 آلاف دينار؟
فيما توقعت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، ارتفاع تكلفة الحج للموسم المقبل، لتصل إلى نحو 3 آلاف دينار للحاج الواحد وذلك بالحد الأدنى، بعد أن كانت تكلفة الحاج الواحد العام الماضي 2400 دينار ضمن الخدمات العادية، أرجع مراقبون الارتفاع الطفيف في التكلفة، إلى زيادة رسوم الطوافة والخدمات في منى وعرفات، والنقل الداخلي في السعودية، وأسعار الخدمات في مكة والمدينة، فضلا عن ارتفاع سعر تذكرة الطيران، وزيادة تكلفة الإقامة في الفنادق.
ويعزى ارتفاع تكلفة الحج لهذا الموسم إلى عدة أسباب، بحسب مراقبين، بعضها مرتبط بالظروف العالمية والآخر مرتبط بارتفاع التكاليف والرسوم في السعودية.
وكانت وزارة الأوقاف، أعلنت في بيان صدر عنها، أول من أمس، توقيع وزيرها الدكتور محمد الخلايلة، ووزير الحج والعمرة السعودي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، اتفاقية ترتيبات موسم الحج لهذا العام، نصت على أن عدد الحجاج الأردنيين لهذا العام سيكون 8 آلاف حاج، و4500 حاج من فلسطينيي 1948.
وأشار البيان إلى أن الحكومة السعودية، رفعت مختلف أشكال الحظر عن الراغبين بأداء فريضة الحج، بما في ذلك معيار العُمر الذي حددته العام الماضي، بحيث لم يكن يزيد عُمر الحاج على 65 عاما، ليعود معيار القبول لاختيار الحجاج الأردنيين من جديد لعامل الأكبر بالسن، وذلك لتمكينهم من أداء الفريضة.
وجددت مصادر مطلعة بالوزارة، التأكيد على أن دور الوزارة في ترتيبات الحج هو رقابي على شركات الحج وليس تنفيذيا، لكنها لفتت إلى أن الوزارة كانت وضعت التعليمات والمواصفات والشروط الملزمة على شركات الحج والعمرة، لتقديم أفضل الخدمات للحجاج، بموازاة إجراءات تحسين وتطوير هذه الخدمات.
ويقول عضو جمعية وكلاء السياحة والسفر ممثل شركات الحج والعمرة عصام الشاعر، يتم تحديد الاسعار للحجاج الاردنيين حسب المواصفات والتعليمات التي تصدرها الوزارة من حيث تصنيف الفنادق وبعدها عن الحرم والخدمات المقدمة في منى وعرفات، مضيفا أنه “بشكل عام الخدمات المقدمة للحجاج هي التي تحدد السعر، بالإضافة لأسعار الفنادق والنقل ايضا”.
أحد أصحاب مكاتب الحج والعمرة، قال إن المعطيات وحديث وزير الأوقاف عن ارتفاع الكلف صحيح، موضحا انه ولغاية الآن لم تتضح التكاليف بعد، ولا نستطيع حسم موضوع التكلفة لان هناك معطيات كثيرة تتحكم بالتكلفة منها مستوى الفنادق، وقربها من الحرم مستوى تقديم وجبات الطعام للحجاج والنقل أكان برا أو جوا، علما بأن هذا هو الموسم الاول بعد جائحة كورونا، يكون فيه الحج بنسبة 100 % حيث بلغت النسبة في موسم الحج 1443 إلى 42 % لجميع دول العالم، وهناك دول لم تشارك بكامل عددها.
وأضاف صاحب المكتب الذي رفض الكشف عن اسمه، “عند عودة أعداد الحجاج بالعدد الكامل سينعكس ذلك على أسعار الفنادق ومستوياتها وستخضع لعامل العرض والطلب، وحسب المواصفات
ومنطقة السكن وبعدها عن الحرم، فالمواصفات التي تضعها بعثة الحج الأردنية لاستئجار أفضل الفنادق وعلى مسافات قريبة بل معدل كيلو ونص من الحرم، علما أن موسم حج 1443 كانت أسعارالفنادق مشجعة لان الفنادق كانت خالية، والآن الفنادق عليها طلب والبعثات تطلب وهنالك صغط كبير، وهذا مؤشر مهم يتحكم في موضوع التكلفة”.
