مجلس الأمن: احترام الوصاية الهاشمية ووقف الاستيطان
عقد مجلس الأمن الدولي بمدينة نيويورك، مساء امس جلسة أعمال لنقاش مفتوح حول الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية.
وأعلن مندوب اليابان، رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي، افتتاح الجلسة رقم 9296 حول الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك قضية فلسطين.
وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن السلام لا زال ممكنا، وأنا اتحدث بقلب مثقل، فقد استشهد 15 فلسطينيا في الأسبوعين الأخيرين، بينهم 5 أطفال، ورغم ذلك أقول إن السلام لا يزال ممكنا، لكن ربما يضمحل هذا الأمل، إلا إن كان مجلس الأمن مستعدا لاتخاذ إجراءات فورية وفق القانون الدولي.
وأضاف نحن نواجه وضعا عبثيا نجد فيه من ينتهكون القانون توفر لهم الحماية، ويحاسب من يستحقون الحماية، وإسرائيل تعتبر أن العالم لا يستطيع أن يحاسبها على تصرفاتها الأحادية وتسمح لنفسها بمعاقبتنا لأننا نتجه للمجتمع الدولي، ومثال على ذلك رد إسرائيل على طلب إصدار فتوى من المحكمة الدولية بفرض عقوبات على الشعب الفلسطيني وقيادته ومجتمعه المدني، فقد طلبنا بطريقة متحضرة وسلمية وقانونية وشرعية لنحصل على قبول الجمعية العامة الطلب لمحكمة العدل الدولية بإصدار فتوى وقد عاقبنا الاحتلال.
وتابع: أن خطاب الممثل الإسرائيلي في الأمم المتحدة هو خطاب تحريضي يحرض على صراع ديني، “هم يتحدثون عن تصرفات ترقى للإرهاب السياسي بحق الشعب الفلسطيني، ويستهترون بمؤسسات الأمم المتحدة، وفي الحقيقة هي محاكمة عبثية على هذه الأرض، يعاقب فيها الضحية، ويدان الشهود ويتهمون بأنهم متورطون مع الضحية، هذه ليست حادثة متفردة بل جزء من تاريخ طويل”.
وقال “إن إسرائيل تتصرف على هذا النحو بسبب إفلاتها من العقاب وتواصل التنكر لكل القرارات الأممية، وتواصل الاستيطان وقتل الفلسطينيين وتشويههم بما فيهم الأطفال، وتواصل حملات الاعتقال التعسفية الجماعية التي شملت مئات الآلاف من الفلسطينيين، وتحتجز حتى يومنا هذا مئات الجثامين للشهداء وتحرم أسرهم من إمكانية دفنهم بكرامة وهذا مستمر منذ عقود”.
وتابع “فلسطين تمثل وتجسد عدم الامتثال لمبادئ الأمم المتحدة ويجب التصدي للتدابير الأحادية اللاقانونية وتحديدا في القدس، وبما في ذلك التدابير التي تمس الوضع القائم، فالحكومة الحالية الإسرائيلية تذكر علنا ما تريد القيام به وبرنامجها هو مواصلة الاستيطان والضم”.
وأضاف نقدر الدعم العالمي برفع علمنا في كل مكان أبداء للتضامن مع الشعب الفلسطيني، فيما لا تزال إسرائيل تؤمن بان سحق الفلسطينيين هو السبيل للحل، فالسلام لن يحل بإنكار وجودنا بل بالاعتراف بحقوقنا ومحنتنا، والسلام لا يزال ممكنا ويضمحل ويتقلص كل يوم ولكنه لا يزال ممكنا، وعليكم استخدام نفوذكم الآن وإلا لن تكون لها جدوى فيما بعد”.
وقالت ممثلة الولايات المتحدة الأميركية إن بلادها تتطلع لمواصلة تحسين أواصر الصلة مع الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، وإنها ملتزمة بحل دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلم وأمن، كسبيل أمثل للحرية والرخاء والديمقراطية للشعبين، مبينة أن السلام لن يتحقق إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضافت: “يجب تهدئة الأوضاع، ونشعر بقلق بالغ تجاه الوضع في الضفة الغربية ولأعداد الإصابات الهائلة، ويجب أن تتخذ تدابير عاجلة للحيلولة دون ازهاق مزيد من الأرواح”.
وتابعت: “نواصل معارضة الاعمال الأحادية التي تشكل تهديدا لحل الدولتين، ونرفض المساس بالوضع القائم في المسجد الأقصى والقدس”.
ودعت لدعم المنظمات الأممية العاملة في فلسطين والمحافظة على أمل حل الدولتين حيا، ويجب ان ندفع السلام في المنطقة قدما.
من جهته، قال ممثل ألمانيا إن بلاده تشعر بالقلق لتصاعد العنف في الشرق الأوسط، فالعنف يغذي تضيق الأفق السياسي، وهناك حاجة عاجلة لدعم العملية السياسية وإعادة إحيائها، معربا عن أسفه للخسائر في الأرواح.
