أطفال مدمنين..!!// بروفسور حسين علي غالب بابان
منذ أن كنت صغيرا وأنا أرى عدد كبير من المدمنين مرمين في الطرقات وأشعر بالحزن لحالهم ، وعندما سافرت إلى عدة دول وكان أخرها هجرتي إلى بريطانيا زادت رؤيتي لهم ، لأن مدمني الكحول تحديدا يزدادون يوما بعد يوم . علماء النفس والاجتماع قدموا الكثير من الأبحاث والدراسات منذ السبعينات عن ظاهرة الإدمان وطرق معالجتها ، لكن المستغرب هو حالات إدمان لأطفال صغار بعضهم لم يتجاوز الثمانية سنوات ..؟؟ توجهت إلى عالمة اجتماع غنية عن التعريف و أعرفها حق المعرفة خلال عملي الأكاديمي لكي أحصل منها على إجابات لهذه الظاهرة ، فحصلت سريعا على الجواب الشافي المختصر ، وهو بسبب التفكك الأسري وتفشي الطلاق بشكل مرعب حيث وصل في بعض الدول إلى أكثر من ثلاثين بالمائة ، والضحايا أولا وأخيرا هم الأطفال الصغار . أما السبب الثاني ويأتي بنسبة أقل هو أدخال الأطفال إلى سوق العمل بسبب الظروف المعيشية الصعبة ، وحينها يتعرضون إلى إغراءات مختلفة قد تقودهم إلى الإدمان . والسبب الثالث هو أن تجار المواد المخدرة ،يسعون دائما لخلق أرضية لهم لترويج منتجاتهم المختلفة وبأسعار بخسة في البداية فقط وبعدها يرفعون من السعر لأن المدمن أصبح تحت سيطرتهم يفعلون به ما يشاء، ولا يمكن أن يتجاهلوا الصغار بالسن ،ففي علم التسويق الصغار بالسن زبائن من السهولة إقناعهم .
أكاديمي وكاتب مقيم في بريطانيا
التعليقات مغلقة.