وتابع: علما بأن ارتفاع تكلفة الحج يعود إلى ارتفاع تكلفة الخدمات في المشاعر في عرفات ومنى، إذ ارتفعت الموسم الماضي بنسبه أكثر من 100 %، وإذ بقيت على ما هي عليه ستتحكم بالتكلفة، إذ كان الحاج يدفع للخدمات في منى وعرفات 1044 دينارا تضاف على تكلفة السكن والنقل والاعاشة.
وأشار إلى أن السكن في المدينة المنورة، سيكون مرتفع بسبب أن الكثير من الفنادق هناك لم تفتح بعد الكورونا لعدم قدرتها على تصنيف الفنادق والتكاليف الباهظة، ولم تجهز تراخيصها ولذلك الأسعار السابقة التي كنا نأخذها لم تعد متاحة هذا الموسم.
وأكد أهمية معالجة مشكلة نقل الحجاج لما لها من الأهمية للتأثير على التكاليف، بسبب عزوف الحجاج عن طلب الحافلات ذات سعة الـ50 راكبا، وطلبهم لحافلات vip، ما يسبب عجزا في عدد الحافلات، بخاصة فيما يتعلق بأن قطاع النقل الأردني يقوم بنقل حجاج فلسطين من الضفة وفلسطين المحتلة.
ودعا لايجاد بدائل بالسماح لشركات الحج والعمرة لامتلاك حافلات نقل خاصة، فيها أسوة بدول الجوار، لمعالجة نقص الحافلات كما ويجب تدخل الناقل الوطني الملكية الأردنية، بدعم أسعار الحجاج لا أن ترفع إلى ثلاثة أضعاف، كما ويجب أن تتدخل وزارة الأوقاف وبالتعاون مع شركات الحج والعمرة لإيجاد بدائل للطيران، وتخفيض الأسعار وكسر عملية الاحتكار ورفع نسبة عدد حجاج الطيران بمعالجة واقعية ومنطقية وبأسعار مناسبة للحجاج.
وكان الخلايلة، أكد في مقابلة سابقة مع “الغد”، أن موسم الحج الموسم الماضي كان مميزا، نتيجة التشاركية والتنسيق بين الوزارة وشركات الحج والعمرة والتزامها بالشروط، والوجود الميداني للعاملين بخدمة الحجاج كافة، مشيرا إلى أن الوزارة تحرص على تقديم الخدمة الأفضل للحجاج الأردنيين مقارنة بالأسعار المطروحة.
وأشار إلى أن أغلب شكاوى الحجاج الموسم الماضي تتعلق بالحافلات، وعدم رغبة الحجاج بركوب حافلات ذات منشأ صيني، برغم توجه العالم لهذا الأمر، ومؤكدا انه سيتم تحديد منشأ الحافلات هذا الموسم، مشيرا إلى أن تكلفة الحج للموسم المقبل، ستكون أعلى من الموسم الحالي، لارتفاع أسعار الخدمات في المشاعر المقدسة على الجميع.
أحد أصحاب مكاتب الحج والعمرة رفض الكشف عن اسمه، ربط أسباب لارتفاع التكلفة بالتضخم العالمي في الأسعار وهو ما يؤثر على مختلف الأسعار ولاسيما الإيواء والغذاء في السعودية، إضافة لارتفاع أسعار الخدمات الإلزامية (خدمات المشاعر والطوافة والنقل) وخدمات إلزامية جديدة تشمل (الطوارئ والتأمين الصحي ورسوم التأشيرة).
وأشار أيضا إلى أن سبب ارتفاع كلف الحج يعود إلى ارتفاع نسبة ضريبة القيمة المضافة في السعودية من 5 % إلى 15 %، وأيضا ارتفاع أسعار تذاكر الطيران في جميع الشركات بالمنطقة والعالم.
وتعتمد وزارة الأوقاف بالعادة العقد الموثق بين مكاتب الحج والعمرة من جهة، والحاج من جهة أخرى، كأساس للحكم بين الطرفين ومقاضاة الطرف الأول في حال تقصيره، مشددة على ضرورة أن يقرأ الحاج العقد جيدا قبل التوقيع.
زايد الدخيل/ الغد
التعليقات مغلقة.