وأضاف “نشعر بالقلق لانتشار الكراهية التي تحرض على العنف، فالعنف يبدأ في أذهان الناس ويؤدي لدوامة مفرغة تترجم بقنابل وطلقات، ويجب أن نمنع أن يستحوذ العنف على العقول”.
وأضاف أن على مجلس الأمن جمع الأطراف وتحقيق شروط التسوية السلمية، وأن والتدابير الأحادية تذهب بنا إلى الوجهة الخاطئة عكسية النتائج، ولا تساهم ببروز أفق سياسي، معربا عن قلق ألمانيا لاستمرار الأنشطة الاستيطانية التي تقوض الجهود الدولية لتسوية سلمية للنزاع، وتأكيدها أهمية الحفاظ على الوضع القائم في الأماكن الدينية في القدس.
من ناحيته، قال ممثل غانا إن ما يجري من طرف إسرائيل يقوض عملية السلام وحل الدولتين القائم على مبادئ الشرعية الدولية، وإن عمليات الضم وتوسيع المستوطنات والقيود على مسؤولين فلسطينيين ومنعهم من السفر كل هذا من شأنه أن يقوض حل الدولتين.
وأشار إلى أن ثمن السلام مرتفع وثمن النزاع أكبر، وأن على إسرائيل أن تخصص الجهد لإعادة الثقة بعملية السلام، داعياً كل الأطراف لبذل الجهود لعملية السلام.
وأضاف أن إسرائيل حاولت أن تقدم نفسها كحصن للديمقراطية والسلام في الشرق الأوسط، آملاً أنها ستذكر هذا في ممارساتها اليومية، وستتوقف عن انتهاكاتها لتلك المبادئ والمتمثلة بالاعتقالات وعمليات الهدم والضم وتوسيع المستوطنات.
وحث على الامتناع عن التصرفات الأحادية التي تعيق عملية السلام، مؤكداً على إيمان بلاده بمسار السلام الدائم، والذي لا يحدث إلا بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.كما أكد دعم بلاده للأونروا في الخدمات التي تقدمها للاجئين.
بدوره، قال ممثل الصين إنه من بداية عام 2023 يحدث التطور تلو الآخر في الأراضي الفلسطينية، وإن الوضع أمام بركان سينفجر في أي وقت، داعياً الأسرة الدولية ومجلس الأمن لبذل الجهود الدبلوماسية لتجنب الانفجار، وصون الوضع التاريخي للأماكن المقدسة.
وأضاف أن اقتحام مسؤول إسرائيلي للمسجد الأقصى قبل أيام زاد من التوتر، مؤكداً أن الصين على موقفها الواضح في العمل وفق قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، وعلى ضرورة احترام الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة ووقف إسرائيل لعمليات التحريض والاستفزاز.
ودعا إسرائيل لوقف العقوبات التي فرضتها على السلطة الوطنية الفلسطينية، والتي تؤثر ليس فقط على السلطة وإنما على المجتمع الفلسطيني بأكمله، مشيراً إلى أنه يجب تعزيز سلطة السلطة الوطنية الفلسطينية، مبينا أن التنمر من طرف إسرائيل من شأنه أن يفاقم التوتر ويقوض الحل السلمي.
وحث اسرائيل على وقف ما يقوض الحل السلمي وحل الدولتين، معرباً عن إدانة الصين للاعتداءات العشوائية من طرف إسرائيل تجاه المدنيين الفلسطينيين والقوة المفرطة التي تستخدمها تجاههم، منوها أن على السلطة القائمة بالاحتلال ضمان السلام لأهل الأرض المحتلة.
وأكد “وجوب تطبيق حل الدولتين بروح من العجلة، مشيراً إلى القمة الثلاثية في مصر التي دعت إلى وجوب العودة إلى المفاوضات والتمسك بحل الدولتين، وأن عددا كبير من الدول تدعو إلى حل الدولتين ولا يطبق”.
وأكد أنه في وجه المعاناة للشعب الفلسطيني لا مبرر للتقاعس، وأن السلام ممكن فقط إذا عملت الأسرة الدولية بروح العجلة واتخذت خطوات ملموسة تدعم حل الدولتين، وأن الصين ستواصل العمل مع الأسرة الدولية للتوصل لسلام شامل وعادل.
أما ممثل المملكة المتحدة، فقال إن العام الماضي شهد الكثير من العنف، خاصة عنف المستوطنين، وأن عام 2023 بدأ بالعنف وانعدام الاستقرار، مؤكدا دعم المملكة المتحدة لحل الدولتين.
ودعا الأطراف لإثبات الالتزام بالسلم والأمن وحل الدولتين، وإلى ضرورة تحقيق التطلعات الوطنية للفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة، معرباً عن اعتراض بلاده على الإجراءات الأحادية من طرف إسرائيل والمتمثلة بالعقوبات التي فرضتها على السلطة الوطنية الفلسطينية.
