الصريح.. شوارع انتهت صلاحيتها وعمليات ترقيع تزيدها سوءا
سنوات متتالية، وعمليات صيانة وتعبيد شوارع منطقة الصريح في لواء بين عبيد شبه معدومة، حتى وصلت أوضاعها وفق ما يصفها سكان إلى مرحلة “انتهاء الصلاحية” في إشارة منهم إلى حجم الضرر الذي لم تعد تنفع معه عمليات الترقيع ويحتاج إلى إعادة تأهيل شاملة.
حفر واهتراء بطبقات الإسفلت، وتكسر وتشققات، وهبوطات بارتفاعات مختلفة، وبالمجمل شوارع لا تصلح للسير، هذا حال أكثر من 70 % من شوارع المنطقة، فيما جل ما قدمته بلدية اربد للتخفيف من حجم الضرر، تنفيذ ترقيعات خجولة لبعض الشوارع والتي سرعان ما رفضها المنخفض الأخير الذي أعادت أمطاره الغزيرة الحفر كما كانت مع زيادة بالعمق.
تعود المعاناة إلى سنوات مضت، عندما شهدت الصريح تنفيذ مشاريع خدماتية عدة، وأهمها “الصرف الصحي”، الذي تطلب أعمال حفريات بأعماق مختلفة، ورغم ان منفذي المشروع كانوا ملزمين حينها بإعادة أوضاع الشوارع كما كانت عليه بالسابق، الا ان واقع الحال يشير عكس ذلك.
المفارقة، أن بلدية اربد وعلى لسان رئيسها المهندس نبيل الكوفحي، قررت دعم منطقة الصريح بـ150 الف دينار لتنفيذ اعمال صيانة وترقيع للشوارع، إضافة الى شمولها ضمن عطاء آخر سيتم طرحه لمناطق لواء بني عبيد كافة بقيمة مليون و 300 الف، بينما يقدر عضو مجلس بلدية إربد الكبرى محمد الشياب “أن شوارع الصريح بحاجة إلى ما يقارب 10 ملايين دينار من أجل إعادة تأهيلها بشكل كامل”.
ويرى الشياب، “أن الصريح مهمشة، ومشروع الصرف الصحي أحدث دمارا كبيرا في شوارعها دون أن يتم إعادة تأهيلها بالشكل الصحيح”.
وأشار إلى “أن شوارع المنطقة تتجمع فيها مياه الأمطار التي تنساب من كافة بلدات لواء بني عبيد ومحافظة عجلون، وشوارعها تغرق بالمياه في ظل عدم وجود شبكات لتصريف مياه الأمطار، الأمر الذي أدى إلى زيادة تهالكها بسبب بقاء المياه فيها لمدة طويلة”.
ولفت إلى “أن معظم الشوارع التي تم فتحها في الفترة الأخيرة لم تعبد لغاية الآن، وتم الاكتفاء بوضع مادة “البيس كورس” لقلة المخصصات”، مؤكدا “أن هناك عشرات الشوارع بحاجة إلى فتح وتعبيد بعد أن شملها مشروع التقسيم الذي نظم اكثر من 17 حوض في المنطقة”.
وأكد الشياب “أن هناك تجمعات سكانية في مناطق جديدة في الصريح تم فتح شوارع لها ووضع مادة “البيس كورس” كإجراء مؤقت لحين توفر الإمكانات المالية لتعبيدها بالخلطات الإسفلتية”، موضحا “ان هذه الشوارع تحولت إلى مستنقعات مائية بسبب مياه الأمطار وأصبحت مؤذية للمواطنين”.
ولفت إلى “أن كامل الشوارع ضمن أحواض المسرب وسلمان وارحيل، وكامل الدخلات في بعض الأحياء بحاجة إلى تعبيد، إضافة إلى فتح جميع شوارع ضمن الأحواض الخاضعة لمشروع التقسيم، وإدخال أحواض أخرى إلى المشروع، وأهمية إكمال مشروع العبارة الصندوقية الخاصة بتصريف مياه الأمطار في وادي الصريح”.
بالعودة إلى رئيس بلدية إربد، يقول المهندس نبيل الكوفحي “إن لجنة فنية مختصة شكلت لحصر الأضرار بالشوارع في جميع أنحاء اربد الكبرى، وتم تقدير كلفة أعمال صيانتها بقيمة تتراوح ما بين 5-8 ملايين دينار”، مشيراً بذات الوقت الى “جهود كبيرة بذلت خلال الفترة القصيرة الماضية و شملت تعبيد وصيانة عدد من الشوارع في الصريح”.
وأشار الكوفحي إلى “أن مشروع الصرف الصحي والمياه أثر على البنية التحتية، ولم تتمكن البلدية من إعادة الأوضاع كما كانت في السابق رغم إنفاقها لما يقارب 5 ملايين دينار خلال الـ 5 سنوات الماضية على تعبيد الشوارع في الصريح”، مؤكدا “انه تم تخصيص هذا العام مبلغ مليون دينار لإعادة تأهيل عدد من الشوارع في الصريح”.
وأقر الكوفحي “أن مشروع التقسيم الذي تم في عام 2007 كان كبيرا وتضمن 17 حوضا، الأمر الذي تسبب بعجز البلدية على تقديم الخدمات للأحواض الجديدة وفتح الشوارع وتعبيدها بسبب سعة الشوارع الكبيرة والتي تحتاج إلى موازنة كبيرة”.
وكشفت الأمطار الأخيرة التي هطلت على محافظة اربد عن سوء البنية التحتية للشوارع التي تجمعت فيها مياه الأمطار بشكل كبير وأدت إلى صعوبة السير في شوارع الصريح إضافة إلى تسببها بإعاقة خروج ودخول المواطنين من وإلى منازلهم بسبب التجمعات المائية الكبيرة.
كما شهدت الشوارع التي تم ترقيعها في وقت سابق بعد الانتهاء من أعمال مشروع الصرف الصحي هبوطات، الأمر الذي يتطلب إعادة تأهيلها مجددا.
وحسب عضو مجلس محافظة إربد محمد العزام “فإن 75 % من شوارع الصريح بحاجة إلى إعادة تأهيل بسبب تهالك بنيتها التحتية، إضافة إلى أن هناك شوارع لم تتطالها الخلطات الإسفلتية منذ عشرات السنين، ما جعل وضعها مأساويا وبحاجة إلى إعادة تأهيل كاملة”.
وأشار العزام إلى “أن البلدية ونظرا للإمكانيات المتواضعة قامت بفتح شوارع ووضع مادة “البيس كورس” ولم يتبع ذلك عمليات تعبيد بالخلطة الإسفلتية الساخنة، الأمر الذي تسبب بانجراف طبقة “البيس كورس”، خلال تساقط الأمطار مما يتطلب من الجهات المعنية تخصيص موازنات كبيرة لإعادة تأهيل شوارع الصريح في الصيف الحالي”.
يقول المواطن محمد الروابدة، إن السكان لا زالوا يعانون من حفريات مشروع الصرف الصحي وانتشار الحفر والهبوطات في الشوارع، لافتا إلى انه تم تقديم أكثر من شكوى للبلدية من اجل إعادة تأهيل الشوارع إلا أن الأمور بقيت على حالها، والأوضاع تزداد سوءا كل عام.
أحمد التميمي – الغد
التعليقات مغلقة.