رغم العروض.. ركود غير مسبوق بـ”محال الملابس” في العقبة
العقبة- يشهد قطاع الملابس الشتوية في العقبة ركودا وصفه تجار بـ”غير المسبوق”، رغم العروض والتنزيلات التي تعلنها محال بيعها، مرجعين أسبابه الى ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، وتأخر وصول البضائع بسبب الإجراءات الجمركية، ومنافسة التجارة الإلكترونية لهذه المحال.
وقال تجار ملابس وأحذية، إن الحركة التجارية لقطاعهم شبه متوقفة رغم العروض والتنزيلات التي بدأت مبكرا خلال هذا الفصل، مؤكدين أن العروض استهدفت ذوي الدخل المحدود من المواطنين وبأسعار تناسب الجميع وبجودة ملابس وأحذية عالية.
وقال تجار إن الموسم الشتوي هذا العام مختلف تماما عن موسم السنة الماضية، حيث لا استثمار لعطلة نهاية الأسبوع.
ويؤكد التاجر محمد الكباريتي، أن الإقبال على الملابس الشتوية خلال هذا الموسم كان ضعيفا للغاية، رغم أن أغلب المحال التجارية أجرت تنزيلات على الملابس والبضائع الشتوية وبأسعار منافسة.
ورغم التخفيضات الكبيرة التي تشهدها المحال، فإن الحركة دون الطموح، ويؤكد تجار تراجع المبيعات بنسبة تقدر بـ50 % مقارنة مع مواسم سابقة.
وقال التجار، إن نشاط القطاع أقل من المعتاد نسبة لهذا الوقت من السنة، مؤكدين أن هناك تراجعا كبيرا في حجم المبيعات، مشيرين إلى أن البضائع متوفرة وأسعارها في متناول الجميع رغم التخفيضات والعروض مع نهاية الموسم الشتوي.
وما زاد من تراجع مبيعات ونشاط أسواق الألبسة في العقبة، حسب تجارها، قرار دائرة الجمارك العامة بمعاينة البضائع الورادة الى المنطقة الخاصة في جمرك عمان، مما أثر على التجار سلبا من حيث تأخر وصول بضائعهم في الوقت المحدد، وهو ما دفعهم الى عرض بضائع من المواسم السابقة لحين وصول بضائعهم بعد المعاينة، إضافة الى التكلفة المادية غير المبررة الناتجة عن القرار؛ إذ يدفع التاجر تكلفة إضافية تقدر بين 400-500 دينار عن كل حاوية، وهي نتيجة إصدار بيان جمركي آخر، الى جانب تأخر وقت استلامها في العقبة.
ومن الأمور التي أثرت على الحركة التجارية في قطاع الملابس، وفق تجار بالعقبة، التجارة الالكترونية، التي تسببت في تراجع إقبال المواطنين على الشراء المباشر من المحال، فيما بات العديد يلجأون الى شراء ملابسهم من محافظات أخرى، خاصة وأن خدمة التوصيل متوفرة وسريعة وذات كلفة متدنية، وعلى سبيل المثال، لا تزيد كلفة إيصال طلبات من عمان الى العقبة على دينارين فقط.
ويعول تجار على بدء الموسم الصفي والأعياد المقبلة لتنشيط الحركة التجارية في المدينة، وقدوم السياح الى المدينة الساحلية.
وبين التاجر محمد الغرابلي، أن الحركة التجارية شبه متوقفة، رغم العروض والتنزيلات التي بدأت مبكرة خلال هذا الفصل، مؤكدا أن العروض استهدفت ذوي الدخل المحدود من المواطنين وبأسعار تناسب الجميع وبجودة ملابس وأحذية عالية، لافتا إلى أن المحال التجارية، وخاصة التجزئة، تبدأ في مثل هذا الوقت من السنة بعمليات “استبدال الأصناف” من الألبسة والأحذية، استعدادا للموسم الصيفي والأعياد وعرضها أمام المستهلكين، موضحا أن هذا النشاط توقف هذه السنة وتراجع لأقل مستوياته.
وقال تجار، إن الموسم الشتوي هذا العام مختلف تماما عن موسم السنة الماضية، لاسيما مع ضعف زوار العقبة من المحافظات الأخرى بسبب عودة المدارس وسوء الأحوال الجوية وتقلبات الطقس ورداءة الطريق الواصل من المحافظات الجنوبية الى العقبة، رغم الإعلان عن التنزيلات.
ويؤكد التاجر محمد خاطر، أن الإقبال على الملابس الشتوية خلال الفترة الماضية كان ضعيفا للغاية، رغم أن أغلب التجار والمحال التجارية أجرت تنزيلات على الملابس والبضائع الشتوية وبأسعار منافسة، موضحا أن التجار خلال الفترة المقبلة سيبيعون الملابس بسعر التكلفة استعداداً للموسم الصيفي المقبل وعيد الفطر السعيد.
ومن جانبه، أشار عضو غرفة تجارة العقبة منصور شعث، إلى أن التجار قدموا تنزيلات اعتبرها بـ”الهائلة” على مختلف أصناف البضائع الشتوية استعدادا لعرض الألبسة الصيفية خلال منتصف شهر آذار (مارس)، إلا أن الطلب على الألبسة الشتوية يشهد ركودا، مؤكدا أن غالبية التجار تراكمت عليهم الديون ومصاريف أخرى نتيجة الركود، مؤكداً أن انحسار حركة شراء الألبسة والأحذية محليا ألحق خسائر بالتجار جراء نقص السيولة وارتفاع كلف التشغيل.
ويقول المواطن محمد عبد الرحمن، إن ارتفاع أسعار الغذاء ألقى بظلاله على الطلب على الملابس، حتى وصلت المبيعات إلى أقل مستوياتها نتيجة ضعف شديد فى القوة الشرائية للمستهلكين، مبينا أن ما يقود حركة مبيعات الملابس فى الأسواق هي الطبقة المتوسطة، وهي تتعرض لضغوط شديدة في النفقات دفعت بحركة الأسواق للانكماش.
أحمد الرواشدة/ الغد
التعليقات مغلقة.