“أيام التشغيل”.. استعراض أم مساهمة جادة للتحفيف من البطالة؟
في الوقت الذي نشهد فيه إقامة العديد من الأيام والمعارض الوظيفية، تبرز تساؤلات عديدة حول جدوى تلك المعارض، ونوعية الوظائف المقدمة واستدامتها، وهل هي فورية أم تندرج ضمن الخطط المستقبلية للشركات، وهل تساهم في التخفيف من نسب البطالة المرتفعة؟
والمعروف أن الهدف الأساسي من تلك المعارض، سواء كانت مبادرات من وزارة العمل أو القطاع الخاص، هو التجسير بين أصحاب العمل والباحثين عن وظائف، لكن السؤال هو حول ما إذا كانت تلك هي الطريقة الوحيدة أمام أصحاب العمل لإيجاد العامل المناسب أم لا.
في غضون ذلك، شهد الأسبوع الماضي إقامة يوم وظيفي لمختلف القطاعات، أعلنت عنه وزارة العمل/ مديرية التشغيل المركزي، وأقيم في جاليري أمانة عمان، ومن ثم أقيم يوم وظيفي آخر أعلنت عنه سلسلة مطاعم حمادة بمقرها في عمان، وبمشاركة 35 شركة من القطاع الخاص.
وفي هذا الصدد، اعتبر مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية أحمد عوض، أنه “عند الحديث عن الأيام الوظيفية فإن السؤال الأهم هو مدى استدامة الوظائف المعروضة من قبل الشركات، وكم هي مفيدة؟”.
ورأى عوض أنه “للأسف، أثبتت التجارب السابقة أنه لا يوجد دليل على نجاح تلك المعارض، خاصة أن وزارة العمل اعتادت على إقامة هذه الأيام الوظيفية دائما على مدار سنين عدة”.
وتساءل حول طبيعة الوظائف المعروضة، وهل هي آنية أم أنها خطط مستقبلية للشركات وليست فورية، وهل هي مستدامة، وهل شروط العمل لائقة فيها؟
وبين أن موقفه من تلك الأيام الوظيفية لا ينطلق من كونه معارضا أو مؤيدا، ولا يحبذ التعميم، مشيرا إلى أن أي مبادرة باتجاه التشغيل هو أمر إيجابي، كون المعرض يجسر الفجوة بين أصحاب العمل والعمال.
لكنه تساءل حول ما إذا كان أصحاب العمل لا يستطيعون إيجاد العمال الذين يحتاجونهم إلا عبر هذه المعارض.
وأوضح: “برأيي توجد طرق عديدة يمكن لصاحب العمل عبرها الوصول إلى ضالته من العمال المطلوبين”.
في المقابل، أكد مدير مديرية التشغيل المركزي في وزارة العمل الدكتور عون النهار، وجود جدوى وفائدة من الأيام الوظيفية التي تقيمها وزارة العمل أو التي تكون راعية لها، مشيرا إلى أن الوزارة أقامت العديد من تلك المعارض التي أثبتت نجاحها.
وأما فيما يتعلق بديمومة الوظائف، رأى النهار أنها تعتمد على رغبة العامل نفسه واستمراريته في تلبية متطلبات الوظيفة المعروضة.
وقال إن الوزارة منذ العام 2015 وهي تقيم معارض وظيفية، مبينا أن نوعية الوظائف والراتب المعروض لها يعتمد على الشركات المشاركة في القطاعات المختلفة.
وأما بالنسبة لتكلفة إقامة مثل تلك المعارض، فبين النهار أنها تعتمد على المكان، وأحيانا تكون مجانية، أو تبرعا من شركات مشاركة.
وأكد أن الوزارة تتابع مع الشركات حول الوظائف وتعييناتها في حال تمت أم لا.
بدوره، قال رئيس مجموعة مطاعم حمادة، رائد حمادة، الذي نظمت مجموعته آخر معرض وظيفي بمشاركة 31 شركة، إن “اليوم الوظيفي كان ناجحا، وقامت الشركات باستقبال الباحثين عن العمل، وأظهرت جدية في ذلك”.
وبين حمادة أن الشركات المشاركة جاءت من قطاعات مختلفة، ولا تكتفي بإعطاء الحد الأدنى من الأجور، بل تقدم رواتب عالية تناسب الوظائف المطلوبة، كمحاسب أو مهندس أو حتى عامل.
وأكد أن مبادرات القطاع الخاص، بالتعاون من وزارة العمل من أجل اقامة مثل تلك المعارض، هو “واجب وخدمة مجتمعية، لتكون هناك حلقة وصل بين أصحاب العمل والباحين عن العمل.
وكان أمين عام وزارة العمل فاروق الحديدي، قال خلال افتتاحه اليوم الوظيفي الخميس الماضي، إن الأيام الوظيفية تعتبر من ضمن أنشطة الوزارة في مجال التشغيل للمساهمة في الحد من البطالة، وتشبيك الباحثين عن العمل مع ما المتوفر من الوظائف في سوق العمل واحتياجاته، بطرق سلسة وممنهجة.
من جانبها قالت إحدى المشاركات باليوم الوظيفي، إسلام محمد، إنها حرصت على الذهاب والمشاركة في هذا اليوم، لكنها “للأسف وصلت قبل انتهاء المعرض بساعة ولم تجد جميع الشركات المشاركة موجودة”.
وبينت محمد (27 عاما) أن المسؤولين عن اليوم الوظيفي أخبروها أن الشركات اكتفت بالطلبات الكثيرة المقدمة، وفضلت المغادرة في وقت مبكر.
وأشارت إلى أنها تعمل حاليا في مؤسسة بالحد الأدنى من الأجور، وكانت ترغب في وظيفة أخرى براتب أعلى، لكن لم تتسنّ لها المشاركة في هذا اليوم.
وأكدت حرصها الدائم لمتابعة الإعلانات عن الأيام الوظيفية، أملًا منها بالعثور على وظيفة مناسبة.
هبة العيساوي/ الغد
التعليقات مغلقة.