في مشهد غاب لسنوات.. البحر الميت يغص بالمتنزهين
البحر الميت – نشاط سياحي غير مسبوق شهدته منطقة البحر الميت خلال الأيام الماضية، أعاد الحياة للمنطقة بعد غياب استمر لثلاث سنوات متوالية، إذ اكتظت جوانب الشوارع الرئيسة والفرعية والشواطئ المفتوحة بالمتنزهين الذين لم يجدوا مكانا في متنزه الأمير حسين الذي فاق عدد زواره طاقته الاستيعابية.
وبات افتراش المتنزهين والسياح جوانب الطرقات مشهدا لا يتكرر سوى فترة قصيرة تمتد من بداية شباط (فبراير) ولغاية نيسان (ابريل) في حين تشهد شواطئ البحر الميت ومنطقة الزارة ازدحاما خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ويبين عدد من المتنزهين أن اختيار منطقة البحر الميت جاء لعدة أسباب أهمها الأجواء الربيعية الجميلة والحاجة الماسة للخروج من أجواء العمل والبيت وقضاء وقت مع العائلة، لافتين إلى أن منطقة البحر الميت تعتبر المتنفس الأفضل لمعظم أبناء العاصمة والمدن الأخرى لتوسطه وقربه من مناطق سكنهم.
ويطالب محمد العبادي المعنيين بضرورة إيلاء المنطقة اهتماما أكبر خاصة فيما يتعلق بتوفير شواطئ عامة تتوفر فيها الخدمات اللازمة التي يحتاجها الزائر، إضافة الى إقامة المشاريع التي تستهدف ذوي الدخل المحدود وهي الشريحة الأكبر من المجتمع الأردني، لافتا إلى أن ما يدفع آلاف الزوار إلى ارتياد المنطقة هو دف الأجواء والاستمتاع بمياه البحر دون الحاجة إلى دفع أي تكاليف يشكل دافعا قويا لمعظم الأردنيين إلى ارتياد المنطقة خلال هذا الوقت من السنة.
ويتوقع رئيس جمعية “أصدقاء البحر الميت” أن يكون الموسم السياحي الحالي مميزا والأكثر إقبالا للسياح داخليا وخارجيا، إذ إن الاجواء المثالية التي تتميز بها المنطقة دفع بعشرات الآلاف الى ارتياد المنطقة، قائلا “المشاهد التي رأيناها خلال عطلة نهاية الاسبوع لا تتكرر كثيرا، اذ شهد طريق البحر الميت ازدحاما شديدا بالمركبات فيما اضطر متنزهون الى الذهاب إلى الطرق الزراعية لعدم وجود متسع لهم سواء في متنزه الأمير حسين أو على شارع الخدمات”.
ويبين أن قرب المنطقة من العاصمة والمدن الكبيرة والأجواء الدافئة والمعتدلة، أسهما في ازدياد أعداد المتنزهين بصورة غير مسبوقة، ما يجعلهم يقضون الكثير من الوقت للبحث عن مكان فارغ للجلوس فيه، لافتا إلى ان فترة الانقطاع التي دامت ما يقارب من ثلاث سنوات دفع بعدد كبير من الأسر إلى ارتياد المنطقة وقضاء أيام العطلة ضمن أجواء أسرية خاصة في ظل انخفاض درجات الحرارة في المناطق المرتفعة.
ويضيف السوالقة أن منطقة البحر الميت بما توفره من منتج سياحي متنوع وفريد جعل منها قبلة السياحة الداخلية الأولى خلال فصل الشتاء، مطالبا الجهات المعنية بالعمل بشكل جاد على توفير بيئة سياحية ملائمة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الزوار والمتنزهين خاصة ممن يؤمّون الشواطئ المفتوحة للوصول بالمنطقة إلى إحدى أهم الوجهات السياحية في العالم والاقليم.
ويبين مدير متنزه الامير حسين المهندس معن الصقور ان المتنزه شهد خلال الأيام الماضية حركة سياحة غير مسبوقة، إذ فاق عدد الزوار ما نسبته 150 % من طاقته الاستيعابية الأمر الذي دفع بعدد كبير من المتنزهين إلى افتراش جوانب الطرق، موضحا أن المتنزه بات يشكل أحد أهم المتنفسات لذوي الدخل المحدود في منطقة البحر الميت لما يوفره من سبل الراحة للسياح والمتنزهين ومجانية الدخول.
ويشير إلى أن العمل مستمر للنهوض بواقع الخدمات المقدمة للزوار وتوفير البيئة المناسبة لهم على مدار العام من خلال توفير كافة السبل والمقومات اللازمة لتوفير منتج سياحي يلبي احتياجات الزوار، لافتا الى انه سيتم إنشاء عدد من برك السباحة التي من شأنها الحد من السياحة العشوائية خاصة على الشواطئ المفتوحة.
ويشير عاملون في فنادق البحر الميت انه ورغم ان الفترة الحالية تقع خارج الموسم السياحي إلا أن الحركة السياحية جيدة مقارنة بنفس الفترة من الاعوام الماضية إذ أن نسب الإشغال لا تزال جيدة وعادة ما تنشط خلال نهاية الأسبوع.
حابس العدوان/ الغد
التعليقات مغلقة.