وأكد ضرورة مواصلة احترام الوضع التاريخي للأماكن المقدسة في القدس، مثمناً دور الأردن المهم في الوصاية على الأماكن المقدسة، داعيا إلى النهوض بثقافة التعايش السلمي واحترام الأماكن المقدسة والتحلي بضبط النفس.
وقال ممثل الإمارات إن الأوضاع وصلت لمرحلة بالغة الخطورة بسبب الممارسات تجاه الشعب الفلسطيني، ويجب العمل على ضمان الامتثال لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة لتسوية النزاع، ويجب وقف الإجراءات السلبية لإنهاء التوترات في الأماكن المقدسة في القدس.
وجدد رفض بلاده لأي انتهاكات للوضع التاريخي القائم في القدس، مشيرا إلى أن الاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى، والتهديد بإعادة اقتحامه تزيد من التوتر وتؤثر على الوضع القائم، مؤكدا ضرورة احترام وصاية الأردن على الأماكن المقدسة.
ودعا ممثل الإمارات، إسرائيل إلى وقف هدم الممتلكات الفلسطينية والتهجير بحق الفلسطينيين خاصة في المناطق المصنفة “ج” وما يحدث في مسافر يطا وفي القدس، مطالبا بضرورة منع الأنشطة الاستيطانية التي وصلت إلى مستويات مرتفعة إلى جانب مصادقة إسرائيل على بناء وتوسيع مستوطنات حسب ما تفيد البيانات، إضافة عنف المستوطنين.
وأكد أن الإجراءات الإسرائيلية تنتهك قرارات مجلس الأمن، داعيا إياها لوقف تلك الإجراءات وتحمل مسؤولياتها والابتعاد عن أي إجراءات عقابية من طرف إسرائيل لفلسطين، والعمل للوصول لاتفاق من خلال إجراءات لإعادة بناء الثقة وخلق أجواء للعودة للمفاوضات بهدف إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
وقال ممثل الغابون، إن مستوى العنف في الأراضي الفلسطينية غير مسبوق، ولا بد من اتخاذ إجراءات للحد منه، مناشدا الأطراف بالتحلي بضبط النفس، منوها إلى أن مواصلة الاستيطان والهدم والإخلاء والعقابات الجماعية واقتحام الأقصى كل هذا يفاقم الوضع.
وأكد ضرورة احترام الوضع القائم في القدس، مشيدا بدور الأردن كوصي على الأماكن المقدسة في القدس، داعيا إسرائيل لاحترام الوضع القائم في القدس.
وقال ممثل الاكوادور، إن الزيادة المستمرة في أعمال العنف والصدامات في الأشهر الأخيرة خلفت قتلى وجرحى، وكل وفاة هي مأساة، ومن غير المقبول على الأطراف ألا تحترم معايير القانون الدولي بما في ذلك القانون الدولي الإنساني.
وأضاف أن مجلس الأمن ينظر لهذه المسألة باهتمام بالغ، مطالبا بوقف أعمال التحريض والعنف والاستفزاز وعدم أخذ خطوات أحادية الجانب من شأنها أن تؤجج النزاع، مشددا على احترام الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدس، ودور الأردن كوصي على هذه الأماكن.
وأكد أن هدم المنازل مدان، ويجب حماية الأطفال وحقوقهم في التعليم، ونؤكد التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يستحق أن يعيش بسلام وفق حل سياسي عادل للدولتين وفق حدود عام 1967، معربا عن قلقه من استمرار الأنشطة الاستيطانية.
وقال ممثل البرازيل إن العام الماضي كان الأكثر دموية على الشعب الفلسطيني، وندعو إلى تجديد الالتزام بحل هذه الأزمة، خاصة أن العام الجاري ليس مشجعا لا سيما في القدس التي لها حساسية خاصة، تتطلب الحفاظ على خصوصيتها الدينية تحت وصاية المملكة الهاشمية الأردنية.
وأضاف أن تحسين ظروف الحياة للشعب الفلسطيني خطوة مهمة من أجل السلام، وضرورة تعزيز النمو الاقتصادي لاحلال الاستقرار واستئناف الحوار، خاصة أن انعدام الأمن الغذائي والياس يزيد من تعقيد الوضع في غزة في ظل الحصار الذي ينتهك حقوق الإنسان.
وتابع: “علينا العمل هناك لتعزيز الاقتصاد ودعم دور الأونروا لأهمية دورها في الاستقرار”، مؤكدا التزام بلاده الثابت بحل الدولتين على الحدود المعترف بها دوليا والمتفق عليها.
وأدان ممثل البرازيل محاولات خلق واقع جديد في القدس، واستمرار الاستيطان، وأعمال الهدم والتشريد الذي يقوض اتفاق حل الدولتين.-(بترا)
التعليقات مغلقة.