صد هجوم أوكرانيا على القرم.. ورد روسي على “نفي كييف”

أبوظبي – قال الكرملين، أول من أمس، إنه لا يصدق رواية مستشار الرئاسة الأوكراني، ميخايلو بودولياك، الذي قال إن كييف لا تشن هجمات على الأراضي الروسية.
وأعلن مسؤولون روس، يوم الثلاثاء، أن أوكرانيا حاولت شن سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة على الأراضي الروسية.
وبحسب ما نقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن مسؤولين روس، فإن طائرة مسيرة عسكرية حاولت أن تهاجم منشأة غاز على مقربة من العاصمة موسكو، الثلاثاء.
وكتبت “الغارديان” أن صور الحطام التي جرى توثيقها في موقع الهجوم، أظهرت علامات على أن المسيرة جرى تصنيعها في أوكرانيا.
وهذه المحاولة الهجومية وصفت بالنادرة؛ لأنها استهدفت نقطة في الداخل الروسي تبعد عن الحدود مع أوكرانيا بمئات الأميال.
وتنضاف هذه المحاولة إلى سلسلة أخرى من محاولات أوكرانية لتنفيذ هجمات في أربع مناطق روسية على الأقل، عبر الاستعانة بطائرات مسيرة.
في غضون ذلك، أكد حاكم منطقة موسكو، أندري فوروبيوف، أن المسيرة سقطت في بلدة “غوباستوفو” على مقربة من العاصمة، وكان هدفها هو إلحاق الضرر ببنية تحتية مدنية.
وكان الهدف الأوكراني محطة تابعة لشركة الطاقة المملوكة للحكومة “غازبروم”؛ وهي محطة مختصة في ضغط الغاز، تقع على بعد 50 ميلا فقط جنوب شرقي الكرملين.
وتظهر صور الحطام أن الطائرة الأوكرانية المسيرة هي”يو جي 22″، في حين اعتادت أوكرانيا ألا تتبنى الهجمات التي يجري شنها في الداخل الروسي.
وذكر مصدر من “غازبروم”، أن الطائرة المسيرة اصطدمت بالشجر في الخارج، وهي على مسافة قريبة جدا من السياج الخارجي للمنشأة، حيث كانت على بعد نحو عشرة أمتار فقط.
ووصفت مهاجمة أهداف داخل روسيا بطائرات مسيرة بالتطور الخطير في الحرب، لا سيما أن “الدرونز” أضحت تثير مخاوف قوى عسكرية كبرى وسط الكثير من الجيوش.
وتمتاز الطائرات المسيرة بقدرة كبيرة على مناورة أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة للجيوش، بفعل طيرانها على إرتفاع محدود.
ويستفيد المهاجمون أيضا من الثمن غير الباهظ للطائرات المسيرة، في حين تباع الطائرات المقاتلة التقليدية بأسعار باهظة، ووفق شروط مشددة للغاية.
ولم يجر تسجيل ضحايا أو خسائر في الهجوم الأوكراني الأخير داخل روسيا، لكن الخطوة تثير قلقا في الأوساط الروسية.
ويكتسي الهجوم الأخير أهمية أكبر، نظرا إلى وقوعه على مرمى حجر من العاصمة الروسية، حيث جرى النظر إلى الأمر بمثابة نيل من السيادة.
وفي رد سريع للفعل، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشديد المراقبة على الحدود مع أوكرانيا، من أجل ضبطها والحؤول دون تكرار هجوم المسيرات.
وكان وزير دفاع بولندا، وهي الدولة التي أعلنت تقديم ما يصل إلى 14 دبابة “ليوبارد 2” إلى كييف كجزء من مساعدات تحالف دولي، أكد في 24 شباط(فبراير) الماضي أن دبابات من طراز “ليوبارد” وصلت بالفعل إلى أوكرانيا. ووعدت كل من ألمانيا وإسبانيا وكندا وفنلندا أيضا بتسليم هذه الدبابات إلى أوكرانيا.
وفجر الثلاثاء الماضي، اعترف الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، بأن الوضع على محور باخموت صعبا للغاية.
وتقع مدينة باخموت في الجزء الذي تسيطر عليه قوات كييف من جمهورية دونيتسك الشعبية، وهي مركز لوجيستي مهم لنقل الإمدادات لمجموعة القوات الأوكرانية في دونباس.
وقال زيلينسكي في رسالته المصوّرة اليومية إن “أكبر المصاعب هي، كما في السابق، في باخموت.. روسيا لا تحصي رجالها على الإطلاق، إنها ترسلهم لمهاجمة مواقعنا دون توقّف. المعارك لا تنفكّ تحتدم”.
وكان الجيش الأوكراني قد أكد في وقت سابق أول من أمس أن الوضع “متوتر جداً” حول باخموت، جبهة القتال الساخنة في شرق أوكرانيا.
ونقل مركز الإعلام الرسمي للجيش عن قائد القوات البرية الأوكرانية ألكسندر سيرسكي قوله إن “الوضع في محيط باخموت متوتر جداً”.
وأكد أن مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية موجودة على خط المواجهة في هذه المعركة، وتحاول “خرق دفاعات قواتنا ومحاصرة المدينة”.
وعلى الرغم من اختلاف الخبراء بشأن أهميتها الاستراتيجية، تكتسب باخموت أهمية كبيرة من أجل السيطرة على منطقة دونباس الصناعية. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي تفقد الجبهة في كلتو الاول(ديسمبر)، أقسم بالدفاع عن هذه المدينة المحصنة “لأطول فترة ممكنة”.
هذا ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية، الثلاثاء، عن رئيس إدارة المخابرات العسكرية في وزارة الدفاع الأوكرانية كيريلو بودانوف قوله إن الأشهر الثلاثة المقبلة على الجبهة ستكون حاسمة وستقرر مسار الحرب. وأضاف بودانوف، في مقابلة أجرتها معه إذاعة “صوت أميركا”، أن روسيا ليست مستعدة حاليًا لخوض حرب طويلة الأمد بسبب نقص الموارد على الرغم من أنها تظهر عكس ذلك.
وأكد المسؤول الأوكراني حاجة أوكرانيا إلى إمدادات أسلحة ضخمة، بما في ذلك الطائرات الهجومية، مشيرا إلى أن أوكرانيا تجري حاليا محادثات للحصول على مثل هذه الطائرات.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة