البازارات الشتوية.. نافذة تسويقية لدعم الأسر المنتجة بالأغوار الشمالية
الغور الشمالي- تشكل البازارات الشتوية التي تقام في لواء الغور الشمالي نافذة تسويقية للمنتجات الحرفية والتراثية والمأكولات الشعبية، وفرصة لتحسين مستوى دخل العديد من الأسر الريفية الفقيرة، في ظل الأوضاع الصعبة التي يعاني منها غالبية سكان اللواء.
وتوفر هذه البازارات والتي يتم تنظيمها بالتنسيق والتعاون مع بلديات في اللواء، فرصة لتسويق المنتجات الشعبية وتطوير المشاريع الصغيرة، إذ تعمل البلديات على توفير المكان والمعدات والإشراف على تنظيم وتسويق البازارات عبر الوسائل المختلفة.
ومن البازارات الشتوية التى اقيمت خلال الشتاء الحالي، بازار “الدحنون الشتوي”، والذي اقامته بلدية شرحبيل بن حسنة بالتعاون مع أفراد من المجتمع المحلي في منطقة الكريمة الواقعة في لواء الغور الشمالي في متنزة السليخات السياحي وسيأخذ البازار صفة الديمومة طيلة فترة الشتاء الحالي بواقع 3 أيام في نهاية كل أسبوع، على اعتبار ما تشكله هذه الأيام من أهمية بسبب إقبال العديد من المتنزهين على مناطق اللواء بهدف الاستمتاع بالأجواء الدافئة التي يتميز بها اللواء بعيدا عن ضجيج المدينة ومتاعب الحياة.
وتهدف تلك البازارات الشتوية إلى تمكين أفراد المجتمع المحلي وخصوصا الفتيات والخريجات اللواتي يعانين من ظروف مالية صعبة وممن لديهن مشاريع صغيرة ويرغبن بتطويرها من خلال المشاركة بتلك البازارات.
كما توفر المشاركة فرص عمل، وتخلق حالة من التشابك والتعارف مع الآخرين من خلال تسهيل عملية تسويق المنتجات الريفية المتعارف عليها في اللواء كصناعة الأجبان وعمل المأكولات الشعبية، والحرف اليدوية.
وتقول رئيسة جمعية تلال المنشية تهاني الشحيمات وعضو بلدي سابق لبلدية معاذ بن جبل، إن تلك البازارات المنظمة والتي تتم بالتعاون مع البلديات تهدف إلى استغلال الموسم السياحي الشتوي ومدته 3 أشهر متتالية، إذ تعمل البلديات على تنظيم البازارات ودعمها من خلال توفير المكان، كما أن الاشتراك في تلك البازارات بشكل مجاني ومن دون أي رسوم، بهدف تشجيع أصحاب الحرف اليدوية والسيدات المنتجات على المشاركة فيها، لتخفيف الضغط عن أرباب الأسر الذين يعانون من ظروف مالية صعبة.
ولفتت إلى أن البلديات في المستقبل ستعمل على اقتطاع جزء مالي بسيط من تلك البازارات، وخصوصا بعد أن شهدت إقبالا كبيرا من السائحين ومن المتنزهين الذين يأتون للاستمتاع بالمناظر الجميلة والخلابة التي تميز المنطقة ذات الأجواء الدافئة، وذلك لدعم هذا النوع من المبادرات لضمان استمرارها وتطويرها.
وأشارت المشاركة علياء الواكد من سكان اللواء، أنها تعمل على تصنيع أشكال مختلفة من عصف النخيل، وتصنع سلالا من القش بأشكال جميلة، إذ كانت تعمل على تسويقها من خلال عرضها على جوانب الطريق، أو من خلال عرضها في المدارس والجمعيات إلى أن تلك الطرق غير مجدية وفيها جانب من المخاطرة والإحراج.
وأضافت أنها تشارك حاليا في البازارات التي تقام باللواء، والتي ساعدتها على تسويق معظم منتجاتها وبشكل مريح ودون عناء ومخاطر التواجد على الطرقات.
وأشارت إلى إنها حققت أرباحا جيدة ومعقولة من مشاركتها بالبازارات مقارنة مع طريقة التسويق السابقة، إذ تمكنت من تسديد العديد من التزاماتها المالية الأسرية.
وتمنت الواكد من الجهات الداعمة والمنظمة بدعم البازارات وضمان استمرارها وتشجيع المرأة الريفية على المشاركة بها، للحد من البطالة والفقر بين صفوف العديد من الأسر في ظل غياب المشاريع الاستثمارية والاقتصادية.
كما أشارات إلى أن لواء الغور الشمالي يتميز بالمناخ الدافئ في فصل الشتاء، وطبيعة خلابة، لافتة إلى أن اختيار التوقيت المناسب والمكان المناسب والتخطيط الناجح يعمل على نجاح أي مشروع.
وتشير ام نزار النابلسي والتي تعمل في تصنيع الحلويات والمأكولات الشعبية إلى أن منتجاتها وجدت إقبالا واستحسانا من قبل زوار البازارات، وأنها قامت بتحسين جودة المأكولات من خلال تقديمها وتخليفها وحفظها بشكل أفضل وأجمل، مشيرة إلى أنها كونت شبكة من العلاقات التى تمكنها من ترويج تلك المأكولات ما جعلها تفكر في إرسال طلبات إلى خارج المحافظات والتعاقد مع الجمعيات الخيرية والمراكز والمولات.
وقال عضو المجلس البلدي في بلدية شرحيبل بن حسنة سلطان الدخيل، إن الغاية من المهرجان والبازارات هو استغلال الأجواء الربيعية التى تجذب آلاف المتنزهين، وبالتالي إيجاد نافذة لتسويق المنطقة ومنتجاتها وخصوصا ان المنطقة زراعية وسياحية وذات إطلالة جميلة، وجعلت تلك المقومات منها معلم سياحي في غاية الأهمية، ومن خلال ذلك وجدت البلدية ووحدة التنمية ضرورة استغلال تلك المقومات، وعمل بازارات شتوية، من خلالها يتم تسويق المنتجات من ماكولات شعبية وحرف يدوية والتي تدر دخلا ذات فائدة على مواطنين اللواء وعلى البلدية مستقبلا، والمحلات التجارية.
وأكد أن البلدية تسعى للحافظ على تلك المبادرات والعمل على ديمومتها بشكل أفضل وضمن خطة مستقبلية منظمة.
علا عبد اللطيف/ الغد
التعليقات مغلقة.