موسم صناعة الجميد الكركي.. بداية خجولة وإنتاج متواضع
الكرك – تواجه صناعة الجميد بمحافظة الكرك تحديات تعيق قدرة العاملين بهذا القطاع على زيادة إنتاجهم، بسبب تراجع كميات حليب الأغنام حتى الآن وذلك لقلة المراعي وتأخر نمو الأعشاب البرية، ما جعل الموسم الحالي يتسم بـ “بداية خجولة وإنتاج متواضع”.
ويرجع قائمون على صناعة الجميد الكركي ضعف الإنتاج هذا الموسم إلى قلة كميات حليب الأغنام المنتجة وهي المادة الأساسية لإنتاج الجميد، وارتفاع أسعاره حاليا.
ويؤكد مربو أغنام ومزارعون بالكرك، أن تراجع كميات الأمطار وندرة الأعشاب البرية الرعوية مع بدء موسم الربيع، أثر بشكل كبير على صناعة الجميد والسمن البلدي، التي تعتبر من الصناعات التقليدية والتراثية بالمحافظة التي تشتهر بجميدها المصنوع من حليب الأغنام البلدية، ويعتبر مكون أساسي لإعداد المنسف الأردني.
وتشهد محافظة الكرك للموسم الثاني على التوالي تراجع في إنتاج كميات حليب الأغنام، لأسباب عدة من بينها ندرة الأعشاب البرية بسبب تراجع الهطول المطري وتأخر وقلة المواليد، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الحليب ليصل إلى حوالي دينار للكيلو، في حين أن أسعاره كانت العام الماضي في حدود 85 قرشا للكيلو، والعام قبل الماضي كانت الأسعار 75 قرشا للكيلو.
وأكد منتجون أن الأسعار الحالية وقلة إنتاج الحليب لدى مربي الماشية سوف يؤدي إلى تراجع واضح بصناعة الجميد، رغم أن الأمل معقود على أن تزيد الكميات مع بداية نمو الأعشاب البرية وتوفير كميات جيدة من الأعلاف الطبيعية للمواشي.
ويعكس ضعف موسم إنتاج الجميد حتى هذه الفترة من السنة أثاره على فرص العمل الموسمية بمعامل الجميد والسمن بالكرك، حيث توفر صناعة الجميد من خلال المعامل المنزلية الصغيرة أو المعامل الأكبر، آلاف الفرص الموسمية، فيما تستفيد بشكل رئيس من فرص العمل السيدات والفتيات من المتعطلات عن العمل في مختلف القرى والبلدات بالمحافظة.
وعادة ما تبدأ صناعة الجميد البلدي مع بداية الربيع، بعد أن يقوم مربو الماشية ببيع المواليد الجديدة من الخراف التي كبرت للاستفادة من حليب
أمهاتها لمدة 6 أشهر وهي مدة إنتاج الحليب من المواشي.
ووفق مصادر مختلفة من مربي الماشية ومنتجين للجميد، فإن حجم صناعة الجميد بالكرك يصل إلى زهاء 400 طن سنويا، بالإضافة إلى كميات كبيرة من السمن وبحجم مالي يصل إلى زهاء 10 ملايين دينار سنويا، إلا أن تقديرات أخرى تشير أن حجم صناعة الجميد والسمن والجبن تصل إلى 15 مليون دينار.
وقال رئيس جمعية مربي الماشية زعل الكواليت إن هناك تراجع في كميات الحليب وارتفاع في أسعاره، ما يؤثر على كميات الجميد المنتج للموسم الحالي، مشيرا إلى أن قلة الحليب تساهم في ضعف كميات الجميد والسمن المنتج ناهيك عن ارتفاع الأسعار يدفع المنتجين إلى تأخير البدء بتصنيع الجميد لحين تدني الأسعار وهو الأمر الذي يؤثر على كميات الجميد المنتج بالمحافظة.
وبين الكواليت أن تراجع الأمطار للموسم الثاني على التوالي، أدى إلى ضعف الموسم الرعوي وأدى بدوره إلى تأخر الولادة بقطعان المواشي لفترة طويلة وتأخر دورة الإنتاج الكاملة لتربية المواشي لأشهر متقدمة من السنة. ويتوقع الكواليت أن كمية الحليب المنتج يوميا بمحافظة الكرك من الأغنام يصل إلى حوالي 40 طن، فيما تأتي كميات أخرى للمحافظة من مربي المواشي بالبادية الجنوبية والوسطى الذين يبيعون إنتاجهم بالكرك.
ولفت إلى أن زهاء 10 آلاف أسرة بمحافظة الكرك تعتمد بشكل كامل على دورة إنتاج قطاع المواشي، من بينهم أربعة آلاف أسرة يعملون حصريا في تربية المواشي، وهي مهنتهم الوحيدة، في حين أن ستة آلاف أسرة أخرى تعمل بقطاع تصنيع منتجات الحليب من المواشي، وفي صناعة الجميد والسمن البلدي والجبنة البلدية، وهو قطاع اقتصادي يقدر حجم الاستثمار فيه بملايين الدنانير.
ويقول صاحب معمل لإنتاج الجميد والسمن ببلدة أدر شرقي محافظة الكرك عماد بقاعين، إن الفترة الحالية تشهد تراجعا بكميات الحليب، إلا أنه من المتوقع أن ترتفع الكميات مع بداية نمو الأعشاب والمراعي، مشيرا إلى أن هناك ارتفاعا كبيرا في أسعار الحليب ما يؤثر على كميات الجميد المنتج لعدم القدرة على شراء كميات كبيرة بأسعار مرتفعة، وبالتالي يؤثر على فرص العمل المتوفرة بحيث أن ضعف الحليب يحد من أعداد العمالة الموسمية في المصانع.
وأكد أحد مربي الماشية وصاحب معمل منزلي لإنتاج الجميد ببلدة راكين أحمد الجعافره أنه اعتاد سنويا إضافة لما ينتجه من الحليب من مواشيه شراء كميات إضافية من الحليب، إلا أن الموسم الحالي يواجه ضعفا كبيرا بكميات الحليب وارتفاع أسعاره، ما يعني عدم قدرة قطاع كبير من المنتجين على شراء الحليب بالفترة الحالية من أجل زيادة كميات الجميد المنتج.
هشال العضايلة/ الغد
التعليقات مغلقة.